الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الاندماج الوطني طريق استقرار القارة الأفريقية.. تراجع التنمية والحروب والأزمات السياسية قضايا تبحث عن حلول.. الأمازيغ يعانون التهميش والشتات في أنحاء القارة ويطالبون بحقوقهم

الأمازيغية ناضلت للحفاظ على هويتها و ثقافتها ونجحت في الجزائر والمغرب وتونس وفشلت في ليبيا مولود قاسم: أمة عظيمة قدمت لغيرها الكثير ولم تستفد شيئا " يتركز الأمازيغ في دول الشمال الافريقي ويقدر عددهم من 20 إلي 50 مليون نسمة ويتحدثون بلهجة أمازيغية تسمى "تمازيغت"

تتميز قبائل الأمازيغ
تتميز قبائل الأمازيغ بالصبر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تشهد القارة الأفريقية صراعات مستمرة، وأزمات كبرى تتجدد كل فترة تعطل عملية الاستقرار السياسي لدول القارة، ومن أكبر المشكلات والتحديات التي تواجهها مشكلة الاندماج الوطني التي يراها الخبراء أنها أثرت بالسلب على عملية التنمية داخل القارة، لأن نجاح عملية التنمية تتطلب درجة معقولة من الاستقرار السياسي الذي لا يأتي إلا في دولة مندمجة ومنصهرة مع بعضها البعض؛ وفي هذه السلسلة نلقى الضوء على مشكلة الاندماج الوطني بالقارة وأزمة الامازيغ.

تنوع المجتمعات 

 مشكلة الاندماج الوطني في بعض دول أفريقيا تعتبر على درجة كبيرة من التشابك والتعقيد سواء كانت في دول شرق افريقيا "كأوغندا" أو في دول الشمال الأفريقي العربي.
ورغم أن مجتمعنا العربي يتسم بالتجانس وفقا لعناصر الدين واللغة والتاريخ إلا أن سمة التجانس هذه لا تنفي وجود التنوع الذي يظهر في المجتمع في شكل جماعات تصنف إما عرقيا أو طائفيا أو مذهبيا وهو ما يؤدي في كثير من الاحيان إلى كثير من الاشكاليات ومن ضمن هذه الجماعات التي يضمها المجتمع المجتمع العربي «الامازيغ» الذين ينتشرون في دول الشمال الافريقي ويمثلون جزءا من سكانها بدءا من ليبيا وانتهاء بالمغرب.

 مشكلة الاندماج الوطني في بعض دول أفريقيا تعتبر على درجة كبيرة من التشابك

قضية الأمازيغ 

تعود قضية الأمازيغ ألي سنوات طويلة خلت؛ وعلى الرغم من نجاح الامازيغ فى طرح قضيتهم على الساحة المجتمعية في الجزائر والمغرب إلا أنهم في ليبيا لم يستطيعوا تحقيق ذلك فى فترات كثيره من التاريخ الليبي خاصة في حكم الرئيس السابق «معمر القذافي» وكان الامازيغ ومشاكلهم من أهم إشكاليات عدم تحقيق الاندماج الوطني الليبي.
فعلى الرغم من أن الامازيغ في ليبيا لا يشكلون سوى من 10% إلى 15% من سكان ليبيا وهم بذلك يمثلون أقلية عددية إلا أن  لهم دورا مؤثرا في حدوث عملية الاندماج داخل المجتمع الليبي من عدم حدوثها. 
يتركز الأمازيغ  في دول الشمال الافريقي "كالمغرب والجزائر وتونس وليبيا" ويقدر عددهم حوالي ما بين 20 إلي 50 مليون نسمة ويتحدثون بلهجة أمازيغية تسمى "تمازيغت" ولها العديد من اللهجات الأمازيغية ولقد ناضلوا من أجل الحصول على حقوقهم والحفاظ على هويتهم وثقافتهم ولغتهم ونجحوا في ذلك فعلا في الجزائر والمغرب وتونس إلا ان ذلك لم ينجح في ليبيا.

اختلطت الثقافة الأمازيغية بالثقافة  العربية 

دخل الأمازيغ الإسلام في الفتح الإسلامي لليبيا، فوجودهم يعود لآلاف السنين، وسرعان ما اختلطت الثقافة الأمازيغية بالثقافة  العربية وهو الامر الذي نتج عنه تنوع ثقافي ولغوي ولم يحدث أي صراع بين الأمازيغ والعرب في فترة المملكة الليبية أو في فترة التخلص من الاستعمار ويشكل الأمازيغ مكونات أساسية من مكونات المجتمع الليبي و يعيشون في الجبال الواقعة في طرابلس أو في الصحراء جنوبا ويفضل الأمازيغ في ليبيا إطلاق مسمى الجبالية عليهم نظرا لأن سكان الجبال يتسمون بالقوة. 
 الثقافة الأمازيغية 
تتميز قبائل الأمازيغ بالصبر، بعد احتلال الرومان لهم في شمال أفريقيا لمدة وصلت ستة قرون، ازدهرت الحياة الثقافية فشهدت تأسيس مسارح وجامعات مثل مسرح تبسة، وجامعة مداوروش ثاني أكبر الجامعات بعد جامعة روما، وقاوم وقتها الأمازيغ محاولات اندماجهم واحتفظوا بلغتهم وثقافتهم، وواجهوا التدخل الروماني بشراسة،  فأصبح وجود الاحتلال الروماني كعدمه،  حافظت الثقافة الأمازيغية القديمة على هويتها لأكثر من ٥٠٠٠ سنة قبل الميلاد، لتؤثر في الثقافات الأخرى من خلال العلاقات التجارية أو الاحتكاك كما قال
المفكر الجزائري الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم  "هي أمة عظيمة قدمت لغيرها أكثر من ما قدمت لنفسها،وأن كل ما نالته من تمجيد وما قيل عنها قاله أعداؤها والعدو غالبا ما يحاول التصغير من شأن من قام بمواجهته" ويعود الفضل الكبير في تدوين تاريخ الأمازيغ الى العلامة ابن خلدون في كتابه “ العبر وديوان المبتدأ والخبر”.