الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حسن البنا .. هل كان نازياً؟ [2]

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ونمضى لنحاول الإجابة على سؤال يبدو متعسفاً، لكن الحقائق تؤكد أن الإجابة هى "نعم"، فالبنا مزج بين الخضوع التام من أتباعه- وهو ما فعله هتلر- والمسحة الدينية التى جعلت السمع والطاعة شرطاً مقدساً لصحيح الإيمان . ويصيح أحد أتباعه فى مقال له "سأحيا وأموت مقيماً على ولائى لك" ويقول محمود عبدالحليم "لم أقدر النبوة حق قدرها إلا لما رأيت هذا الرجل" [جـ1 – صـ54] هكذا يقارنون بينه وبين الرسول مباشرة، ثم يقارن آخر بينه وبين الوحى: "كانت الآيات تسعفه يزفها، فتسمعها ندية طرية كأنما يتنزل بها الوحى" وبعد عودة البنا من الحج نشرت مجلة "الإخوان المسلمون" مقالاً جاء فيه "عاد الذى تلتقى عند ساحته آمال الأمة الإسلامية وآلامها وترجو على يديه استرداد عزها، ولم يبق فى كنانة أمة النيل إلا هو، عاد صانع الرجال ومدرب الأبطال، الداعى للرشاد، والهادى للسداد رافع المشعل وارد المنهل، عاد أستاذنا الأجل وقائدنا المطاع" [ديسمبر 1946] وأيضاً "ولو علم النيل أنه سيسقى بمائه قرية المحمودية- بلدة الشيخ التقى النقى الطاهر الورع الحصيف الزاهد المجاهد حسن البنا- لكان يتيه على الزمان" . والبنا لا يقبل إلا الولاء المطلق ولهذا تخلص سريعاً من أعز أصدقائه "فالأخ الشيخ حامد عسكرية ينظر إلى كأخ وصديق فلا يصغى لآرائى فيكون توحيد الفكر ضرباً من التعسر" . وهو يفرض تعاليمه مؤكداً "على الأخ أن يلبى أمر القائد فى أى ناحيه، فالدعوة تفرض علينا أن نكون جنوداً طائعين فى العسر واليسر والمنشط والمكره" . هكذا تلبست الفكره النازية تصرفات البنا لكنه ما لبث أن وجد سبيلاً مخادعاً لإعلان الولاء للنازية، ففى مجلة النذير يزف البنا البشرى "ذكرت الصحف أن إيطاليا وألمانيا تتجه إلى الإسلام وسمعنا أن اليابان كذلك" وهكذا زعم البنا أن دول المحور الثلاث ستصبح إسلامية وطلب إلى الملوك والأمراء المسلمين وإلى شيخ الأزهر التبليغ بالإسلام إلى هذه الدول" [النذير ذى القعدة 1357 هـ] . وتلت ذلك شائعة رددها الإخوان وهى أن هتلر قد أسلم وقام بالحج سراً وأسمى نفسه الحاج محمد هتلر" .
وهكذا وعبر الادعاء الكاذب بأن النازية تتجه هى وأنصارها إلى الإسلام يصبح التقرب منها والالتزام بأفكارها جزءاً من الاسلام، ولعل هذا بذاته دليل على خطأ وخطر الخلط بين الدين المقدس وبين السياسة التى تتلبسها المصالح الذاتية، وبدأت الأموال الألمانية فى التدفق على البنا وقد أدهش المراقبين أن البنا فتح باب التبرع بقيمة 8500 جنية لشراء دار للجماعة وهو مبلغ كبير فى هذا الزمان ثم أعلن بعد يومين أن التبرعات فاضت عن الحاجة، ونقرأ فى وثيقة بريطانية "فى لقاء بين السير والترسمارت المستشار الشرقى للسفارة البريطانية مع وكيل وزارة الداخلية المصرية حسن باشا رفعت، أكد رفعت له أن البنا تلقى أموالاً طائلة من ألمانيا وايطاليا والقصر الملكى". الأمر الذى أزعج الإنجليز من التقارب مع العدو النازى، وهناك وثيقتان أصبحتا شهيرتين بعد العثور عليهما فى ملفات وزارة الخارجية البريطانية بالمتحف البريطانى وتاريخها أكتوبر 1939 وفيها يعترف Herr Stellbogen مدير مكتب الدعاية النازية بمصر D.N.B والذى كان أيضاً ملحقاً إعلامياً بالبعثة الدبلوماسية الألمانية بأنه قد سلم حسن البنا عديداً من الدفعات المالية الكبيرة وكان يلح على ضرورة إرسال دفعات أكثر مؤكداً "هؤلاء الناس يمكنهم فعل أشياء كثيرة"، وهكذا نرى البنا وهو "مرشد عام" بذات النمط النازى الألمانى يتحكم فى كل عضو وفى كل قرار مضيفاً الى ذلك نكهة متأسلمة [البيعة – السمع والطاعة] ثم هو يعمل لحساب النازية الألمانية وتتدفق عليه أموال نازية وكعادته كان نازياً فى زمن صعود النازية ثم تراجع إلى موالاة الاحتلال البريطانى بعد هزيمة النازية، فهل من حقنا أن نجيب على السؤال: نعم كان نازياً.