الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

بعد «باطرفي».. هل ستؤثر إمارة «العولقي» على سلوك «تنظيم القاعدة» بجزيرة العرب؟

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في خّضم محاولات تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لاستعادة سيطرته ونفوذه مرة أخرى على جنوب اليمن، بعدما نجحت القوات المسلحة الجنوبية خلال السنوات الأخيرة الماضية، في دحر التنظيم وتكبيده هزائم كبيرة خسر على إثره نفوذه في الجنوب؛ فقد أعلن التنظيم الإرهابي على لسانه مسؤوله الشرعي مساء 10 مارس 2024، في تسجيل بثته مؤسسة الملاحم (الذراع الأعلامية للتنظيم) وفاة «خالد باطرفي»  زعيم التنظيم الرابع منذ فبراير 2020، وتعيين «سعد العولقي» ليكون الزعيم الخامس للتنظيم الإرهابي في اليمن.

وتجدر الإشارة أنه لم يتم الإعلان عن السبب وراء وفاة «باطرفي» إلا أن اللافت أن المسؤول الشرعي للقاعدة لم يقل أن الزعيم السابق استشهد أو قتل في ضربة أمريكية كسابقيه، وهو ما يؤكد ما أعلنته مصادر يمنية مطلعة بأن سبب الوفاة يرجع إلى معاناة «باطرفي» مع المرض الذي اشتد عليه خلال الفترة الأخيرة، خاصة أن آخر ظهور له كان في أكتوبر الماضي مشيدًا بعملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة.

 

من هو «العولقي»؟

والزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في اليمن هو «سعد بن عاطف العولقي» المكنى بـ«أبي الليث» من مواليد ثمانينات القرن الماضي، وهو يمني الجنسية من مديرية الصعيد في محافظة شبوة جنوب اليمن، وينتمي إلى قبيلة «العوالق» أحد أبرز القبائل الناشطة في جنوب اليمن، وقد انضم إلى التنظيم عام 2010، وتولي منصب "امير ولاية شبوة" حتى عام 2014، ثم عين عضوا في مجلس شورى التنظيم والمسؤول عن "إدارة العمليات"، وكان يطلق عليه بأنه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة باليمن بعد «باطرفي»، وقد وضعت وزارة الخارجية الأمريكية في نوفمبر 2021، مكافأة مالية تقدر بـ 6 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

 

ويعد «العولقي» الزعيم الخامس للقاعدة في جزيرة العرب، إذ كان أول زعيم للتنظيم هو «قائد الحارثي» والثاني هو «ناصر الوحيشي» والثالث فهو «قاسم الريمي» والثلاثة قتلوا في غارات أمريكية، أما الزعيم الرابع الذي توفي جراء المرض هو «باطرفي».

 

اتجاهات التنظيم

وفي ضوء ما تقدم، يبقي التساؤل الذي يبرز مع مقتل أو وفاة رأس التنظيم، هو كيف سيكون شكل ومستقبل التنظيم خلال الفترة المقبلة مع  القيادة الجديدة؟، وحول ذلك يقول بعض المراقبين للشأن اليمني أن تنظيم القاعدة باليمن سيتأثر كثيرًا بتولي «العولقي» زعامة التنظيم، وذلك على المستويين المالي والهيكلي والعلاقة مع الجماعات الإرهابية الأخرى خاصة الحوثيين والإخوان، فمن الناحية المالية، هناك رؤية مفاداها أن «العولقي» سيكثف جهوده من أجل توفير الوسائل المالية واللوجستية اللازمة للتنظيم والتي فشل فيها «باطرفي»، وذلك من خلال استغلال علاقته الجيدة مع القبائل اليمنية في محاولة استعادة السيطرة على محافظات الجنوب الغنية بالثروات النفطية.

ومن الناحية الثانية، سيعمل «باطرفي» على احتواء الخلافات العميقة التي نشبت في عهد زعيم التنظيم السابق، من خلال توحيد جميع القيادات ودحض أية انقسامات قد تؤثر على عمليات التنظيم الإرهابي خلال الفترة المقبلة، أما الاتجاه الثالث والأخير، يكمن في تعزيز العلاقة مع ميليشيا الحوثي وحزب الإصلاح اليمني الإخواني لمحاربة القوات اليمنية من اجل استعادة السيطرة على الجنوب.

 

تحول مرتقب

وحول ذلك، يقول «هشام النجار» الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن وفاة «باطرفي» قد تكون عاملًا في تغييرات داخل التنظيم فرع اليمن والجزيرة العربية خاصة أنه شهد انشقاقات وخلافات داخلية كثيرة طوال الفترة الماضية وعلى المستوى العلاقات كان هناك خلاف بشأن قضايا كثيرة وملفات إقليمية وبالتالي فإن القيادة الجديدة سيكون لها توجهات مختلفة.

 

وبشأن العلاقة بين «القاعدة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى، يوضح الدكتور «محمود الطاهر» الباحث السياسي اليمني، أن  زعيم تنظيم القاعدة في اليمن، لم يمت طبيعيا وانما بتصفية داخلية، نتيجة تحفظه على التحالف بين القاعدة والحوثي، والولاء لايران.

 

ويضيف «الطاهر» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن زعيم تنظيم القاعدة الجديد «سعد العولقي» من اكبر الداعمين للتحالف بين الحوثي والقاعدة، تحت ظل ودعم ايران لهم، ولذلك فإن الفترة المقبلة ستشهد الكثير من التعاون بين التنظيمات الثلاث لاسيما بعد الاجتماعات المكثفة خلال الايام الاخيرة في صنعاء والحديدة لمواجهة ما يسمونه العدوان الامريكي البريطاني.