الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

«الدرس الأخير».. مدرس يُقطع جثة طالب لأشلاء بالدقهلية

جزء من جثة الضحية
جزء من جثة الضحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً».. هذه الآية القرآنية العظيمة هي خير وصف لجريمة هى الأبشع على الإطلاق فى عام ٢٠٢٤ إذ أقدم طالب جامعى يعمل مدرسا لمواد الكيمياء والفيزياء للثانوية العامة على قتل أحد طلابه أثناء حصة درس خصوصى بمنزل المعلم.
المدرس لم يكتف بقتل طالبه وحسب بل شطره إلى أشلاء آدمية ٣ أجزاء «نصف سفلى - جزع -رأس» ووضع أحشاء ضحيته فى جوال من الخيش وألقى بها فى مناطق مختلفة بنطاق مركز الستامونى محافظة الدقهلية، مع اهتزاز المنطقة والأهالى لهذه الجريمة، نشر المدرس القاتل على صفحة بموقع الفيس بوك صورة للضحية وترحم عليه ونعاه ودعا على من قام بهذا العمل الشـنيع.
وعثرت أجهزة الأمن على قطعة من الجزء السفلى للمجنى عليه داخل شيكارة وتم دفنها فى جنازة مهيبة، وفى وقت سابق تم العثور على باقى أشلاء الجثة وتم تشييعها فى جنازة أخرى.


مدرس الفيزياء
الجريمة التى شغلت الرأى العام خلال الأيام القليلة الماضية دارت أحداثها قبل ٩ أيام ماضية عندما خرج «إيهاب أشرف عبدالعزيز» من منزله متوجهًا إلى منزل قاتله المدرس «محمد ع ع ا- ٢٦ سنة»، والذى ذاع صيته فى القرية ومعروف لدى الجميع بأنه المدرس الأفضل بين أقرانه فى تدريس مادتى الفيزياء والكيمياء، ولكن هذه المرة كانت الأخيرة التى خرج فيها الطالب ولم يعد.
فلم يكن يعلم أنه على موعده الأخير مع قاتله داخل حجرته ومنزله، المدرس الذى يعانى من ضائقة مالية مؤخرا وتدهورت أحواله دفعته للتفكير فى اختطاف طالبه الهمام وطلب فدية من والده ميسور الحال ولكن حيلته قادته لارتكاب واحدة من أبشع الجرائم خلال العقد الأخير بأكمله.


غدر داخل غرفة الدرس
حان موعد إعطاء الحصة، كان وقتها قد أعد المدرس القاتل العدة وترصد بالمجنى عليه فور دخوله إلى منزله، وقام بتقييده والتعدى عليه بالضرب والاتصال بوالده من رقم هاتف غير معلوم لدى الجميع وطلب فدية مالية كبيرة ووافق والد الطالب.
ولكن الخوف والهلع الذى شعر به المدرس جعله يقدم على قتل المجنى عليه ويمثل بجثته ويشطرها لـ٣ أجزاء «نصف سفلى - جزع - رأس» ووضع أحشاء ضحيته داخل جوال، وقام بالتخلص من الجزء السفلى بعد لفه بقطعة خيش ووضعه داخل شيكارة بمنطقة بحر التبن والجزء العلوى بمجرى مائى بمنطقة ٢١ الأمل بقرية حفير شهاب.
وعلى بعد خطوات من الجزء العلوى ألقى الرأس داخل كيس بلاستيك أسود وذهب يبحث عن طالبه رفقة أسرته لإعادته إلى منزله مرة أخرى.


أمل تحول لكابوس
رحلة طويلة كانت تخوضها أسرة المجنى عليه حيث لم ينقطع يقينهم بعودة ابنهم حتى عثر أحد الأشخاص على الجزء السفلى لجثة المجنى عليه وأبلغ الأجهزة الأمنية والتى استدعت أسرة المجنى عليه.
وتم التعرف على ملابسه ليتحول الأمل فى عودة ابنهم إلى جحيم يجتاح الصبر وينتظرون فقط العثور على باقى أشلائه، بعدما صرحت النيابة بدفن الجزء المعثور عليه وتسليمه لذويه لاستكمال إجراءات الدفن، ووسط جنازة مهيبة دفنه أهالى القرية وسط صراخ وعويل لم تشهده قرية ٧ ثابت من قبل.


قطعة خيش كشفت الجريمة
وعلى قدم وساق بالجانب الآخر كان عمل قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الدقهلية لسرعة كشف تفاصيل الواقعة، وبتتبع خط سير المجنى عليه تبين أن آخر مكان تواجد به هو منزل مدرس الفيزياء لتتوجه أصابع الاتهام نحوه.
ويتم استصدار إذن من النيابة العامة لتفتيش منزله، وبالفعل قد كان وخلال عمليات التفتيش عثر على قطعة من الخيش المدممة وهى نفس الخيش الذى عثر بداخله على الجزء السفلى للمجنى عليه.


