السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

بعد الخروج المذل من كأس العالم.. حاكموا العصابة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تلقى الشعب المصري صدمة كبيرة للغاية هبطت بمعنوياته من "سابع سما" إلى "سابع أرض" حيث خيم الإحباط والحزن على مصر بعد الخروج المهين للمنتخب الوطني من نهائيات كأس العالم 2018، بأداء مخيب للآمال ومستوي هزيل وفضائح بالجملة، فلم تكن الأزمة في الخروج من الدور الأول.
ولكن الصدمة الحقيقة من الأزمات الكثيرة التي شهدها معسكر المنتخب الوطني والذي يتحملها الجميع بداية من اتحاد الكرة والجهاز الفني والأداء للمنتخب وأخيرا اللاعبين الذي ظلوا يبحثوا عن مجد شخصي وتسويق أنفسهم دون النظر إلى المصلحة العامة للمنتخب، وبالتالي كانت "الفضيحة" صداها أقوى بكثير فكانت على مرأى ومسمع العالم كله، وكأن الشعار الذي وضع على حافلة المنتخب "لما نقول الفراعنة.. الدنيا تقوم تسمعنا" وضع خصيصا حتى يسمع العالم فضائحنا.
وتطالب "البوابة" بفتح تحقيق عاجل، مع مسئولي اتحاد الكرة، أمام الرآي العام المصري، عن كم الفضائح التي شهدتها البعثة المصرية في روسيا.

"أبو ريدة" رأس الأفعى
يتحمل هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة، ومجلسه الجزء الأكبر من فشل المنتخب الوطني في المونديال، بسبب افتعال الأزمات الواحدة تلو الأخرى مما أثر سلبا على استعدادت الفراعنة قبل المحفل العالمي الذي شارك فيه المنتخب بعد غياب 28 عاما.
اتحاد الكرة سبق ووضع محمد صلاح في أزمة كبيرة نتيجة حقوق الدعاية والإعلان، بعدما وضعت شركة بريزنتيشن راعي اتحاد الكرة، صورة صلاح بجوار شعار شركة اتصالات، منافسة لتلك المتعاقدة مع اللاعب، مما جعله عرضه لغرامات مالية كبيرة لعدم التزامه بالتعاقد الذي يرتبط به مع شركة المحمول، ودخل اتحاد الكرة ووكيل اللاعب رامي عباس، في حالة من الشد والجذب ومخاطبات، تدخلت جهات عليا وأعطت تعليمات واضحة وصريحة لاتحاد الكرة بإنهاء الأزمة والحفاظ على اللاعب الدولي صاحب لقب هداف الدوري الإنجليزي.
وبالفعل رضخ اتحاد الكرة والشركة الراعية للتعليمات وتم إنهاء الأزمة بإزالة صورة محمد صلاح من كل الإعلانات المخالفة للشركات المتعاقد معها اللاعب نفسه، وتم تغيير تصميم الطائرة الخاصة بمنتخب مصر أيضًا لتنتهي الأزمة بشكل رسمي ونهائي.
قبل سفر بعثة المنتخب إلى روسيا بساعات، فجر اتحاد الكر أزمة جديدة، بعدما اتهم مجدي عبدالغني عضو المجلس بالتعدي بالضرب على مسئولي الأمن بمشروع الهدف للحصول علي كمية كبيرة من الملابس بالمخازن دون وجه حق وهي الأزمة التي شغلت البعثة بأكملها خاصة أن عبد الغني كان المشرف علي المنتخب في ظل غياب رئيس الجبلاية في ظل انشغاله باجتماعات كونجرس الفيفا، ليزيد أزمة جديدة على أزمات المنتخب.

ومجددا، وضع اتحاد الكرة صلاح في أزمة جديدة بعدما سمح لرئيس دولة الشيشان في روسيا، باصطحاب اللاعب في أول تدريب للمنتخب بمدينة جروزني، والذهاب معه لتحية الجماهير الموجودة في المدرجات، إلى جانب منح محمد صلاح حق المواطنة الفخرية الشيشانية على هامش دعوة رمضان قديروف لبعثة منتخب مصر على العشاء مساء الجمعة الماضي.
الأزمة لا تكمن في التكريم بحد ذاته، إنما في عدم تحدث أي مسئول في اتحاد الكرة مع صلاح حول الخلفيات السياسية للتكريم، والسماح لرئيس الشيشان باستغلال اللاعب سياسيًا، كما أن وكيل صلاح رامي عباس لم يُنبه اللاعب لخطورة الأمر، وهو ما جعل صلاح يقبل التكريم دون أن يكون لديه علم أو دراية.
ولم تتوقف أزمات اتحاد الكرة عند هذا الحد، بل جاءت فضيحة التذاكر على مواقع التواصل الاجتماعي، موثقة بالفيديوهات، عن تورط مسئولي اتحاد الكرة في عمولات بيع التذاكر، وظهور ما يسمى بالسوق السوداء، دخل فندق المنتخب بروسيا، لتزيد الأوجاع والفضائح.

