الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإخوان ودموع في عيون وقحة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لأول مرة منذ سنوات طويلة، بل ربما منذ نشأة جماعة الإخوان الإرهابية على يد مؤسسها حسن البنا عام 1928 تنهمر الدموع من عيون قيادات وأعضاء تلك الجماعة خلال مشاهدتهم لحظات تنصيب المشير عبدالفتاح السيسى رئيسًا لمصر وسط بهجة وأفراح غالبية الشعوب المصرية والعربية، بل وعدد من شعوب العالم التى شاركت شعب مصر فرحته بهذه المناسبة وأيضًا فرحته بانتصار الدولة المصرية على دولة الجماعة وهى دولة الميليشيات والإرهاب.
فمن يعرف تلك الجماعة الإرهابية جيدًا وعاشر أعضاءها معاشرة لصيقة يعلم علم اليقين أنهم تدربوا كثيرًا داخل تلك الجماعة على حبس دموعهم فى أى موقف من المواقف وخاصة مواقف الضعف والانكسار والهزيمة وما أكثرها فى تاريخ هذه الجماعة، بل إنهم فى لحظة الانتصار الوحيدة عندما وصلوا لحكم مصر بالترهيب والتزوير أيضًا حبسوا دموع الفرح بهذه اللحظة.
ولكن بعد انتصار الدولة المصرية وشعب مصر وفوز المشير عبدالفتاح السيسى برئاسة مصر، رغم أنف هذه الجماعة الإرهابية انهمرت الدموع أنهارًا وسيولًا من العيون الوقحة لأعضاء هذه الجماعة سواء المحبوسين داخل أسوار السجون أو الهاربين خارج حدود مصر أو القابعين فى منازلهم وقت لحظة التنصيب وسماع السلام الجمهورى المصرى وهو يرن فى آذانهم ويصيبهم بصداع مخيف لا شفاء منه، وكانت كلمات القسم الدستورى من الرئيس السيسى كدوى الصاعقة فى آذانهم.
البعض سأل عن سر اختفاء عناصر الجماعة الإرهابية لحظة التنصيب من الشوارع والميادين المصرية رغم التهديدات التى أطلقوها فى رسائل الإعلام بأنهم سيزحفون إلى مقر المحكمة الدستورية ومقر قصر القبة، ولكنهم اختفوا كالجرذان داخل جحورهم ومنازلهم وهم يبكون دموعًا، بل يبكون دمًا على مشاهدة هذه اللحظات التى قال عنها أحد رموزهم داخل مصر وهو الدكتور محمد علي بشر لبعض شباب الإخوان، إنه تمنى الموت قبل أن يشاهد هذه اللحظة الكارثية على مستقبل جماعته، فأعضاء ورموز تلك الجماعة الإرهابية رغم مزاعمهم عما حدث خلال فض اعتصامى رابعة والنهضة ومقتل عدد من المعتصمين فإنهم لم يذرفوا الدموع حزنًا عليهم ولم نشاهد قياديًا إخوانيًا واحدًا يبكى حزنًا على فراق أحبائه داخل رابعة والنهضة، ولكنهم سعوا للمتاجرة والمزايدة بأرواح ودماء من ساقوهم إلى مصيرهم، وقتلوهم بأيديهم وأفعالهم وعنادهم ولم يبكوا عليهم لأنهم تعلموا فى أحضان الجماعة أن البكاء رذيلة وليست فضيلة.
ولم يفكر أعضاء تلك الجماعة بعد ارتكابهم جرائم وحشية فى حق الوطن وقتل الأبرياء من المواطنين ورجال الجيش والشرطة أن يندموا على ما فعلوا، وأن تنسال دموع الندم على ما حدث منهم حتى ولو أوهموا الآخرين بالبكاء، ولكن مع لحظة الانكسار الحقيقية والهزيمة المؤكدة بإرادة 23 مليون مصرى ظهرت دموعهم وحزنهم على ما ضاع منهم وتبديد أحلامهم وسقوط الوعود التى أطلقها الهاربون بأن الإخوان عائدون، فكانت تلك الدموع فى العيون الوقحة.
ولأول مرة لم تكن دموع أعضاء الجماعة مثل دموع التماسيح، كما حدث من قبل، ولكنها دموع حقيقية انهمرت من عيونهم الوقحة حزنًا على سقوط دولة الجماعة فى هذه اللحظات الخالدة من عمر الوطن مصر، بل من عمر الوطن العربى كله، وأغلقوا الأبواب عليهم وهم يذرفون الدموع آملين أن تغسل ذنوبهم التى ارتكبوها فى حق مصر والإسلام، ولكن ههيات أن تغسل هذه الدموع تلك الذنوب لأن بحور الدم المصرى التى سالت على أرض سيناء وأرض محافظات أخرى لن تغسل ذنوبهم.
فالدموع فى العيون الوقحة لتلك الجماعة وقياداتها ورموزها وطلائعها وشبابها تؤكد بالدليل القاطع أن تلك الجماعة سرطان فى الجسد المصرى لا يحتاج لأى علاج كيميائى، بل يحتاج للبتر لضمان شفاء الجسد، فلا يجب أن ننخدع فى دموع الإخوان، ولا يجب أن تأخذنا بهم شفقة أو رحمة بسبب دموعهم؛ لأن العيون الوقحة هى عيون عمياء عن حب الوطن والحفاظ على ترابه وحقن دماء أبنائه.
وبالتأكيد أن هذه لن تكون المرة الوحيدة أو الأخيرة التى سنرى دموع الإخوان فى عيونهم الوقحة؛ بل إن تحقيق النجاحات المصرية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ومد الأيادى للرئيس الجديد للتعاون معه وحماية الأمن المصرى وأيضًا الأمن القومى العربى سوف يصيب تلك الجماعة بالحزن بل سيزيد أحزانهم ويجعلهم يبحثون عن حائط للمبكى، مثل اليهود، يقفون أمامه يذرفون الدموع على ما نالهم وأصابهم وربما يكون يوم 8 يونيو من كل عام هو يوم حائط المبكى الإخوانى.
فدموع جماعة الإخوان ليست وحدها كافية لكى يغفر الشعب لهم ما ارتكبوه فى حقه من جرائم، وخيانتهم للدولة المصرية والتعاون مع أعدائها والتخابر ضد مصالحها واستعداء الآخرين عليها، خاصة أنها ليست دموع الندم والاستغفار، وتلك التوبة من الله سبحانه وتعالى قبل أن يطلبوها من شعب مصر وليس أمامهم سوى دفن هذه الجماعة وتاريخها الأسود ليس فى مقابر إسلامية، ولكن فى مقابر اليهود وإقامة حائط مبكى يتجمعون حوله حتى يتعرف الشعب المصرى عليهم بدلًا من الاختفاء وسط صفوفه.