الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم يحتفل يوم 28 يوليو باليوم العالمي للالتهاب الكبدي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في يوم 28 يوليو باليوم العالمي للالتهاب الكبدي 2013 تحت شعار(هذا هو الالتهاب الكبدي..فاعرفه وواجهه) ، وتؤكد الحملة الإعلامية التثقيفية على حقيقة أن الالتهاب الكبدي لايزال غير معروف ، على أنه تهديد صحي لدى شريحة واسعة من الناس في الكثير من أرجاء العالم .
وكانت منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للالتهاب الكبدي أطلقت للمرة الأولى الاحتفال باليوم العالمي للالتهاب الكبدي في العام 2008 للتصدي لذلك القاتل الصامت الالتهاب الكبدي الفيروسي .
ويعيش ملايين الناس وهم مصابون بالالتهاب الكبدي ، وهناك ملايين أكثر منهم معرضون لخطر الإصابة بالعدوى به ، ولا يعرف الكثير من الناس المصابين بالالتهاب الكبدي B أو C المزمن شيئاً عن أمر إصابتهم بالعدوى مع تواصل حملهم للفيروس ، مما يعرضهم ذلك إلى الإصابة بالأمراض الكبدية المزمنة بل إنهم قد ينقلون العدوى بالفيروس من حيث لا يشعرون إلى غيرهم .
وعلى وجه التقريب ، فإن هناك مليون شخص يموتون كل عام بأسباب ذات صلة بالالتهاب الكبدي الفيروسي ولعل أكثر تلك الأسباب شيوعاً هي التشمع والسرطان الكبدي .
وهناك خمسة فيروسات رئيسية تسبب ذلك الالتهاب ويشار إليها بالأنماط (A و B و C و D و E) ، وتثير تلك الأنماط قلقاً كبيراً ؛ نظراً لعبء المرض والوفاة الذي تسببه وقدرتها على إحداث فيروسات وأوبئة ، ويمكن لفيروسات الالتهاب الكبدي (A و B و C و E ) إحداث عدوى والتهاب حادين ومزمنين في الكبد يؤديان إلى إصابته بالتشمع أو بالسرطان .
وتشكل تلك الفيروسات خطراً صحياً عالمياً كبيراً ، ذلك أن هناك نحو 240 مليون نسمة ممن يعانون بشكل مزمن من الالتهاب الكبدي B ، ونحو 150 مليون نسمة ممن يعانون بشكل مزمن من الالتهاب الكبدي C.
ويصاب شخص من كل 12 شخصاً حول العالم مع عدم وجود أعراض ظاهرة ، وتكمن خطورة هذا الوضع في نقل العدوى للآخرين من غير قصد بسبب عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة .
الالتهاب الكبدي A
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية لعام 2012 ، أن الالتهاب الكبدي A مرض فيروسي يصيب الكبد ويمكن أن يسبب أعراضا مرضية تتراوح بين البسيطة والوخيمة ، وتقدر سنويا حالات الإصابة بعدوى الالتهاب الكبدي A في العالم بنحو 1,4 مليون حالة ، كما يصاب معظم الأطفال بنسبة 90% بالالتهاب الكبدي A قبل بلوغ سن العاشرة في البلدان النامية التي تسوء فيها الظروف الصحية وقواعد النظافة الشخصية .
ولا تظهر على المصابين بالمرض في مرحلة الطفولة أية أعراض بينة ، ونادرا ما تحدث حالات وبائية بالمرض ؛ لأن الأطفال الأكبر سنا والبالغين محصنون ضده عموما ، وتكون معدلات ظهور أعراض المرض في هذه المناطق منخفضة وقلما تندلع فيها فاشياته ، كما يفلت الأطفال غالبا من الإصابة بعدوى المرض في مرحلة طفولتهم المبكرة بالبلدان النامية ، وتلك التي تمر اقتصاداتها بمرحلة انتقالية والمناطق التي تشهد تغيرا في ظروفها الصحية .
ومن سخرية القدر أن تحسين هذه الظروف الصحية والاقتصادية قد يؤدي إلى زيادة معدلات استعداد الفئات الأكبر سنا للإصابة بالمرض وارتفاع معدلات انتشاره ؛ نظرا لإصابة المراهقين والبالغين بعدواه ، كما تنخفض معدلات الإصابة بعدوى المرض في البلدان المتقدمة التي تكون فيها الظروف الصحية وخدمات الإصحاح جيدة ، وقد تحدث حالات إصابة بالمرض بين صفوف المراهقين والبالغين في الفئات المعرضة للخطر ، مثل متعاطي المخدرات عن طريق الحقن ، والرجال المثليين، والمسافرين إلى مناطق موطونة بالمرض بمعدلات عالية ، وفي الفئات السكانية المنعزلة ، كالطوائف الدينية المغلقة .