"كوبر" و"لهيطة" وفضيحة "جروزني"
هزائم متتالية لمنتخب مصر خلال عام 2018، الذي عجز الفريق أن يحقق فيه أي انتصار، وسجل 6 هزائم وتعادلين، بـ4 أهداف فقط سجلناها بينما استقبلنا 13 هدفا، وهذه الأرقام تدمر أسطورة أن مميزات هيكتور كوبر تكمن في التكتيك الدفاعي، فالأرقام تتحدث وتؤكد أن دفاعاتنا ولا أسوأ، وهجومنا بلا أنياب أو مخالب، وأن كافة الفرق التي لعبت كرة قدم حقيقية كبدتنا هزائم ثقيلة وقاسية، استحققناها عن جدارة.
بداية مشوار فشل هيكتور كوبر ظهر مع افتقاره للقدرة على ابتكار أي حلول تحسن الأداء الهجومي للفريق، فرغم عدم مشاركة متوسطي الميدان الدائمين "محمد النني وطارق حامد"، في الهجوم، وركونهم للتمرير العرضي وللخلف، أغلب أوقات المباراة، فإن كوبر اعتمد على لاعب وحيد للعب الكرات الأمامية وخلق الفرص وهو عبد الله السعيد، الذي تعرض لظروف عصيبة خلال الفترة الأخيرة، أخرجته عن تركيزه إلى جانب بطء اللاعب، وعدم قدرته على نقل الهجمة بشكل أسرع، مع الواجبات الدفاعية المبالغ فيها لجناحي الفريق، فظهرنا بلا هجوم يُذكر في أغلب المباريات التي لعبناها خلال 2018، وتسببت في النهاية في 3 هزائم مستحقة للمنتخب المصري في كأس العالم.
امتلك هيكتور كوبر على دكة البدلاء خلال كأس العالم لاعبًا مثل شيكابالا، يمتلك الحلول والسرعة والمهارة والقدرة على التصويب القوى والدقيق، لكن هيكتور كوبر اختار أن يحصر تغييراته في 3 أوراق فقط هي: عمرو وردة، ومحمود كهربا، ورمضان صبحي، على حساب مروان محسن، الذي أدى بطولة ولا أسوأ، وتريزيجيه الذي ظهر متوترًا وغير مفيد، وعبد الله السعيد البطيء جدًا.
وهى تغييرات محفوظة، جعلت الخصوم يتوقعون شكل المنتخب المصري، وطريقة اللعب، حتى مع التغييرات التي افتقدت إلى عنصر المفاجأة، لكن الأغرب أن شخصية كوبر انعكست على اللاعبين بشكل غريب، فظهروا في أغلب المباريات، إن لم يكن في جميعها، عاجزين غير مبادرين، يركنون للتأمين الدفاعي، ويحبون إرجاع الكرة لحجازي وجبر، ويكرهون الانطلاقات في نصف ملعب الخصم، فلماذا كانوا ينتظرون الفوز؟، ولماذا حزنوا من الخسارة؟!
كل الخطايا الفنية لهيكتور كوبر، بالتأكيد، وضعت المنتخب المصري في موقف صعب، لكن ما زاد من الأمور تعقيدًا وقادنا إلى العار في روسيا 2018، هو تعامل اتحاد الكرة مع المنتخب ومعسكره في البطولة، بعد أن اختار الاتحاد أبعد مدينة في روسيا، عن ملاعب كأس العالم، للإقامة فكان المنتخب المصري، أكثر فرق البطولة، قطعًا للمسافات سفرًا بين مدن روسيا بأكثر من 11 ألف كيلو مترًا، سفر خلال مبارياته الثلاثة.

تصريحات مسئولي اتحاد الكرة، ومدير المنتخب إيهاب لهيطة، أثارت الشك في النفوس، عن سبب اختيار جروزني خصيصًا، فمرة نطالع تصريحات بأن الاختيار كان من كوبر وقيادات الاتحاد، ومرة أخرى نسمع أن الاختيار كان من قبل الـ«فيفا»، وهو ما يدلل أن هناك أمورًا خاطئة ربما تنكشف خلال الفترة المقبلة.
وأخيرًا؛ السماح باختراق معسكر المنتخب قبل خوص مباراة روسيا، من قبل مجموعة، من الفنانين ورجال الأعمال وسط غياب تام من مسئولي بعثة المنتخب، الأمر الذي أفقد اللاعبين تركيزهم خلال المباراة.
وكان فندق إقامة المنتخب في مدينة سان بطرسبيرج قبل مواجهة روسيا مثل "فرح العمدة" حيث صعد الفنانون لغرف اللاعبين، والتقطوا الصور معهم، وسط غياب تام لمدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة، الذي ترك معسكر المنتخب لحضور حفلة محمد حماقي.