ضائقة مالية
وبتضيق الخناق على مدرس الفيزياء القاتل ومضاهاة الدماء بقطعة الخيش ودماء المجنى عليه تبين تطابقهما، ليخر ويعترف بجريمته النكراء وقيامه بقتل طالبه الذى عرف فيما بعد إعلاميًا بـ"طالب الدقهلية المشطور"، وتقطيع جثته لأشلاء ومساومة والده وطلب فدية لمروره بضائقة مالية.
وتم بإرشاده العثور على الجزء العلوى من جسد المجنى عليه وكذا العثور على الرأس وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.


الأمن يكشف تفاصيل الجريمة المروعة
تفاصيل الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات أجهزة الأمن كانت بتلقى مركز شرطة الستامونى بمديرية أمن الدقهلية من تاجر أدوات منزلية مقيم بدائرة المركز، بتغيب نجله طالب، مقيم بذات العنوان، عقب خروجه من المنزل لتلقى دروس تعليمية بإحدى القرى المجاورة.
وعقب محاولة الاتصال على هاتفه أجاب شخص "مجهول" وقرر بتواجد المتغيب رفقته وطلب مبلغ مالى نظير إطلاق سراحه.
وفى وقت لاحق تبلغ للأجهزة الأمنية من بعض أهالى إحدى القرى بدائرة المركز بالعثور على جوال بلاستيكى مُلقى بإحدى الأراضى الزراعية بداخله جزء من جثمان المجنى عليه.
وتم تشكيل فريق بحث جنائى بمشاركة قطاع الأمن العام ومديرية أمن الدقهلية أسفرت جهوده عن تحديد مرتكب الواقعة؛ مدرس، مقيم بذات القرية، عقب تقنين الإجراءات تم ضبطه.
وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة وقيامه بقتل المجنى عليه بتستخدام "سكين" ومطالبة أهله بمبلغ مالى، كما أرشد عن باقى أجزاء الجثمان بأنها فى أحد المصارف المائية بدائرة المركز.
وأضاف بتخلصه من متعلقات المجنى عليه بإلقائها بأحد المجارى المائية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وتولت النيابة العامة التحقيق.


النيابة تعاين مسرح الجريمة
من جهتها؛ حققت النيابة العامة فى القضية رقم ١٠٤١ لسنة ٢٠٢٤ جنح الستامونى، المتهم فيها مدرس فيزياء بقتل طالب ثانوى فى محافظة الدقهلية.
وقالت النيابة العامة فى بيان إنها قد تلقت إخطارًا من مركز شرطة الستامونى بتاريخ ١٤"٢"٢٠٢٤ الساعة السادسة مســًاء بالعثور على نصف سفلى لجسم آدمى غير معلوم.
وتم نقله بمعرفة الأهالى إلى مستشفى بلقاس العام؛ فانتقلت النيابة لمعاينة مسرح الواقعة والذى تبين أنه أرض زراعية مغمورة بالمياه وقامت بمناظرة النصف السفلى للجثمان.


فدية ١٠٠ ألف جنيه
واستمعت النيابة العامة إلى أقوال والد المجنى عليه الذى قرر بأن الجثمان لنجله، وأضاف أن نجله كان قد توجه لتلقى درس فى مادة علمية على يد أحد الأشخاص وبالاتصال على هاتفه المحمول أكثر من مرة لم يتجاوب، وفى المرة الأخيرة جاوبه مجهول وأخبره بقيامه بخطف نجله وطلب فدية مائة ألف جنيه.
وتوصلت التحريات إلى مرتكب الواقعة والذى تبين أنه طالب جامعى كان يعطى المجنى عليه درسا خاصًا، فتم ضبطه وعرضه على النيابة العامة وباستجوابه أقر تفصيلًا بارتكاب الواقعة بغية طلب فدية من أهل التلميذ لمروره بضائقة مالية.
وأمرت النيابة العامة بانتداب الطبيب الشرعى لإجراء معاينة تشريحية مرة أخرة مع إعداد تقرير نهائى بشأن الجزء الذى عثر عليه وهى منطقة النصف السفلى من الجسد، مع تكليف ضباط إدارة البحث الجنائى بالعثور على الجزء العلوى وإيداعه بمشرحة مستشفى المنصورة الدولى وضبط مرتكبى الواقعة وكشف غموضها وملابساتها.
 

جزء من الجثة 
الطالب المجني عليه 
المدرس المتهم