الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حرب بلا ضمير.. 100 يوم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.. أكثر من 31 ألف شهيد حتى الآن.. والمؤسسات الأممية تطالب العالم بالتدخل

ستاندر- تقارير
ستاندر- تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مرَّ، يوم الأحد الماضي، 100 يوم على الحرب بين إسرائيل وحماس، وتُعَدُّ تلك الحرب بالفعل هي الأطول والأكثر دموية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948، ولا توجد أي علامات على نهاية الحرب قريبًا.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تجاوز 24 ألفا، خلال مائة يوم.

وأوضحت الصحة في غزة، أن حصيلة الشهداء خلال مائة يوم ماضية ارتفعت إلى عن 24100 شخص، بالإضافة إلى إصابة 60834 شخصا أصيبوا، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.

فيما قالت منظمة الصحة العالمية، بعد مرور 100 يوم على المأساة في غزة، إن قطاع غزة شهد أكثر من 300 هجوم على المرافق الصحية، وفي ظل الافتقار الشديد والمستمر للوصول إلى المساعدات الحيوية توقفت غالبية المستشفيات في قطاع غزة عن العمل.

الأسرى

قال نادي الأسير الفلسطيني، إن الاحتلال الإسرائيليّ، يواصل التّصعيد من حملات الاعتقال في الضّفة الغربية، وتنفيذ المزيد من عمليات التّنكيل، والتّعذيب بحقّ المواطنين، مشيرا إلى أنه على مدار 100 يوم من العدوان والإبادة الجماعية في غزة، اعتقل جيش الاحتلال، ما لا يقل عن (5875) فلسطينيًا من الضّفة (وتشمل هذه الحصيلة من اعتقل وأبقى الاحتلال على اعتقاله ومن أفرج عنه لاحقا).

 

وأضاف النادي، في بيان صحفي، أن حملات الاعتقال لم تستثنِ أيا من الفئات، بمن في ذلك النّساء والأطفال، حيث بلغ عدد النساء اللواتي تعرضنّ للاعتقال نحو (200)، فيما تجاوز عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال حتى نهاية شهر ديسمبر الماضي (355) طفلا.

وأوضح النادي أن مستوى الجرائم ومنذ السابع من أكتوبر، يتخذ منحى تصاعديا من حيث مستوى التوحش والتفاصيل المروعة والمرعبة التي عكستها شهادات المعتقلين وعائلاتهم، وكانت أبرز هذه الجرائم، جريمة التّعذيب التي فرضت نفسها في معظم شهادات المعتقلين، إلى جانب التّنكيل والضرب المبرّح، وتهديدهم بإطلاق النار عليهم بشكل مباشر، والتّحقيق الميداني معهم، والتّهديد بالاغتصاب، واستخدام الكلاب البوليسية، واستخدام المواطنين كدروع بشرية ورهائن، عدا عن عمليات الإعدام الميداني التي نفّذت بحقّ المواطنين خلال حملات الاعتقال منهم أشقاء لمعتقلين، وغيرها من الجرائم والانتهاكات الوحشية، وعمليات التّخريب الواسعة التي طالت المنازل، والاستيلاء على مقتنيات وسيارات، وأموال، ومصاغ ذهب، وأجهزة إلكترونية، إلى جانب هدم وتفجير منازل تعود لأسرى في سجون الاحتلال، وإقدام جنود الاحتلال على تصوير المعتقلين بعد اعتقالهم في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية، وأدت هذه الجرائم والفظائع التي لم نشهدها منذ عقود إلى ترك آثار بالغة الخطورة على مصير الآلاف من المعتقلين وعائلاتهم.

الأونروا

قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في بيان بمناسبة مرور 100 على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إن الـ100 يوم الماضية كانت بمثابة 100 عام مرت على قطاع غزة.

 

فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة

وأضاف المفوض، أن الفلسطينيين تعرضوا لأكبر تهجير منذ عام 1948 بسبب القصف العدوانى على غزة.

