شهدت مصر خلال الأيام القليلة الماضية عدة حوادث مؤسفة يجمعها رابط واحد أنها جرائم "اغتصاب جماعي" لا تقل خطراً عن جرائم التفجيرات الإرهابية التي عانى ويلاتها ملايين المصريين خلال الشهور السابقة بصورة تفوق الذعر الذي أثارته تلك الحوادث الإجرامية.
وكانت البداية من ميدان التحرير الذي شهد 5 حوادث اغتصاب جماعي في ليلة واحدة خلال احتشاد الآلاف للاحتفال بتنصيب المشير عبدالفتاح السيسي رئيساً جديداً للبلاد.
ضحية التحرير
ومن بين هذه الحوادث تم التركيز على حالة واحدة هي التي أطلق عليها ضحية حادث التحرش بميدان التحرير والتي زارها الرئيس السيسي وقدم لها اعتذاراً شافياً ووعدها بأخذ حقها وبالفعل تم القبض على عدد من المتهمين فيما لايزال البحث جارياً عن باقي المتهمين.
إلا أن هذه لم تكن النهاية بل ربما كانت باكورة انفجار ماسورة جرائم الاغتصاب الجماعي الذي ضرب عدة محافظات ليثير موجة خطيرة من الفزع والذعر بين المواطنين.
ذئاب مسعورة
بعد مرور ساعات على جريمة التحرير شهدت البلاد عدة جرائم اغتصاب جماعي بصورة غير مسبوقة ، حيث قام 12 شخص باغتصاب جماعي وحشي لسيدة وشقيقتها بالدقهلية، مع قيامهم بتصوير عملية الاغتصاب بكاميرا الموبايل ونشرها بين سكان القرية.
وفي واقعة اغتصاب جماعي اخري قام 10 شباب باغتصاب فتاة لا يتعدى عمرها 16 عاماً في القليوبية وتحديداً بمدينة الخانكة لمدة 10 ساعات، وفي واقعة ثالثة ايضا في القليوبية قام سائق توك توك و4 من أصدقاء الشيطان باغتصاب طفلة تبلغ من العمر 14 عام.
وتفاصيل الواقعة الاولى، شهدتها مدينة الخانكة، بعدما قام 10 أشخاص بخطف فتاة عمرها 16 عاما وتناوبوا اغتصابها لمدة 10 ساعات داخل قطعة أرض مهجورة بمنطقة النبراوى وتركوها في حالة إعياء شديدة، تمكن المقدم أحمد الخولي رئيس مباحث مركز الخانكة من القبض على 5 من الجناة واعترفوا بارتكابهم للجريمة.
وقد تلقى اللواء محمود يسرى مدير أمن القليوبية إخطارا من المقدم أحمد الخولى رئيس مباحث مركز الخانكة، يفيد تلقيه بلاغا من والد المجنى عليها “هاجر ن” – 16 سنة – بقيام 10 أشخاص بخطف ابنته واغتصابها داخل أرض مهجورة بعدما كانت تستقل توك توك مع أحدهم واتصل بأصدقائه وتناوبوا جميعا اغتصابها.
تم استئذان النيابة العامة لضبط المتهمين وتمكن رجال المباحث من القبض على 5 من المتهمين وهم كل من “أحمد م” -18 سنة – و”فتحى ” 19 سنة – و”محمد” – 18 سنة – و”الحسن” – 19 سنة – و”ياسر” 20 سنة.
وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات اعترفوا بارتكابهم للجريمة مع باقى المتهمين الهاربين، وتحرر محضر بالواقعة حمل رقم 4882 لسنة 2014 إدارى مركز شرطة الخانكة وبعرضه على النيابة العامة تولت التحقيق برئاسة أحمد عزت وبإشراف المستشار مؤمن سالمان المحامي العام لنيابات شمال القليوبية.
جريمة تهز المنصورة
والواقعة الثانية، في الدقهلية، حيث اغتصب 12 شخصا سيدة وقاموا بهتك عرض شقيقتها بقرية كفر يوسف التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية بعد أن هددوها بالسلاح الأبيض.
وكان قد تلقى اللواء حسن عبد الحى إخطارا من الرائد أحمد حسين رئيس مباحث شربين بقيام 12 شخصا باغتصاب سيدة تدعى "ع أ " 25 سنة ربة منزل وذلك أثناء سيرها بطريق منشية النصر – كفر يوسف دائرة المركز وبصحبتها شقيقتها الصغرى "ن" 14 سنة، وقاموا بتجريدها من ملابسها تحت تهديد السلاح الأبيض وقاموا باغتصابها وقاموا بتصويرها في بعض المشاهد الجنسية بواسطة التليفون المحمول، وتوزيعها على شباب القرية.
