الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ما هي خدمة القدسات السابق تقديسها في الصوم الأربعيني الكبير؟

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال المتروبوليت نقولا مطران إرموبوليس (طنطا) وتوابعها، والمفوض البطريركي للناطقين بالعربية عن خدمة القدسات السابق تقديسها (البروجزماني) في الصوم الأربعيني الكبير فهي تُنسب خدمة القدسات السابق تقديسها (البروجزماني) إلى بابا رومية القديس غريغوريوس الأول (+ 604)، وهو المعروف في الكنيسة الأرثوذكسية بـ"الثيولوغوس"، أي "المتكلم بالإلهيات". وفي عام 615م، أو ما يقاربها، أدخل البطريرك القسطنطيني سرجيوس ليتورجية خدمة القدسات السابق تقديسها. وقد كانت كنيسة أرشليم أسبق من غيرها في هذا.

سُميت هذه الخدمة بالقدسات السابق تقديسها (البروجزماني)؛ لأن القدسات فيها، أي القرابين، هي مقدسة ومستحيلة في خدمة قداس إلهي سابق إلى جسد ودم يسوع المسيح الأقدسين. وهذه القدسات تحفظ بعد تقديسها في بيت القربان الموجود على المائدة المقدسة.

عن هذه الخدمة، جاء في القانون الثاني والخمسين الذي أقره المجمع المسكوني السادس في عام 629م، أن الخدمة بالقدسات السابق تقديسها (البروجزماني) تقام في كل أيام الصوم الأربعيني المقدس فقط عدا يوم السبت الذي يقام فيه قداس يوحنا الذهبي الفم ويوم الأحد الذي يقام فيه قداس باسيليوس الكبير. وكذلك يوم عيد البشارة المقدس وعيد دخول السيد إلى الهيكل (بالنسبة لهذا العيد نادر ما يحدث)، وفي هذين العيدين تقام فيهما قداس يوحنا الذهبي الفم. كما تقام هذه الخدمة في الأيام الثلاثة الأولى (الإثنين والثلاثاء والأربعاء) من أسبوع الآلام.

أما عن إقامة هذه الخدمة في أيام الصوم الأربعيني الكبير فقط، عدا الأيام التي سبق ذكرها، ذلك أن الاحتفال بسر الشكر بمعناه لا يتوافق والصوم، لأن سر الشكر في التقليد الارثوذكسي يحتفظ بطابعه الاحتفالي والبهيج. فسر الشكر قبل كل شيء سر مجيء المسيح وحضوره بين تلاميذه، وبالتالي هو الاحتفال بقيامته.

كما أن التناول من القدسات السابق تقديسها في الصوم الأربعيني الكبير لأن فيها وجود لثمار سر الشكر التي ننالها في هذه القدسات (جسد ودم يسوع المسيح الإلهيَيْن) التي هي ينبوع القوة والعضد في المسيرة نحو الملكوت. والصوم هو هذه المسيرة، وهو مسيرة صعبة، فيه نواجه الشرير وقواته وجها لوجه، نصير في صراع مع قوى هذا العالم والشهوات. في صراعنا هذا لا بد لنا من معين، والمعين هو المناولة نفسها. ولئن كانت المناولة كمال الجهاد وهدفه، إلا أنها أيضا مصدر لهذا الجهاد وبداية له.