ولفت إلى أن معظم سكان غزة، بما في ذلك الأطفال، سيحملون الجروح الجسدية والنفسية الناجمة عن الهجمات مدى الحياة.

وأكد المفوض العام، أن أكثر من 1.4 مليون شخص لجأوا إلى ملاجئ الأونروا واضطروا للعيش في ظروف غير إنسانية.

هنية

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن الوضع الإنساني في غزة كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأن دور الأمة يجب أن يكون كبيرًا على الجبهتين: جبهة دعم المقاومة والدعم الإنساني لأهل غزة.

 

 رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

وأضاف هنية، أن العالم كله يصب السلاح لدى الاحتلال ولا يخشى من ذلك، جسور جوية من عواصم متعددة تصل للاحتلال، وأصبح فرض عين على الأمة دعم المقاومة، مؤكدًا أنه قد آن الأوان لجهاد السنان، فهذه معركة القدس والأقصى وليست معركة غزة فقط، واصفًا الأهل في غزة بأنهم خندق متقدم للدفاع والهجوم.

وتابع: «أقول للأمة يجب ألا تفلت منا هذه اللحظة، قلما يجود الزمان بمثل هذه اللحظات التاريخية، إياكم أن تفلت منكم، فالوقت يلعب لصالح الأمة وصالحنا حاليًا، الأمريكان رفعوا العصا الغليظة في وجه العالم، حتى الجاليات في الولايات المتحدة وأوروبا استدعي ممثليها وطلب منهم أن لا يرفعوا حتى علم فلسطين أو ينظموا فعاليات، لكن اليوم تغيرت لغة هذه الدول بسبب الصمود، ولولا صمود الأهالي في غزة لتم سحق الضمير العالمي».

وأشار إلى أنه يجب أن نبني على هذا الصمود وأن نمسك بالإنجاز في السابع من أكتوبر ونراكم عليه، فالعدو فشل بعد نحو 100 يوم من الحرب والقصف وعمل طائرات التجسس وجهود البحث في استرداد أي أسير، مضيفًا أن عملية طوفان الأقصى جاءت بعد محاولة تهميش القضية الفلسطينية.

خبراء يعلقون

فيما قال العميد ناجي ملاعب، الخبير العسكري والاستراتيجي إن الحرب على غزة مر عليها 100 يوم وإسرائيل لم تحقق أي هدف ولكن الحكومة مستمرة في التصريحات حول تحقيق الأهداف التي رسمتها الحكومة منذ اليوم في هذه الحرب، شارحا أن العملية البرية الانتقامية الأولى لقوات الاحتلال تخللها هدنة للحصول على بعض الأسرى المحتجزين لدى حماس في تبادل مشروط مع قوات المقاومة الفلسطينية، وهذا يعني أن الاحتلال لم يحقق أي هدف حتى اليوم.

وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي خلال مداخلة عبر تطبيق «سكايب» على شاشة «القاهرة الإخبارية» أن تحقيق الأهداف بالنسبة لدولة الاحتلال والاستمرار بالحرب بشكل عامل كله مرهون بالدعم الدولي لدولة الاحتلال، خصوصا الدعم الأمريكي، حيث لا يزال الجسر الجوي الأمريكي الداعم لإسرائيل موجود، ومازال الإمداد بأعلى أنوع القذائف لدولة الاحتلال موجود وإذا حاولت دول العالم بأسرها التصويت لوقف إطلاق النار في غزة بمجلس الأمن تقف لهم بالمرصاد الولايات المتحدة الأمريكية.

