الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس: لننظر إلى مريم لكي نتعلم ذلك الحب الذي ينمو في الصمت

السيدة العذراء مريم
السيدة العذراء مريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إن عظمة السيدة العذراء مريم لا تكمن في قيامها بعمل استثنائي؛ لا بل، وبينما كان الرعاة، بعد أن نالوا الإعلان من الملائكة، يسرعون نحو بيت لحم، هي بقيت صامتة. 

 

وأضاف إنّ صمت الأم هو صفة جميلة. هو ليس مجرد غياب كلمات، وإنما صمت مليء بالدهشة والعبادة للعظائم التي يصنعها الله. "كانت مريم – يقول القديس لوقا – تحفظ جميع هذه الأمور، وتتأملها في قلبها". 

وتابع: "بهذه الطريقة هي تفسح المجال في داخلها للذي قد ولد؛ في الصمت والعبادة، تضع يسوع في المحور وتشهد له كمخلص. وهكذا تكون أمًّا ليس فقط لأنها حملت يسوع في أحشائها وولدته، بل لأنها تُظهره دون أن تأخذ مكانه. وستقف بصمت أيضًا تحت الصليب، في أحلك الساعات، وهكذا ستستمر في إفساح المجال له وولادته لنا. كتب كاهن وشاعر من القرن العشرين: "أيتها العذراء، كاتدرائية الصمت؛ أنت تحملين جسدنا إلى السماء والله إلى جسدنا". كاتدرائية الصمت: إنها صورة جميلة. ومريم، بصمتها وتواضعها، هي "كاتدرائية" الله الأولى، المكان الذي يمكن فيه لله والإنسان أن يلتقيا."

وأوضح البابا فرنسيس في الكلمة التي القاها بمناسبة احتفال الكنيسة بعيد العذراء مريم، ولكن حتى أمهاتنا، برعايتهنَّ الخفية، وعطفهنَّ، غالبًا ما يكُنَّ هنَّ أيضًا كاتدرائيات صمت رائعة. هنَّ يلِدننا ومن ثمَّ يستَمرِرنَ في متابعتنا، دون أن نلاحظهنَّ في كثير من الأحيان، لكي نتمكن من أن ننمو. لنتذكر هذا: إنَّ الحب لا يخنق أبدًا، الحب يفسح المجال للآخر ويجعله ينمو.

واستكمل البابا فرنسيس: أيها الإخوة والأخوات، في بداية العام الجديد، لننظر إلى مريم، وبقلب ممتن، لنفكر في أمهاتنا أيضًا ولننظر إليهنَّ، لكي نتعلم ذلك الحب الذي ينمو قبل كل شيء في الصمت، والذي يعرف كيف يفسح المجال لـلآخر ويحترم كرامته ويترك له حرية التعبير ويرفض جميع أشكال التملك والقمع والعنف. هناك حاجة كبيرة لهذا اليوم! وكما تذكرنا رسالة اليوم العالمي للسلام: "تتعرّض الحرّيّة والتعايش السلمي للتّهديد عندما يستسلِم البشر لتجربة الأنانيّة والمصلحة الشّخصيّة والجشع في الرّبح والتّعطّش إلى السّلطة". أما الحب فهو يقوم على الاحترام واللطف: وبهذه الطريقة يكسر الحواجز ويساعد على عيش العلاقات الأخوية، وبناء مجتمعات أكثر عدالة وإنسانية وأكثر سلامًا.

وختم البابا فرنسيس كلمته لنصل اليوم إلى القديسة العذراء مريم، لكي نتمكن في العام الجديد من أن ننمو في هذا الحب الوديع والخفيّ الذي يولِّد الحياة ويفتح في العالم دروب سلام ومصالحة.