اقترب سعر أونصة الذهب العالمي اليوم من المستويات القياسية التي سجلتها نهاية الأسبوع الماضي، حيث يستمر الذهب في الحفاظ على مكاسبه بدعم من التوترات الجيوسياسية التي تزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية.
وسجل سعر أونصة الذهب العالمي أعلى مستوى اليوم عند 2392 دولار للأونصة قبل أن يعود إلى التراجع بنسبة 0.5% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2370 دولار للأونصة وذلك بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2383 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن ارتفع سعر الذهب الفوري أمس بنسبة 1.7%، وكان قد سجل أعلى مستوى تاريخي يوم الجمعة الماضية عند 2431 دولار للأونصة، ويكون الذهب قد سجل ارتفاع منذ بداية شهر ابريل بنسبة 6.2%.
الارتفاع الأخير في أسعار الذهب الفوري يأتي مدفوعا إلى حد كبير بتفاقم التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعد أن هاجمت إيران الكيان الصهيوني خلال عطلة نهاية الأسبوع. وذكرت تقارير إعلامية أن رد الكيان الصهيوني على الغارة كان وشيكًا.
وأدت المخاوف من سيناريو توسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط إلى زيادة الطلب على الذهب، الذي ينظر إليه على أنه ملاذ آمن تقليدي بسبب استقرار أسعاره النسبي، خاصة في أوقات الاضطرابات العالمية.
استطاع سعر الذهب الارتفاع يوم أمس على الرغم من صدور بيانات مبيعات التجزئة عن الاقتصاد الأمريكي، والتي أظهرت ارتفاع أعلى من المتوقع في شهر مارس، الأمر الذي يدل على استمرار مستويات الإنفاق من قبل القطاع العائلي الأمريكي وهو ناتج عن استمرار معدلات التوظيف وارتفاع معدلات الأجور.
البيانات الأمريكية مستمرة في إظهار تماسك في معدلات التضخم وفي العوامل التي تساعده على الاستقرار مثل قوة قطاع العمالة ومعدلات إنفاق القطاع العائلي، وبالتالي يعمل هذا على دعم مستويات الدولار الأمريكي الذي استمر في الارتفاع لـ 6 جلسات متتالية وفقاً لمؤشر الدولار الأمريكي.
وارتفع مؤشر الدولار اليوم ليسجل أعلى مستوى منذ 5 أشهر ونصف في طريقه إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، يأتي هذا بالتوازي مع ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات لتسجل أعلى مستوى في 5 أشهر خلال جلسة الأمس عند 4.663%.
تنتظر الأسواق اليوم خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للحصول على مزيد من الإشارات حول التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة هذا العام. ويأتي الخطاب بعد فترة وجيزة من بيانات التضخم القوية ومبيعات التجزئة التي عملت على خفض توقعات الأسواق بشأن خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي في يونيو القادم.
قوة الدولار وعوائد السندات الحكومية الأمريكية أدت إلى الحد من مكاسب الذهب حيث يتزايد طلب الأسواق حالياً على الدولار كتحوط ضد أسعار الفائدة الأمريكية المحتمل بقائها مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
هذا وقد توقع سيتي بنك أن يصل سعر الذهب إلى 3000 دولار للأونصة خلال الأشهر الستة إلى الـ 18 شهرا المقبلة. وقال سيتي بنك إن الحد الأدنى لسعر الذهب قد ارتفع أيضًا من حوالي 1000 دولار إلى 2000 دولار للأونصة.
يوم الجمعة الماضية أشار بنك جولدمان ساكس إلى سوق الذهب على أنه سوق صاعد متماسك وقام بتعديل سعره المستهدف للمعدن النفيس من 2300 دولار للأونصة إلى 2700 دولار بحلول نهاية العام.
