الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

فرانكشتاين شيلي.. تيمة سعداوي التي منحته البوكر

 الكاتب الروائي أحمد
الكاتب الروائي أحمد سعداوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مستفيدًا من قصص الرعب كأدب شعبي معروف على المستوى العالمي، ومن آليات الرواية البوليسية في المطاردة والكشف عن أسرار الجرائم، ومُوظفًا الكوميديا السوداء في إطار خيالي مترابط، قدم الكاتب الروائي أحمد سعداوي روايته "فرانكشتاين في بغداد" والتي فازت، منذ قليل، بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2014 المعروفة بالبوكر.
يروي سعداوي، في روايته الصادرة عن منشورات الجمل، على لسان مواطن عراقي يدعى هادي العتاك يعمل كبائع للروبابيكيا في أحد أحياء وسط بغداد، ما كان يقوم به من جمع بقايا جثث ضحايا التفجيرات الإرهابية خلال شتاء 2005، ليقوم بلصق هذه الأجزاء فيُنتج كائنًا بشريًا غريبًا، سرعان ما ينهض ليقوم بعملية ثأر وانتقام واسعة من المجرمين الذي قتلوا أجزائه التي يتكوّن منها.
يسرد هادي الحكاية على زبائن مقهى عزيز المصري، فيضحكون منها ويرون أنها حكاية مثيرة وطريفة ولكنها غير حقيقية، لكن العميد سرور مجيد، مدير هيئة المتابعة والتعقيب يرى غير ذلك، فهو مُكلف، بشكل سري، بملاحقة هذا المجرم الغامض.
والرواية هنا تحاكي رواية المؤلفة البريطانية ماري شيلي التي صدرت سنة 1818 حاملة عنوان "فرانكشتاين"، وتدور أحداثها عن طالب ذكي اسمه فيكتور فرانكنشتاين يكتشف في جامعة ركنسبورك الألمانية طريقة يستطيع بمقتضاها بعث الحياة في المادة، فيبدأ فرانكنشتاين بخلق مخلوق هائل الحجم.
وقد استفاد سعداوي من رواية شيلي في أن استخدم نفس "التيمة" ليقوم بعمل إسقاط على الواقع العراقي الأليم بعد الغزو الأمريكي لبغداد، لتتداخل مصائر الشخصيات العديدة خلال المطاردة المثيرة في شوارع بغداد وأحيائها، وتحدث تحولات حاسمة، ويكتشف الجميع أنهم يشكلون، بنسبة ما، هذا الكائن الفرانكشتايني، أو يمدونه بأسباب البقاء والنمو، وصولًا إلى النهايات المفاجئة التي لم يتوقعها أحد.
تقع الرواية في 353 صفحة من القطع الكبير، ومُقسمة على 19 فصلًا، لم يضع لها مقدمة بقدر ما كتب مدخلا اليها، جاء فيه "لا أحب وضع مقدمات للروايات بقلم كاتب غير مؤلف الرواية، هناك مدخلا في الرواية و19 فصلًا، ولكن المدخل هو جزء بنيوي من الرواية، ولم أكتب إهداءً في أي من رواياتي السابقة، ولم أفعل ذلك مع هذه الرواية أيضًا"
ويعد سعداوي أول روائي عراقي يفوز بالجائزة، إذ سبق وترشح عدد من الروائيين العراقيين لها، ووصلوا القائمة القصيرة، ورواية سعداوي، تعد سابع رواية تفوز باللقب في العالم العربي منذ انطلاق الجائزة.