الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

اليونسكو: أهداف التعليم العالمية الجديدة يجب أن تعطي الأولوية للفتيات

منظمة اليونيسكو
منظمة اليونيسكو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشرت منظمة اليونسكو اليوم أهداف ضرورة توجيه أهداف التعليم وتخصيصها إلى رفع مستوى تعليم الفتيات، حيث ذكرت أن أكثر من 100 مليون شابة في البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان ذات الحد الأدنى من الدخل المتوسط يعجزن عن قراءة جملة بسيطة بسبب التفاوت الكبير المسجل عالميًا بين الجنسين في مجال التعليم، وهو تفاوت يمنع 50% من الفتيات غير الملتحقات بالمدارس، والبالغ عددهن 31 مليونًا، من الانتفاع يومًا بالتعليم المدرسي.

وجاءت هذه النتائج الرئيسية في "ملخص قضايا الجنسين" الذي يحلل بيانات جاءت في أحدث طبعة من تقرير اليونسكو العالمي لرصد التعليم للجميع، ويدعو هذا الملخص الجديد، الذي أُطلق بالمشاركة مبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات بمناسبة اليوم الدولي للمرأة، إلى وضع قضية المساواة بين الجنسين في مقدمة الأهداف الإنمائية العالمية الجديدة لفترة ما بعد عام 2015 كي يحصل جميع الأطفال على فرص متساوية في الانتفاع بالتعليم الجيد.
وعلى الرغم من إحراز بعض التقدّم، تشير البيانات إلى أن 60% من البلدان فقط تمكنت حتى عام 2011 من تحقيق التكافؤ بين الجنسين في التعليم الابتدائي، وأن 38% من البلدان فقط استطاعت ضمان التكافؤ بين الجنسين في التعليم الثانوي حتى العام ذاته، أما نسبة البلدان المنخفضة الدخل التي حققت التكافؤ بين الجنسين في مجال التعليم، فبلغت 20% فقط على مستوى التعليم الابتدائي، و10% على مستوى المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي، و8% على مستوى المرحلة العليا من التعليم الثانوي.

وأوضح التقرير أن الفتيات في البلدان العربية تعد أشد الفئات حرمانًا من التعليم، فنسبة الإناث من الأشخاص غير الملتحقين بالمدارس تبلغ 60% في المنطقة العربية، مقارنةً بنسبة 57% في جنوب وغرب آسيا، وبنسبة 54% في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مشيرًا إلى أنه إذا بقيت الاتجاهات الراهنة على حالها، يُتوقع أن تتمكن 70% من البلدان فقط من تحقيق التكافؤ بين الجنسين في التعليم الابتدائي بحلول عام 2015، وأن تنجح 56% فقط من بلدان العالم في تحقيق التكافؤ على مستوى المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي بحلول العام ذاته. وما لم تُتخذ التدابير اللازمة لمعالجة هذا الوضع، لن يتسنى تعميم إتمام التعليم الابتدائي لدى الفتيات الأشد فقرًا إلا بعد تحقيق ذلك لدى الفتيان المنتمين إلى أغنى الأسر بستين عامًا. 

ويؤكد الملخص الجديد مرة أخرى أن أوجه التقدم المحققة في مجال التعليم يجب أن تكون موزعة بطريقة متوازنة بين الفتيات والفتيان إذا ما أريد تحقيق أهداف التعليم العالمية.

وذكرت المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، أنه من غير المقبول أن يتم إهمال الفتيات، فبالنسبة إلى الفتيات المنتميات إلى الأسر الفقيرة، يجسد التعليم أحد أفضل السبل لبناء مستقبل أفضل لأنه يساعدهن على الخروج من حلقة الفقر المفرغة، ويجب أن تضمن الحكومات الانتفاع المتكافئ بالتعليم لمعالجة هذا الاختلال الفظيع في التوازن".