العميد ناجي ملاعب، الخبير العسكري والاستراتيجي




وتابع الخبير العسكري والاستراتيجي أن دولة الاحتلال أعلنت أهدافها من الحرب على غزة، وهي تحرير الرهائن والقضاء على حماس وتوفير أمان لإسرائيل مستقبل بكل الجبهات، شارحا أن جبهة الشمال مازالت خطرة على إسرائيل خصوصا وأن القوة التي استخدمها حزب الله اليوم لا توازي 6% من قوته الأساسية ومقدرته الصاروخية التي تطال إسرائيل، هذا بجانب استدراج اليمن لأمريكا في حرب جديدة لم تكن مخططة لها.

قال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور ماهر صافي، إن مرت مائة  يوم من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة راح ضحيتها ما يقرب من 24  ألف شهيد وأكثر من 8  آلاف مفقود تحت انقاض منازلهم المدمرة بفعل القصف الهمجي الصهيوني على السكان الآمنين وجلهم من النساء والأطفال والشيوخ واكتر  64 ألف مصاب من دمر أكثر من 80% من منازل قطاع غزة، وذمرت البنية التحتية لقطاع غزة، وهدم ما يزيد عن 30 مشفى ومراكز صحية وطبية والعديد من المدارس والجامعات والمساجد والمؤسسات الحكومية والخاصة والمحال التجارية وإضافة إلى ثلاث كنائس تم تدميرها، فمنذ العام  1948  لم يمر على فلسطين مثل المائة يوم  مارست اسرائيل فيها كل أنواع القتل والتدمير الممنهج ضد الشعب الفلسطيني.

وأضاف صافي في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم الأحد، أنه لا توجد رؤية واضحة عن مستقبل قطاع غزة بعد هذا الدمار الذي شمل كل حارة وشارع وبيت في غزة، بعد 100  يوم من العدوان الهمجي  تم تهجير ما يقارب 90% من سكان قطاع غزة من منازلهم إلى الجنوب في دير البلح ومنطقة النواصي غرب خان يونس والغالبية العظمى في رفح ما يزيد عن ١.٤ مليون نسمه علما بإن عدد سكان قطاع غدة ٢.٣  مليون نسمة يعيشون فى ظروف قاسية نتيجة موسم الشتاء والبرد القارص.

وقالت الباحثة السياسية الفلسطينية الدكتورة تمارا حداد، إنه بعد مرور مائة يوم على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ما زال التعنت الإسرائيلي باستكمال مخططاته نحو احتلال غزة وإعادة السيطرة الأمنية والعسكرية والسياسية الشاملة على القطاع، وهذا بالفعل حدث ضمن المناطق الشمالية للقطاع التي يريد منها أن يحولها إلى مناطق أمنية عازلة دون إرجاع النازحين إلى أماكنهم الأصلية ومواقع سكنهم وإن تم الرجوع إلا بشروط الاحتلال.

وأضافت حداد، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم الأحد، أنه بعد مرور مائة يوم والواقع الإنساني الأصعب في تاريخ الحروب والأزمات التي حدثت في العالم لم يسبق لها مثيل في قتل المدنيين بعدد كبير، حيث وصل عدد الشهداء والجرحى والمفقودين قرابة مائة ألف فلسطيني وهذا رقم كبير جدا ويعتبر الرقم دليلا قياسيا لحرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، ناهيك أنه لم يتم قتلهم بالقصف الجوي أو الدخول البري فإن سياسة التجويع المتعمدة تعمل على تعزيز سياسية الموت البطيء.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني عزيز العصا، إن جميع المنظمات الإنسانية، وبينهم الصحة العالمية أجمعت على أن ما يجري من قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال 100 يوم في حق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة من حجم القذائف والمتفجرات، وما ألحقته من الدمار والقتل المستهدف، يهدف إلي الإبادة والتهجير، ويعد أسوأ أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان.

وأضاف العصا في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، اليوم الأحد، أن كل ما يجري في قطاع غزة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، لم تشهده البشرية عبر تاريخها الطويل.

وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني، أن أمين عام الأمم المتحدة أكد  في أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، أن البشرية لم ترَ مثل ما يحدث في غزة.