الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تشوية الأعضاء التناسلية للإناث جريمة لا تنتهي آثارها.. نساء يتحدثن للبوابة نيوز عن تعرضهن للختان

فقدنا الأمان ونعانى من أمراض نفسية وعضوية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتعرض النساء كل يوم لحالات تشويه الأعضاء التناسلية تحت مُسمى «الختان»، وذلك وفقًا لعادات موروثة وأفكار دينية وطبية خاطئة، ولا يحق للفتاة الاعتراض على ذلك فهى ملك لأسرتها تفعل بها ما تشاء، فكأنه حق تجاه المرأة منذ صغرها انتهاك خصوصيتها وحقوقها حتى أن وصل هذا الانتهاك إلى استئصال جزء من جسدها وليس لسبب طبى.

ولكن لكى تصبح فتاة عفيفة وكأن عفتها تكمن فى تشويه أعضائها الجسدية ودمار نفسيتها فهى ذلك الكائن الضعيف الذى لا يحق له شيء نظرا لأنها أنثى، وفى أغلب مجتمعاتنا الأنثى يجب أن تقول سمعا وطاعا للأهل حتى وإن كانت تتعرض لشكل من أشكال العنف الأسرى مثل الختان.

فنجد أن هناك  نساء يتحملن العنف الأسرى فى شكل الختان من آبائهن وأمهاتهن والذي قد يصبح سببا فى إصابة هؤلاء النساء بالأمراض وقد يصل إلى الموت أحيانا بسبب أن في أوساطهم وعاداتهم هذا هو المتعارف عليه من قديم الأزل، فالفتاة التى لم تختن لا تملك العفة وأن الختان هو سنة يجب اتباعها ونشروا ثقافتهم المغلوطة بل وقاموا بتعميمها.

وفى اليوم الدولي لعدم التسامح مطلقًا إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، قامت «البوابة» بالتحدث لعدد من الفتيات اللواتى تعرضن للختان لمعرفة كيف أثر هذا فى حياتهن، وكيف استقبلن مشهد الختان وتقبلهن للأمر والتعامل معه فيما بعد.

تعريف تشويه الأعضاء التناسلية للفتاة «الختان»
يعنى مصطلح «تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية» أو ما يُعرف بـ«الختان» هو كل إجراء يشتمل على البتر الجزئي أو الكلي للأعضاء التناسلية الخارجية للإناث، أو القيام بأي ضرر آخر للأعضاء التناسلية الأنثوية لأسباب غير طبية.

ويعد تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أحد أشكال العنف ضد المرأة، ومن شأنه أن يؤدي إلى أذى جسدي أو معنوي أو جنسي للنساء، كما أنه يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان الأساسية للفتيات والنساء، بما في ذلك حقوقهن في الصحة والكرامة والأمن.

فتيات يتحدثن لـ«البوابة نيوز» عن تعرضهن للختان

تقول «أ. ع» البالغة من العمر 35عامًا، إنها تعرضت للختان وهي في الرابعة عشرة من عمرها، مشيرًة إلي أن تأثير هذا اليوم عليها ملازم لها حتى اليوم على الصعيد النفسي.

وأوضحت: «لم أنس هذا المشهد عندما طلبت منى والدتى الذهاب إلى غرفتى، وبعد ذلك دخلت هى وبعض أفراد العائلة وقاموا بالإمساك بي، وطلبوا منى عدم إصدار أي صوت، وبعد ذلك دخل رجل يُطلق عليه ممرض الصحة، وقام باستئصال جزء من جسدى، وسط شعور بالذعر والبكاء وعدم المعرفة بما يحدث وماذا فعلت ليتم عقابى، وهذا الأمر يعتبر تقليدًا في العائلة».

وتابعت: «ولكن اليوم انتهى بالنسبة لهم وظل عالقًا معى ولم أشعر بما سببه لى من مشكلة نفسية إلا عندما تزوجت منذ خمس سنوات فوجدت نفسى أخشى اقتراب زوجى مني، وأتذكر هذا اليوم المشئوم وأصرخ مثل الطفلة، وبعد ذلك ذهبت لطبيبة نفسية لكى يتم علاجي من هذه الآثار النفسية التى كان من الممكن أن تصبح سببًا لانفصالي عن زوجي، وما زلت أتلقى العلاج النفسي حتى يومنا هذا».

فيما قالت «ب . أ» التي تبلغ من العمر 28 عامًا: «أهلي أخذوني وأنا ابنة الـ11 عامًا إلى الطبيب، وعندما تمت العملية أصابنى نزيف ومن ثم تم علاجه، وبعد الزواج اكتشفت أني مُصابة بالعقم نتيجة خطأ طبي حدث أثناء عملية الختان، فقد حُرمت أن أصبح أمًا مدى الحياة، ومنذ أن علمت بذلك وأعاني من اكتئاب ولا أستطيع مسامحة أهلي على ذلك».

في السياق نفسه؛ روت «ش. س» تجربتها التي وصفتها بـ«المؤلمة»، قائلة: «أجريت عملية الختان وأنا في عمر 12 عام، وبعد أن أنهى الممرض العملية اكتشفنا أننى أُصبت بعدوى بكتيريا وخضعت للعلاج لأكثر من ٥ سنوات، وكنت أجد صعوبة فى الحركه وأعاني كثيرًا عند قيامى بالتبول، مؤكدًة أنها لن تكرر هذه المعاناة الصعبة مع بناتها مرة أخري وأنها تعلم أن العفة تأتى من التربية السليمة وليس الختان».

بينما قالت «س. م» التى تبلغ من العمر 38 عامًا، ولم تتزوج بعد: «كانت والدتى ترفض خضوعى لعملية الختان، ولكن والدي أصر على قيامى بها بحجة العفة والأخلاق، وهو فى الأصل كان إرضاءً لوالدته، فأجبرني على إجراء العملية».

وأضافت: «لا أنسى شعوري بعدم الأمان والخُذلان تجاه أبي منذ هذا اليوم، فمن كنت أنتظر منه الدفاع عنى وحمايتى، هو أول من قام بإيذائي، ولازمنى شعور الخوف وعدم الأمان تجاه أى رجل آخر، ولذلك لم أتزوج حتى الآن ولا أريد الزواج فقد ماتت أغلب مشاعرى».