الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

أوليفييه دوزون يكتب: النيجر كمان وكمان.. كيف تتعايش موسكو وواشنطن في هذا البلد؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على عكس كل التوقعات، وصل وفد روسي برئاسة نائب وزير الدفاع يونس بيك يفكوروف إلى نيامي في النيجر للتباحث مع القيادات العسكرية، التي وصلت إلى السلطة بعد الانقلاب المخطط له في يوليو ٢٠٢٣ واجتمع الوفد برئاسة نائب وزير الدفاع الروسي، العقيد الجنرال يونس بيك يفكوروف، في ٤ ديسمبر ٢٠٢٣، مع زعيم الانقلابيين النيجيريين، الجنرال عبد الرحمن تياني. جدول أعمال المناقشات اشتمل على: «توقيع وثائق في إطار تعزيز التعاون العسكري بين جمهورية النيجر والاتحاد الروسي»، حسبما أشارت السلطات النيجرية.

وهذه هي الزيارة الرسمية الأولى للسلطات العسكرية الروسية منذ انقلاب ٢٦ يوليو ٢٠٢٣. هدفها؟ تعزيز التعاون العسكري بين النيجر وروسيا، في حين تطوي السلطات في نيامي الصفحة مع شركائها الغربيين السابقين وفي هذا السياق، لا يمكننا أن ننسى الزيارة التي قامت بها نفس السلطات الروسية إلى باماكو في مالي في ٣ ديسمبر ٢٠٢٣.

وفي الحقيقية، تطرقت المناقشات بشكل خاص إلى «مشاريع التنمية في مالي، في مجال الطاقة المتجددة والطاقة النووية»، فضلا عن «المسائل المرتبطة بإمداد مالي بالأسمدة والقمح والمنتجات النفطية»، حسبما أعلن ألوسيني سانو وزير الاقتصاد المالي كما جرى الحديث أيضًا عن بناء شبكة سكك حديدية وترام، وإنشاء شركة طيران إقليمية، فضلًا عن مشاريع البحث والتعدين.

ورغم كل ذلك، يعلم الجميع أن الأنظمة العسكرية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وهي دول الساحل الأكثر تضررا من العنف الجهادي، شكلت مؤخرا يحمل اسم تحالف دول الساحل، في ٣ ديسمبر ٢٠٢٣، وأعلنت واجادوجو ونيامي، تمامًا مثل باماكو في عام ٢٠٢٢، خروجهما من المنظمة المناهضة للجهاديين G٥ الساحل، التي يفضلها الشركاء الغربيون السابقون.

وفي الوقت نفسه، في نيامي، استغلت وسائل الإعلام الحكومية على نطاق واسع الحفل الذي قدمت فيه الأمريكية كاثلين فيتزجيبون «سفيرة الولايات المتحدة المستقبلية في النيجر» أوراق اعتمادها لوزير خارجية النيجر باكاري ياو. وبشكل عام، هذه خطوة تعتبر بمثابة الانتصار الحقيقي للمجلس العسكري!

إضافة إلى كل ذلك، أنهى النظام الانقلابي للجنرال عبد الرحمن تياني مهمتين أمنيتين للاتحاد الأوروبي في يوم زيارة الوفد الروسي إلى نيامي.. هكذا أصبحت «إي يو كاب ساحل النيجر» ماضيًا وتاريخا سابقا؛ فهذه أنشئت عام ٢٠١٢، ومقرها نيامي، وتضم ١٢٠ أوروبيًا وتهدف إلى دعم «قوات الأمن الداخلي والسلطات النيجيرية وكذلك الجهات الفاعلة غير الحكومية»؛ لكن هذا ليس كل شيء، فقد أعلن الجنرال تياني أيضًا الانسحاب من الشراكة العسكرية للاتحاد الأوروبي في النيجر، والتي تسمى «EUMPM».. كل هذا يعتبر شكلا من أشكال القطيعة الرسمية بين الانقلابيين وشركائهم الغربيين السابقين.

وفي كل الأحوال، تجدر الإشارة إلى أن الدبلوماسية الروسية تحقق الكثير والمزيد من الصعود والانتصارات في النيجر. ومن المفهوم أن باريس، أولى حلفاء النظام المخلوع، سرعان ما أصبحت «الهدف الأفضل» لسلطات الانقلاب بعد إلغاء اتفاقيات التعاون العسكري وإجبار ١٥٠٠ جندي فرنسي على الرحيل من النيجر.

وفي هذا السياق، يمكن للمرء أن يتساءل عما إذا كانت النيجر ستستدعي بالفعل مجموعة فاجنر؟ رغم تباين الآراء داخل المجلس العسكري، إلا أن هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها وزير روسي إلى نيامي منذ الانقلاب في صيف عام ٢٠٢٣، تعزز مرة أخرى الوجود الروسي في منطقة الساحل. وفي الوقت الحالي، يمكننا أن نتساءل كيف ستتعايش روسيا في عهد بوتين وأمريكا في عهد بايدن بشكل جيد في النيجر، وبشكل عام في منطقة الساحل؟ يمكننا أن نتساءل أيضا عما إذا كان من الممكن إيجاد أرضية مشتركة بين واشنطن وموسكو خلف «ظهر باريس» تقوم بإبعاد فرنسا عن منطقة الساحل؟ وهذا هدف الروس الأساسي! ومن المؤكد أن هذه الخطوات والسياسات تهدف إلى معاقبة الرئيس إيمانويل ماكرون الذي تبنى عمدا سياسة أطلسية حازمة في الأزمة الأوكرانية.

أوليفييه دوزون: مستشار قانونى للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى. من أهم مؤلفاته: «القرصنة البحرية اليوم»، و«ماذا لو كانت أوراسيا تمثل الحدود الجديدة؟» و«الهند تواجه مصيرها».. يتناول فى مقاله، التواجد الروسى والأمريكى فى النيجر.