وفى تفاصيل الجريمة النكراء التي شهدتها قرية كفر يوسف بالدقهلية، حيث قام 3 أشخاص على اختطاف شقيقتين، ثم تناوبوا اغتصابهما والاعتداء عليهما فى منطقة زراعية نائية، واستدعوا 9 من أصدقائهم من 3 قرى مجاورة لاستكمال جريمتهم بعد أن صوروا الفتاتين فى أوضاع مُخلة.
وأبلغ والد الضحيتين مديرية أمن الدقهلية بأن 12 شاباً اختطفوا ابنتيه، إحداهما 25 سنة، ربة منزل، والأخرى 14 سنة واغتصابهما وتصويرهما عاريتين، وقدم "فلاش ميموري" يحتوى تفاصيل الواقعة. وكشفت التحريات أن الشقيقتين كانتا فى طريقهما للمنزل، فاعترضهما المتهمون وكانوا يستقلون "توك توك" وهددوهما بالسلاح الأبيض لإجبارهما على مرافقتهم إلى أرض زراعية نائية وتناوبوا الاعتداء عليهما. وتمكنت مباحث الدقهلية من ضبط 10 من الجناة، واعترفوا بالجريمة أمام النيابة.
اغتصاب طفلة
اما الجريمة الثالثة فكانت في حق الطفلة "ولاء. و. م" 14 سنة، حيث خرجت من منزلها لشراء بعض المتطلبات من احد الشوارع القريبة من مكان سكنها، ثم اشارت الى احد عربات التوك توك لتوصليها الى منزلها، فقام سائق التوك توك وهو صبى يبلغ من العمر 16 عاما، بالسير في شوارع بعيدة عن شارع الطفلة، واستمر في السير حتى وصل الى منطقة مهجورة، وطلب منها النزول وخلع ملابسها، فرفضت وصرخت، فقام بتهديدها بالقتل واجبارها على خلع ملابسها باستخدام مطواة قرن غزال، وقام بالاعتداء عليها واغتصابها، وثم طعنها في فخذها وتركها بمفردها وفر هاربا من المكان.
وتلقى اللواء محمود يسرى مدير أمن القليوبية إخطارا من المقدم أحمد الخولى رئيس مباحث مركز الخانكة يفيد تلقيه بلاغا من “ولاء و م” – 14 سنة – اتهمت فيه “إ ر ع” – 16 سنة – بخطفها أثناء استقلالها معه التوك توك الخاص به لتوصيلها ودخل بها لمنطقة مهجورة وجردها من ملابسها واغتصبها تحت تهديد السلاح، وقد تم القبض على المتهم، وقد اعترف بارتكابه للجريمة وتحرر محضر بالواقعة وبعرضه على النيابة العامة تولت التحقيق برئاسة أحمد عزت رئيس نيابة الخانكة.
وفى منطقة أطفيح بالجيزة، وقعت جريمة اغتصاب أخرى، بعد العثور على ربة منزل مُلقاة فى أرض زراعية فى حالة إعياء شديد ومصابة بجروح وملابسها ممزقة، وتبين من التحريات أن قريبها المزارع عرض عليها توصيلها للمنزل، وفى الطريق اتصل بصديقه العاطل، وأوهمها بأنه سيعطيه مالاً، ثم اقتاد الاثنان الضحية إلى الزراعات وتناوبا اغتصابها.
التوك توك أداة الجريمة
ومن خلال استعراض هذه الجرائم البشعة تقفز عدة تساؤلات مهمة تبحث عن إجابات .. لعل في مقدمتها ما إذا كان هناك رابط بين ظهورها على هذا النحو بشكل متزامن وعلاقته بحالة الانفلات الأخلاقي لدى الذئاب المسعورة التي تستغل الظروف السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد وترتكب جرائمها بدم بارد.
أما ثاني هذه التساؤلات فيتعلق بدخول الـ"توك توك" كقاسم مشترك في جميع هذه الجرائم إما بخطف الراكبة واستدعاء باقي الكلاب لنهش جسدها أو مطاردة الضحية واقتيادها تحت تهديد السلاح لمناطق مهجورة وتناوب الاعتداء عليها بهذه الصورة الوحشية التي تفوق قذارة الخنازير.
أما ثالث هذه التساؤلات فيتعلق بمدى الاحتياج لتشريعات أكثر حسماً وتغليظ العقوبات ضد هذه الشياطين الآدمية التي تبث سمومها وسط الآمنين وتنهش أجساد الأطفال والفتيات والنساء، الأمر الذي يفتح الباب أمام كثير من المواطنين لتطبيق العقوبة الفورية التي ربما تتجاوز حدود القوانين التي تتسم بالتباطؤ أحياناً والعجز في أغلب الأحيان عن ردع المجرمين وإشفاء صدور الضحية وذويها.