الجيل الأسوء من اللاعبين
باستثناء محمد صلاح، نجم المنتخب المصري، ورمزه العالمي، والذي فشل اتحاد الكرة في توفير الحماية والأجواء المناسبة، ليكون في أفضل تركيز خلال مباريات كأس العام خاصة، وأنه كان يواصل التأهيل من إصابة أبعدته عن أولى مباريات الفريق أمام أوروجواي، يعتبر هذا الجيل هو الأسوأ لمصر، منذ زمن بعيد، ولا يقارن بالجيل الذي حقق 3 بطولات أمم إفريقيا، ولكن لم يحالفه الحظ في الوصول للمونديال، بعد موقعة أم درمان الشهيرة، والخسارة من المنتخب الجزائري.
وظهر لاعبو المنتخب، بلا طموح ولا حماس ولا نخوة، كما ظهر المنتخب المغربي الشقيق، ووضح أنهم يبحثوا عن تحقيق طموحات وأحلام شخصية، والبحث عن عروض احتراف جديدة، وتسويق أنفسهم بشكل جديد، في ظل انعدام التركيز.
وكشف مصدر ببعثة المنتخب بروسيا، عن أن أحمد ناجي، مدرب حراس مرمى المنتخب اصطحب نجله لغرف اللاعبين بالفندق، كما أصطحب عبدالله السعيد، زوجته طيلة فترة البطولة في الدور العلوي له بالفندق، كما رافق شقيق محمد صلاح بعثة المنتخب، في تجاوزات لابد أن لا تمر مرور الكرام.

الكارثة التي كشفتها بعض المصادر في بعثة المنتخب أن عصام الحضري حارس وقائد منتخب مصر، ارتكب جريمة كفيلة بمحاكمته وطرده من المنتخب نهائيًا، حيث اتفق مع أحد القنوات الفضائية لتسهيل عمل لقاءات مع نجوم المنتخب، مقابل مبلغ مالي بالدولار، على أن يتم التسجيل داخل غرفة "كابتن" المنتخب، بعيدًا عن أنظار مسئولي القناة، التي تمتلك الحقوق الحصرية.
أما بعض اللاعبين، وعلى رأسهم محمود تريزيجيه، وعمرو وردة، ورمضان صبحي، فلم يكن همهم سوى تسويق أنفسهم، والانشغال بوكلاء اللاعبين، والكشافة من الأندية الأوروبية، على أمل الحصول على عرض كبير من أحد الأندية، وهو الأمر الذي شتت تركيزهم، ولم يقدموا المستوى المطلوب.

"بريزنتشن" راعي الأزمات
الجميع كان يعتقد أن شركة "بريزنتيشن"، راعي المنتخب الوطني والكرة المصرية، ستوفر لبن العصفور للفراعنة في مونديال روسيا، وتذلل كل العقبات، لتهيئة اللاعبين للمشاركة في بطولة كأس العالم، بعد غياب 28 عامًا، ولكن كان العكس تمامًا حيث تسببت الشركة الراعية في مشاكل بالجملة للمنتخب الوطني، بداية من الأزمة التسويقية مع محمد صلاح، والتي كان صداها ضخمًا، ليس في مصر فقط، وإنما في العالم أجمع، وكانت بدايةً لتشتيت تركيز النجم المصري، وأفضل لاعب وهداف الدوري الإنجليزي.
ثاني أزمات الشركة الراعية، كانت في الحملة الإعلانية للاعبي المنتخب الوطني، قبل أيام قليلة من انطلاق كأس العالم، حيث قام معظم نجوم الفراعنة بتصوير أكثر من إعلان لشركات إعلانية تابعة لـ"بريزنتيشن"، بالإضافة لبعض البرامج التي تم عرضها في شهر رمضان، ومشاركة معظم لاعبي المنتخب.
أزمةٌ أخرى، وهي قيام إحدى الشركات التابعة لـ"بريزنتيشن"، راعي الكرة المصرية، بفتح معسكر المنتخب في روسيا للفنانين ورجال الأعمال، للتصوير مع اللاعبين، والجلوس في فندق الإقامة، وتنظيم رحلات خاصة للأقارب والأصحاب، ومنحهم التذاكر للسفر إلى روسيا، وحضور المباريات، وحرمان الجماهير المصرية من السفر، بسبب عدم تمكنهم من الحصول على تذاكر.