الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حكاية البرج المهجور الذي اشتعل في الزمالك.. بدأ البناء بفترة السبعينيات.. وكان نواة لمجموعة من ناطحات السحاب تضاهي مثيلاتها في أوروبا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلنت قوات الحماية المدنية بالقاهرة، أمس، سيطرتها  على حريق نشب داخل فى الطابق الثالث عشر لفندق مهجور بمنطقة الزمالك، بالطبع دون وقوع إصابات لأنه مهجور، فما حكاية هذا البرج المكون من أكثر من 50 دورًا ولماذا هجر منذ التسعينيات في هذا الموقع الحيوي بالزمالك.

مشروع مانهاتن الجديدة 

يقع على شكل أسطوانة خلف نادي الجزيرة عند تقاطع شارعي الجزيرة وحسن صبري في الزمالك، تجده مظلم وحزين في موقعه الحيوي في الزمالك.

صمم هذا الفندق مهندس يدعى "خالد فودة" وكان يعمل وكيل وزارة الإسكان السابق تحت قيادة حسب الله كفراوي وزير الإسكان في عهد الرئيس السادات، الوزير المسؤول آنذاك عن مشاريع إعادة الإعمار والمستوطنات الجديدة بمليارات الجنيهات.

بدأ بناء البرج في فترة السبعينات في عهد الرئيس أنور السادات وكان يفترض أن يكون البرج الجزء الأول من مشروع مانهاتن الجديدة في مصر وهو عبارةٌ عن مجموعة من ناطحات السحاب التي تخيّل الرئيس أنور السادات تنصيبها في جزيرة الزمالك وسط النيل، للدلالة على مكانة القاهرة في الساحة الدولية.

ونالت فكرته دعما من الرئيس السادات في الثمانينات لتصبح ناطحة سحاب في مصر تضاهى ممثيلاتها فى العواصم الأوروبية، وأن ينافس الفندق الأسماء العالمية.

الرخص الصادرة للمبنى

تقول الأوراق والرخص الصادرة للمبنى إنه صدر بترخيص رقم 25 لسنة 1972 من حى غرب القاهرة ببناء 3 أدوار وبدروم ودور أرضى، ثم 9 أدوار متكررة فوق الأرضى، وأصدرت وزارة السياحة بتاريخ 5 يوليو 1973 الترخيص رقم 3248 باعتبار المبنى فندقا سياحيا، وتم تعديل الترخيص برقم 1 لسنة 1974 ببناء عمارة فندقية 44 طابقا أعلى الدور التاسع، وواكب ذلك قراران برقمى 27، و49 من المجلس التنفيذى بمحافظة القاهرة بإعفاء العقار من قيود ارتفاعات المبانى.

عدم وجود جراج 

بحسب حديث  "فودة"  إعلاميا  واجه الفندق  العديد من العراقيل رغم أنه انفق كل ما يملكه على المشروع، الذى يعرقله على حد وصف المسئولين عدم وجود  الجراج، موضحا انه حاول تقديم العديد من الحلول إلا أن الجهات المعنية لم توافق.

وقف أعمال البناء في 1989

ويستكمل "فودة" في حوار أجري معه في 2011، انه فوجئ بتاريخ 11 يونيو 1989 فى عهد الرئيس مبارك بقرار من حى غرب القاهرة بوقف أعمال البناء، بدعوى سقوط الترخيص لعدم الشروع فى البناء.

وتابع مستطردا: حكمت المحكمة لصالحى بعد معاينة إنجاز الخوازيق، وبعد فترة طعنت وزارة السياحة بعدم صحة توقيع الترخيص السياحى الصادر للفندق فى عهد الرئيس السادات، وكسبت الدعوى بصحة التوقيع ولم أفهم سبب العراقيل، حتى اكتمل البناء إلى 45 طابقا متكررا يشمل 450 غرفة فندقية تمتع برؤية بانورامية كاملة للقاهرة من كل جانب.

ورفضت محافظة القاهرة الترخيص له بالعمل قبل بناء جراج برغم أن رخصه البناء عام 1972 لم تشترط بناء جراج، وكانت الشوارع اقل ازدحامًا مما هي عليه الان.

عرض حلول عديدة

علقت  محافظة القاهرة، أن وجود فندق بهذا الحجم بدون جراج، سوف يسبب أزمة كبيرة وتكدسات مرورية، لا يمكن حلها خاصة أنه يتوسط منطقة لا تستوعب أي سيارات خاصة، مؤكدة أن الحل الوحيد هو انشاء جراج داخل الفندق نظرا لبعد الأماكن المقترحة لإنشاء جراج خارجه، في إشارة من المحافظة للمقترحات التي قدمت لحل الأزمة، وهو امر صعب يتعارض مع تصميم الفندق الحالي.

تم عرض أكثر من حل على محافظة القاهرة مقترحات لبناء جراجات، واحد منها أسفل نادى الجزيرة، وآخر تحت فيلا مجاورة، وثالث تحت شارع حسن صبري، ورابع تحت الأرض في الجزء المهمل من حديقة الأسماك المجاورة، ولكن طلباتهم لقت تجاهل.

كما تم عرض  شراء نقطة شرطة الجزيرة، وإنشاء قسم شرطة على أحدث طراز، ولكن هذا الحل رفض بشكل قاطع أيضًا.