الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"لوموند": الولايات المتحدة تقع في فخ دعمها لإسرائيل

نتياهو وبايدنر
نتياهو وبايدنر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رأت صحيفة (لوموند) الفرنسية أن الولايات المتحدة الأمريكية وقعت في فخ دعمها لإسرائيل في الحرب الدائرة ما بين الفصائل الفلسطينية والجانب الإسرائيلي.. لافتة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن التزمت بمصداقيتها وتقديم مواردها لدعم إسرائيل التي يهيمن على حكومتها قوميون متطرفون ومعادون للأجانب والتي يتعرض جيشها لاتهامات بارتكاب جرائم حرب في غزة.

وقالت الصحيفة، في مقال لها للتعليق على الوضع في قطاع غزة وتأثيره على الساحة السياسية في الولايات المتحدة، "إن هناك مأساتين متشابكتين، الأولى تتعلق بإسرائيل التي تجد نفسها مضطرة لجعل حركة حماس عاجزة عسكريًا لأن الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبرالماضي على أراضيها أدى إلى تحطيم مفهومها للأمن القومي والثاني هو معاناة المدنيين في غزة الذين وصل عذابهم إلى مستويات غير مسبوقة تحت القصف الإسرائيلي".

وأشارت (لوموند) إلى أنه في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون أمريكيون أن العملية العسكرية على قطاع غزة ليست أمريكية، إلا أن الصور الصادرة من غزة تحمل إدارة بايدن المسؤولية عن نتائج هذا الصراع.

وتساءلت الصحيفة كيف يمكن أن تتباهى الولايات المتحدة بوضوحها الأخلاقي بينما ترفض فكرة وقف إطلاق النار؟.. قائلة "إن هذه التعبئة وهذه الضربات وهذه الوفيات لن تكون لها أية فائدة من المنظور الإسرائيلي الأمريكي، إذا سمح وقف العمليات العسكرية لحماس باستئناف أنشطتها، حتى وإن تم إضعافها، وبالتالي كيف يمكننا أن ندين الضربات الروسية على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، ونكتفي بالتذكير بالقوانين الإنسانية الدولية في حالة إسرائيل؟".

وقالت: "ربما تكون إدارة بايدن قد تحدثت عن إعادة تأهيل حل الدولتين لكنها في الواقع استمرت في الظهور بمظهر غير المتكافئ والمنحاز، كيف يمكننا أن تضع واشنطن نفسها في موقف الحامي الأساسي لإسرائيل، وتطالب بالقيام بدور الوسيط، المعني بمصالح الجميع؟.. إن هذا التناقض الأساسي، الذي كان في قلب سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لمدة ثلاثين عامًا، يصل اليوم إلى ذروته".

ونقلت الصحيفة عن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قوله في مقتطف من بث صوتي (بودكاست) سيصدر قريبا: "إذا كنت تريد حل المشكلة، فعليك أن تأخذ في الاعتبار الحقيقة برمتها ويجب علينا بعد ذلك أن نعترف بأنه لا يوجد أحد لديه أيد نظيفة، وأننا جميعًا متواطئون إلى حد ما"..مشيرة إلى أن هذه التصريحات التحليلية تقدم تناقضا غير مسبوق مع موقف نائبه السابق.

وأضافت (لوموند): "أنه بعد صدمة هجوم 7 أكتوبر، قدمت إدارة بايدن الدعم السياسي والعسكري الكامل لإسرائيل وقام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ثم الرئيس الأمريكي نفسه بزيارة إسرائيل، وتم تحديد عمليات تسليم الأسلحة بشكل عاجل، وكان النشر المذهل للقوات الأمريكية في شرق البحر الأبيض المتوسط بمثابة رسالة مثبطة لحزب الله اللبناني وإيران، وقد تكثفت التبادلات الثنائية فيما يتعلق بالمعلومات الاستخباراتية وكذلك التحليلات العسكرية ".. مشيرة إلى أن هذا الدعم هو بمثابة تحالف مثبت بالبرهان ووفاء بالتزام أمريكا الحزبي على مدى عقود طويلة بالوقوف إلى جانب إسرائيل إذا تعرض أمنها للتهديد.

وأشارت إلى أن تنفيذ هذا الالتزام ينقلب ضد البيت الأبيض ويعزله من خلال طريقته في التشكيك في التقارير الرسمية لوزارة الصحة في غزة وطريقته في إلقاء المسئولية الكاملة عن الوفيات على عاتق حماس لأن مقاتليها يختبئون بين المدنيين، على حد قوله؛ فضلا عن طريقته في عدم التشكيك علنًا في حجم التفجيرات الإسرائيلية وأهميتها، لافتة إلى أن هذه التقديرات الأمريكية تخلق فجوة مع الآراء العربي ومع جزء كبير من الناخبين الديمقراطيين في الولايات المتحدة، حيث برهنت المظاهرة التي نظمت في 4 نوفمبر الجاري في واشنطن والتي ضمت عشرات الآلاف من الأشخاص على رفض الأمريكيين للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ووفقا للصحيفة الفرنسية، تحاول واشنطن منح إسرائيل الوقت في سياق غير مناسب على نحو متزايد، مع التركيز على 3 أولويات أولها: دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من مصر؛ وثانيها: خروج الرعايا الأجانب (وخاصة الأمريكيين وعائلاتهم، ويبلغ مجموعهم ألف شخص)؛ وأخيرًا إطلاق سراح الرهائن.