وينتقل فيروس الالتهاب بتناول طعام ومياه ملوثة أو بالاتصال المباشر بشخص مصاب بعدواه ، ويمكنه الانتقال أيضاً نتيجة بعض الممارسات الجنسية .
ويعود سبب الإصابة بالالتهاب الكبدي A إلى انعدام توفر المياه المأمونة وتردي الخدمات الصحية ، ويمكن أن تستشري حالات هذا المرض الوبائية على نطاق واسع وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة ، وهناك لقاحات مأمونة وناجحة للوقاية من هذا الفيروس .
التهاب الكبد B
أما فيروس التهاب الكبد B ، يصيب الكبد ويمكن أن يسبب أمراضا تتراوح بين الحادة والمزمنة ، فيما يموت سنويا نحو 600 ألف آخرين من تبعات الإصابة به ، وتزيد معدلات الإصابة بعدوى المرض على معدلاتها بالنسبة لفيروس الإيدز بما يتراوح بين 50 و100 مرة .
وينتقل من خلال التعرض للدم والمني وأي سائل من سوائل الجسم الملوثة به ، ويمكن أن ينتقل الفيروس من الأمهات اللائي يحملنه إلى أطفالهن الرضع أثناء الولادة أو من أحد أفراد الأسرة إلى الرضيع في مرحلة الطفولة المبكرة .
وينتقل الفيروس أيضاً من خلال عمليات نقل الدم الملوث به ومنتجات الدم الملوثة به ، وعن طريق استعمال معدات الحقن الملوثة به خلال الإجراءات الطبية ، وتعاطي المخدرات حقناً ، ويشكل فيروس التهاب الكبد B خطراً كذلك على مقدمي خدمات الرعاية الصحية الذين يتعرضون بشكل عارض لإصابات بالإبر التي يناولونها لدى تقديم الخدمات الصحية للمصابين بذلك الفيروس .
وينتشر الالتهاب الكبدي B في الصين وبلاد أخرى من آسيا ، ويصاب معظم سكان هذه المنطقة بعدوى فيروس الالتهاب في مرحلة الطفولة وتتراوح بين 8 و10% نسبة المصابين بعدواه المزمنة من البالغين .
وسرطان الكبد الناجم عن الإصابة بالالتهاب الكبدي B هو من الأسباب الثلاثة الأولى لوفيات الذكور من جراء الإصابة بالسرطان ومن الأسباب الرئيسية لإصابة الإناث بالسرطان في هذه المنطقة .
وتستأثر أيضا منطقة الأمازون والمناطق الجنوبية من أوروبا الشرقية والوسطى بمعدلات عالية للإصابة بحالات العدوى المزمنة بالمرض ، والتي تقدر نسبة المصابين بها من عموم سكان منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية بما يتراوح بين 2 و5 % ، فيما تقل عن 1% نسبة المصابين بعدوى المرض المزمنة بين صفوف سكان أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية .
ويتوفر منذ العام 1982 لقاح مضاد للالتهاب الكبدي B ، ناجح بنسبة 95 % في اتقاء شر العدوى وآثارها المزمنة وهو أول لقاح لمقارعة سرطان رئيسي يصيب الإنسان .
أما فيروس التهاب الكبد C ، وهو من بين أكثر الفيروسات شيوعا التي تصيب الكبد ، وينتقل في معظم الحالات أيضاً عن طريق التعرض للدم الملوث به ، وقد يحدث ذلك نتيجة عمليات نقل الدم الملوث بالفيروس ومنتجات الدم الملوثة به ، وعن طريق استعمال معدات الحقن الملوثة به خلال الإجراءات الطبية ، وتعاطي المخدرات حقناً ، ويمكن أن ينتقل الفيروس أيضاً من خلال الاتصال الجنسي ولكن ذلك الانتقال أقل شيوعاً .
ويصاب سنويا ما يتراوح بين 3 و4 ملايين شخص بعدوى فيروس الالتهاب الكبدي C ، منهم 150 مليون شخص يصابون بعدوى المرض المزمنة ويكونوا عرضة لخطر الإصابة بتليف أو سرطان الكبد ، ويموت سنويا أكثر من 350 ألف آخرين من جراء الإصابة بأمراض الكبد الناجمة عن هذا الالتهاب ، وينتشر مرض الالتهاب الكبدي C في جميع أنحاء العالم .
