الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ولنفرح بالفارس الذي انتظرناه طويلا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أخيرًا وبعد طول انتظار وعناء ومشقة وجدنا الفارس الذي انتظرناه طويلا، واخترناه بإرادتنا الحرة بلا إكراه أو ضغط من أحد أيّا كان.
أفعاله سبقت أقواله .. حيث حمل روحه على كتفه هو وزملاؤه من قادة عظام فداء للوطن والشعب، ولولا هذه الخطوة الشجاعة لتعرضنا للإبادة، والدمار، والخراب، بضياع الوطن على يد الفاشية الدينية، وحلفائهم من صهاينة وأمريكان، وأصبحنا لاجئين هائمين على وجوهنا في خيام الإيواء والمعسكرات ننتظر الفتات من منظمات الإغاثة كما فعلوا في شعبنا العربي الشقيق بسوريا أو العراق وليبيا.
وهذا الجميل لن ننساه أبد الدهر؛ لأنه محفور في وجداننا، خاض الفارس النبيل معركته الانتخابية بكل صدق وأمانة، ولم يلجأ لحلو الكلام أو الشعارات الرنانة والمزايدات، الأمر الذي أكد لنا أننا أمام دارس لكل مشاكلنا، وأعد الخطط الواقعية لحلولها.
حينما التقى برجال الأعمال (أخذتم الكثير من مصر.. ويجب عليكم أن تردوا جزءًا مما أخذتم).
نلاحظ أن بعض الانتهازيين والوصوليين والمنافقين يتمسحون في اسمه، أحس بذلك. وحينما أعلن عن تشكيل حملته وجدناها خالية منهم، وهذا أراحنا كثيرًا لأنهم أكلوا على جميع الموائد.
(لا يوجد لأحد فواتير علي، كل همي المواطن الفقير أمانة في رقبتي)، وحينما سئل عن أزمة سد النهضة .. أبدى استعداده للسفر لإثيوبيا من أجل مصلحة الشعبين المصري والإثيوبي.
ولم يفعل كما فعل المعزول بنصب سيرك، وجعلنا أضحوكة لكل العالم .. ورده كان به حنكة وعدم اندفاع، فلا يخفى على أحد أن أزمة سد النهضة صناعة صهيونية أمريكية من أجل اصطيادنا في حرب نخسر فيها كل شيء، كما فعلوا مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في حرب 1967، وهذه المصداقية كان لها أثر كبير في نفوس الشعب المصري الذين احتشدوا منذ اليوم الأول، بالرغم من الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة، وليس كما ذكرت بعض الفضائيات التي يديرها رجال الأعمال بأن اللجان خالية، فأخذوا يصرخون، حتى يظهروا أنهم هم الذين حشدوا الجماهير للجان.
لكن للأسف الشديد هذا الصراع استخدم من قبل جماعة الإخوان على أساس أنه دليل على عدم الإقبال.
وأيا كان الأمر يمكن لنا أن نقول: إننا أدرنا أنزه معركة انتخابية، حيث خلت تماما من كل أشكال الرشاوى الانتخابية، سواء شكاير الأرز أو الدقيق أو الشاي أو السكر، والصابون، وأكياس اللحمة، كما فعل أتباع المعزول أو شراء الأصوات، وأبواق الدعاية كما كان يفعل أتباع المخلوع، أو الترهيب والترغيب بالجنة والنار أو الحبس والاعتقال.
فالجماهير ذهبت بإرادتها الحرة، والنتيجة كانت انعكاسًا حقيقيّا لحب الشعب لفارسه الذي طال انتظاره، فالحمد لله جاء وتم اختياره، وهذا بشهادة الجميع.
فرئيس بعثة الاتحاد الأوروبي: (الانتخابات جرت في بيئة ملائمة مع القانون)، ورئيس بعثة الاتحاد الأفريقي: (لم نلحظ أية خروقات تخل بالعملية الانتخابية)، (تمديد الاقتراع ليوم ثالث مشروع وبنّاء).
رئيس بعثة الجامعة العربية: (أشادت الجامعة العربية بالانتخابات الرئاسية المصرية وإخراجها في جو من التنافسية والنزاهة، مؤكدة أنها شهدت العديد من الإيجابيات، منها الإقبال الكبير من قبل المرأة المصرية).
مدير ابن خلدون: (انتخابات الرئاسة حرة ونزيهة، ضعف الإقبال شائعة إخوانية) وأخيرا .. الملايين التي خرجت للميادين للاحتفال بفوز الفارس .. ومستمرة في أفراحها حتى الآن .. وسهرها حتى الصباح الباكر أليس هذا دليلًا كافيًا!؟
على أن 30 يونيو ثورة حقيقية قادها الشعب المصري، وانضم إليها الجيش والشرطة ضد الفاشية الدينية .. وليس انقلابًا عسكريّا كما يروج الخونة والعملاء.
أيها السادة .. دعونا نفرح ..
ونقول للوزارة الحالية: نرجوكم أن تتوقفوا عن أي تصرف أو قرار يفسد هذه الفرحة.. حتى ولو كان بحسن النية لأن جهنم مبطنة بالنوايا الحسنة.
فإذا كنتم غير قادرين على تقديم أي شيء يفيد ويعزز هذه الفرحة .. فاسكتوا لحين تغييركم .. ونشكركم على جهدكم .. فلم يكن الوقت مناسبًا لإصدار القرار بقانون بخصوص فرض الضريبة على الأرباح الرأسمالية بالبورصة.. هذا القانون الذي قام بإعداده يوسف بطرس غالي، وقام بركنه على الرف .. وخرج للنور الآن!
لتسجل البورصة انخفاضًا وخسارة .. لنقول للعالم: لا تأتوا باستثماراتكم لدينا .. هل يعقل هذا!؟
وكذلك قطع التيار الكهربائي لمدد طويلة أثناء امتحانات أبنائنا في الثانوية العامة لا يوجد له أي مبرر .. والكلام حول رفع الدعم عن استهلاك الكهرباء غير مناسب طرحه الآن .. لأن مجرد ذكرى رفع الدعم لدى المواطن المصري يعني مزيدًا من ارتفاع الأسعار التي صارت تكوي جسد الأسر المصرية.
وإن أي قرارات قبل فرضها لا بد من إجراء حوار مجتمعي حولها .. وإلا لا تختلف كثيرًا عن أيام المخلوع أو المعزول.. نرجوكم ألا تفسدوا فرحتنا لأننا انتظرناه طويلا.