رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

محللون فلسطينيون: المصالحة والمفاوضات مساران لن يلتقيا يوم 14 أغسطس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المصالحة والمفاوضات.. كلاهما يشكل أملاً لدى المواطن الفلسطيني، لاسيما أنه ومنذ سبع سنوات لا حراك جدي يذكر على صعيد الأولى (المصالحة)، ومنذ اتفاقية أوسلو عام 1993 مرت السنوات ولا استحقاق يُنجز بالنسبة للثانية (المفاوضات ).

حتى غدا الاثنان معاً حلماً في ظل اقتراب تاريخ مشترك بينهما، فـالرابع عشر من الشهر الجاري، هو الموعد المقرر لإتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني (فتح)، وتشكيل حكومة وفاق وطني .

وهو أيضاً موعد لاستئناف الجولة الثانية من المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وموعد الإفراج عن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين القدامى، كبادرة حسن نية إسرائيلية تجاه استئناف مفاوضات السلام، التي كانت متوقفة منذ أكتوبر 2010 .

الأمر الذي يطرح سؤالا حول إمكانية التقاء مساري المصالحة والتفاوض معاً، وهو سؤال طرحته وكالة “,”الأناضول“,” للأنباء، على عدد من المحللين السياسيين الفلسطينيين .

يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر (حكومية) بغزة، إبراهيم أبراش: “,”من المفترض التقاء المصالحة والمفاوضات معاً لتعزيز موقف المفاوض الفلسطيني، لكنني أستبعد الجمع بينهما أو التقاءهما، لاسيما في ظل الوتيرة البطيئة التي تسير بها الأولى، وهي المصالحة، مقارنة مع المفاوضات التي تسير بوتيرة أسرع هذه المرة “,”.

أبراش لا يرى وجوداً لأي مؤشر يبرهن على أن هناك وتيرة سريعة لملف المصالحة، خاصة في ظل “,”العقبات التي حالت خلال السنوات الماضية دون تحقيق أي إنجاز سواء عقبات تتعلق باختلاف وجهات النظر بين حركتي “,”فتح“,” و“,”حماس“,”، أو عقبات بشأن اختلاف موازين القوى والمتغيرات التي طرأت في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها على الملف الفلسطيني “,”.

ويمضى قائلا إن “,”الأحداث التي شهدتها مصر (الجارة للفرقاء الفلسطينيين)، وما طرأ من تحويل في الخارطة السياسية على الأرض بعد رحيل ما كان ينظر إليه بحليف حماس (الرئيس المصري المعزول محمد مرسي) في الثالث من الشهر الماضي، ألقت بظلال أكيدة على ملف المصالحة، الذي سيعاد النظر في كافة قضاياه واتفاقياته المسبقة “,”.

ويرى أن “,”حماس في موقف ضعيف وخياراتها محدودة، ولا تزال تراهن على نوع من التوافق في مصر، أو خروج مشرف لجماعة الإخوان المسلمين (التي ينتمي إليها مرسي) من الأزمة التي يعيشونها في الساحة المصرية “,”.

ويضيف: “,”من الصعب على حماس العودة كحركة مقاومة ضد إسرائيل، وذلك للاتفاقيات والهدنة الرسمية الموقعة بينها وبين الحكومة الإسرائيلية، بجانب الاقتصاد الذي يعاني مزيداً من الحصار في قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حماس.. كما أنه من الصعب عليها أن تتخذ موقفاً مشابهاً لموقف السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل “,”.

وانطلقت الجلسة الأولى من المفاوضات أواخر يوليو الماضي في العاصمة الأمريكية واشنطن، بعد انقطاع دام نحو ثلاث سنوات .

هو الآخر، يستبعد المحلل السياسي، محسن أبو رمضان، الجمع بين نتائج المصالحة والمفاوضات معا، قائلا: إن “,”إمكانية تحقيق شيء يوم 14 أغسطس الجاري صعب تماماً، لاسيما في ظل اختلاف الرؤى بين حماس وفتح، وتداعيات الأحداث المصرية على الحالة الفلسطينية “,”.

كما أن “,”حماس ترفض المفاوضات، وتعتبرها مضيعة للوقت، وبذلك لا يمكن لها أن تدعم المفاوض الفلسطيني، الذي ذهب إلى استئناف المفاوضات دون إرادة شعبية“,”، بحسب أبو رمضان .

وهو ما يعززه قول النائب في المجلس التشريعي (البرلمان) الفلسطيني عن حماس، مشير المصري، بقوله إن “,”استئناف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للمفاوضات مع إسرائيل يمثل خروجا عن الإجماع والوحدة الوطنية، وغطاء للاحتلال الإسرائيلي لارتكاب المزيد من الجرائم، وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية ومواصلة تهويد القدس والمسجد الأقصى “,”.

ويضيف أبو رمضان: “,”إذا كنا نتحدث عن قضية (الإفراج عن) أسرى ما قبل أوسلو، والتي سيشرع الاحتلال الإسرائيلي في تحقيقها مع منتصف الشهر الجاري كإنجاز للمفاوضات التي استؤنفت، فهذا أيضاً غير معول عليه، خاصة في ظل الحديث عن دفعات مشروطة من قبل إسرائيل للإفراج عن هؤلاء الأسرى خلال مراحل المفاوضات التي ستستمر نحو تسعة أشهر “,”.

الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، المحسوب على “,”حماس“,”، يعتقد أن “,”مسار التفاوض والتنازل من قبل السلطة الفلسطينية قضى تماماً على أي جهود للمصالحة الفلسطينية - الفلسطينية؛ فالمصالحة والمفاوضات لا يمكن أن يلتقيا “,”.

ويتابع أن “,”المصالحة لها اتفاقيات القاهرة والدوحة، التي تشتمل على اشتراطات يجب أن تسري، وهو ما لا تريده حركة فتح، والمفاوضات تجري في ظل استمرار إسرائيل في غطرستها واعتداءاتها ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، ومواصلة مشاريعها الاستيطانية في الضفة “,”.

وكانت “,”فتح“,” و“,”حماس“,” توصلتا إلى اتفاقي القاهرة 2011، والدوحة 2012، وأجمعا على أنهما أساس لتنفيذ بنود المصالحة، وأبرزها تشكيل حكومة موحدة مستقلة، برئاسة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تتولى التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية، إلا أن حماس تشترط أن تقترن تلك الانتخابات بعملية إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، بما يسمح بانضمام باقي الفصائل، بما فيها “,”حماس“,”، للمنظمة التي تسيطر عليها “,”فتح.“,”، بزعامة عباس .

وكانت الخلافات بين الحركتين تفاقمت عقب فوز حماس بغالبية مقاعد المجلس التشريعي يناير 2006، وبلغت تلك الخلافات ذروتها بعد الاشتباكات المسلحة بين الحركتين في غزة منتصف يونيو الماضي، والتي انتهت بسيطرة “,”حماس“,” على قطاع غزة، وهو ما اعتبرته فتح “,”انقلابا على الشرعية “,”.



الأناضول-