وتظهر طبعة التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع لعامي 2013-2014، المعنونة "التعليم والتعلّم: تحقيق الجودة للجميع"، أن ضمان التحاق الأطفال بالمدارس لا يكفي في حد ذاته، إذ يجب أيضًا ضمان اكتسابهم للمهارات اللازمة من خلال التعليم، فبسبب تردي جودة التعليم خلال السنوات الماضية، يعجز اليوم 175 مليون شخص من الشباب في البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان ذات الحد الأدنى من الدخل المتوسط عن قراءة جملة بسيطة، مع الإشارة إلى أن الإناث يشكلن نسبة 61% من هؤلاء الأشخاص، وفي منطقة جنوب وغرب آسيا، تمثل الإناث ثلثَي الشباب الذين لا يستطيعون القراءة.

ويبيّن "ملخص قضايا الجنسين" أهمية الاستثمار في تعليم الفتيات والنساء لصالح المجتمع ككل. فلو حصلت جميع النساء على التعليم الابتدائي والثانوي، لتراجعت حالات الزواج والوفاة لدى الأطفال بنسبة 49% و64%، على التوالي. ولو حصلت كل النساء على التعليم الابتدائي فقط، لتراجعت وفيات الأمهات بنسبة الثلثين، ومن شأن التعليم أيضًا أن يساعد على حماية النساء من مآسي الفقر، فهو يمكّنهن من الحصول على العمل ويتيح الحد من التفاوت في الأجور بين الجنسين.

وأوضحت بولين روز من الفريق المعني بالتقرير العالمي لرصد التعليم للجميع أن "احتمال تعلّم الفتيات الفقيرات في المناطق الريفية على يد معلمات يمكن أن تقدّم إليهن مثالًا يحتذى به للمستقبل وأن تشجعهن على البقاء في المدرسة احتمال ضئيل للغاية"، وتابعت بالقول: "بغية معالجة هذا الوضع، يجب أن تنظر الحكومات في إمكانية توفير مسكن آمن أو حوافز مالية لتشجيع عدد أكبر من المعلمات على مزاولة مهنتهن في المناطق النائية. ويمكن أيضًا النظر في توظيف المعلمات من السكان المحليين لأن ذلك يساعد على إبراز ما يتصف به أطفال المدارس من أوجه تنوع".

وترتبط الحاجة إلى توظيف المزيد من المعلمات لتعليم الفتيات بأسباب ثقافية في الكثير من الأحيان، كما ترتبط بضرورة تقديم مثال يُحتذى به إلى الفتيات لتشجيعهن على البقاء في المدرسة.

ويقدّم التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع عدة توصيات لتمكين الفتيات من اللحاق بالركب، تتمثل في وضع تعليم الفتيات في مقدمة الأهداف التعليمية الجديدة لفترة ما بعد عام 2015: يجب أن تُتاح للفتيات فرص متساوية في الالتحاق بالمدرسة واكتساب المهارات اللازمة من خلال التعليم. ولا بد من أن ترتبط الأهداف الجديدة بغايات واضحة وقابلة للقياس ومقترنة بمؤشرات رصد تكفل تحديد التقدم المحرز لدى أشد الفئات حرمانًا، ولا سيما الفتيات.

كما تضمنت التوصيات، وضع أفضل المعلمين في الأماكن الأشد حاجة إليها، ويجب أن تتضمن خطط التعليم الوطنية التزامًا صريحًا بإنصاف الفتيات والفئات المهمشة من حيث التعليم، ويتعين توظيف المعلمات بوجه خاص من بين السكان المحليين، وتوفير الحوافز المناسبة لتشجيع أفضل المعلمين على مزاولة مهنتهم في المناطق النائية التي تفتقر إلى الخدمات التعليمية اللازمة.

كما طالبت التوصيات بتدريب المعلمين لضمان مراعاتهم لقضايا الجنسين، بتزويد المعلمات والمعلمين بالتدريب اللازم كي يفهموا مواقفهم وتصوراتهم وتوقعاتهم المتعلقة بالجنسين ويعترفون بها، إضافة إلى أن تكون المناهج الدراسية شاملة للجميع، ولن يتمكن المعلمون من كسر الحواجز التي تعوق التعليم إلا إذا توافرت مناهج دراسية ملائمة وشاملة للجميع تولي العناية الواجبة لاحتياجات الفتيات.