انتشار الالتهاب الكبدي الوبائي C وفيروس التهاب الكبد D
وتعد مصر من أعلى دول العالم في معدل انتشار الالتهاب الكبدي الوبائي C ، حيث يصل إلى 15% من السكان ، بنسبة 17.4% بين الرجال و12.2% بين النساء ، وترتفع النسبة بين سكان المناطق الريفية عن مثيلاتها في المناطق الجغرافية الأخري ، وفي الأعمار الكبيرة عن صغار السن في المناطق الفقيرة ؛ ما أسهم في وجود زيادة غير مسبوقة في عدد مرضى الكبد مثل التليف وسرطان الكبد ونزيف ودوالي المرئ .
ويعتبر الفشل الكبدي ثاني أهم أسباب الوفيات في مصر بعد أمراض القلب ، ويعد سرطان الكبد في مصر واحدا من أكثر السرطانات في مصر شيوعاً ، حيث إن 51 % من أهم مسبباته بسبب فيروس C ، و21 % بسبب فيروس B ، وأشارت التقارير إلى أن هناك 6 ملايين مصري مصابون بالتهاب كبدي مزمن ، وأن عدد حالات الإصابة السنوية بفيروس C حوالي 150 ألف شخص سنوياً طبقا لتقديرات وزارة الصحة والسكان .
وتأتي باكستان بنسبة 4.8% ، والصين بنسبة 3.2% ، التي يرد فيها الوسط الرئيسي لانتقال المرض إلى عمليات الحقن غير المأمونة باستخدام معدات ملوثة .
ولا يوجد أي لقاح للوقاية من فيروس التهاب الكبد C ، ويمثل الجمع بين العلاج بالأدوية المضادة للفيروسات والإنترفيرون والريبافيرين الدعامة الأساسية لعلاج الالتهاب الكبدي C ، ومما يؤسف له أن الإنترفيرون غير متاح على نطاق واسع في العالم ولا يستسيغه المريض على الدوام ، فبعض أنماط الفيروس الجينية تستجيب له بشكل أفضل من سواها ، كما أن الكثير ممن يأخذون الإنترفيرون لا يكملون علاجهم بسبب ارتفاع أسعاره .
أما الإصابات بفيروس التهاب الكبد D لا تحدث إلاّ بين المصابين بفيروس التهاب الكبد B ، وقد تسفر العدوى المزدوجة بالفيروسين D و B عن وقوع مرض أكثر وخامة وتؤدي إلى نتائج صحية أسوأ ، وتوفر اللقاحات المأمونة والناجعة المضادة لفيروس التهاب الكبد B الحماية أيضاً ضد عدوى فيروس التهاب الكبد D.
وينتقل فيروس التهاب الكبد E ، في الغالب على غرار فيروس التهاب الكبد A ، عن طريق استهلاك المياه أو الأغذية الملوثة به ، وهو من الأسباب الشائعة لفيروسات التهاب الكبد في المناطق النامية من العالم ، وبات يعترف بشكل متزايد بأنه من أهم أسباب المرض في البلدان النامية .
ويصاب سنويا نحو 20 مليون شخص بعدوى الالتهاب الكبدي E ، منهم أكثر من 3 ملايين شخص يعانون من حالات عدوى حادة بالمرض و70 ألف آخرين يلقون حتفهم من جراء الإصابة به ، وتحدث أكثر من 60% من مجموع حالات العدوى بالالتهاب الكبدي E و65% من إجمالي عدد الوفيات الناجمة عنها في منطقة شرق آسيا وجنوبها التي تشيع في بعض فئاتها العمرية معدلات الانتشار المصلي بنسبة 25% ، أما في مصر فإن نصف عدد السكان الذين تزيد أعمارهم على خمس سنوات مصابون بفيروس الالتهاب الكبدي E الإيجابي من الناحية المصلية .
وعادة ما يشفى الالتهاب الكبدي E بدون علاج ، بيد أنه قد يتطور إلى الالتهاب الكبدي الخاطف (العجز الكبدي الحاد) ، وقد أنتجت الصين أول لقاح لمنع الإصابة بعدوى الفيروس ورخّصت باستعماله على أنه لم يُتَح بعد على الصعيد العالمي .
أ ش أ