الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لكي يكتمل المشهد.. دور المرأة في انتصارات أكتوبر المجيدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

تحتفل مصر في هذه الأيام باليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر المجيدة ومرور 50 عامًا علي هذا الحدث الذي يدرس في كتب التاريخ للأجيال الصاعدة، والذي يدرس في الكليات الحربية للاستفادة من هذه التجربة المنظمة الواقعية الفريدة. هذا الحدث الذي أعاد أمجاد المصريين وخلد اسم مصر على مر العصور. فعندما نذكر حرب أكتوبر يحضر في أذهاننا مشهد الدبابات وهي تعبر قناة السويس على الجسر التي صنعة المصريون ومشهد المدافع والطائرات التي تحلق فوق رؤوس العدو  ومشهد  جنودنا البسل عابرين خط بارليف بكل شجاعة حاملين أسلحتهم بكل إقدام، وأخيرًا مشهد الجندي الذي رفع العلم على أرض سيناء الغالية بكل شجاعة رغم جرحة الأليم، فى عمل عظيم ومجيد.

ولكن في الواقع إن هذا المشهد غير مكتمل، ولكي يكتمل المشهد يجب إلقاء الضوء على الجزء الثاني من الصورة، الجزء الذي لا يقل أهمية عن الجزء الأول، بل كان داعمًا له،  وهو دور المرأة في هذا الحدث العظيم.. الدور الذي ساهم في هذه الانتصارات المجيدة.. وهنا سوف نعرض الدور الذي قامت به المرأة في هذه الفترة العصيبة فترة الحرب لكي يصل المصريون  إلى النصر.

فمنذ نشأة هؤلاء الجنود ومنذ نعومة أظافرهم كانت المرأة هي المسئولة عن تربيتهم،  فالمرأة هي التي غرست فيهم روح المبادرة وروح الإقدام وروح التحدي والتغلب على المصاعب وهي التي غرست فيهم حب الوطن وحب أراضيه والانتماء والولاء لوطننا الغالي، كما غرست فيهم عدم التفريط في الأراضي المصرية والوقوف أسودًا للحفاظ عليها.

وعندما خرج الجنود للحرب أصبح على المرأة المشاركة بنوع من الجهاد والمؤازرة في تحملها المسئولية كاملة تجاه أسرتها، من مدارس ومستشفيات وتعليم وجميع المسئوليات والمشاكل الأخرى لكي يستطيع المقاتل على الجبهة أن يركز كل جهده لوطنه. 

وأيضا كان للمرأة دور كبير في عمليات التطوع في مستشفى الهلال الأحمر، حيث تكونت العديد من اللجان النسوية للتبرع للجيش المصري، بالمال والدم وطهي وجبات الطعام وتوزيعها على المستشفيات والعمل في المستشفيات لرعاية جرحى حرب أكتوبر، هذا بخلاف الدور التوعوي عبر دعم القضية المصرية دوليًا من خلال لجنة صديقات القلم التي تناولت إبراز عدالة القضية المصرية على المستوى العالمي.

 كما حافظت المرأة على المواد الغذائية من خلال دورها الاقتصادي في التوفير حتى يتسنى إرسال المؤونة للمقاتلين على جبهة القتال، فكانت السيدات يكتفين بتوظيف ما هو متوافر لديهن من مواد غذائية كنوع من عدم الضغط على السلع الاستهلاكية الرئيسية في الدولة في هذا الوقت بهدف توفيرها للجنود.

وفي الواقع، لم يقتصر دور المرأة فقط علي هذا بل إن البعض منهن اتجه إلى جبهة القتال ويذكر التاريخ قصص  وبطولات للمرأة المصرية المجاهدة في ساحة القتال. 

فرحانة.. شيخة مجاهدي سيناء ودورها ضد إسرائيل خلال فترة ما بعد نكسة 1967 واحتلال سيناء وحتى تحريرها،  فكانت تستغل عملها في تجارة القماش وانتقالاتها من وإلى قلب سيناء في زرع القنابل وتفجيرها ونقل الرسائل من وإلى رجال المقاومة. وكان تفجير قطار للعدو في مدينة العريش يحمل معدات وبضائع لجيش الاحتلال بجانب بعض الجنود والأسلحة، أول عملية لفرحانة.

وأيضا  "فلاحة فايد" التي كانت بمثابة عين ترصد الاحتلال الإسرائيلي، تنقل أماكن تمركز الآليات والمجنزرات في منطقة فايد وسرابيوم قبيل حرب أكتوبر. هذا العمل الذي يكلفها المخاطرة بروحها، بل أخذت ابنها معها لأماكن تمركز العدو وحملته على كتفها للتمويه، والأغرب أنها قامت بعملية الاستطلاع وطلبت قنابل أو أي سلاح يدمر دبابات العدو.

في الواقع، يذكر التاريخ الكثير من قصص التضحية التي ميزت المرأة المصرية أثناء الحرب وأيضا بعد الحرب فجميعنا بلا استثناء عشنا حلاوة وفخر الانتصار، ولكن هناك إمرأة أُطلق عليها أم الشهيد، إمرأة مكلومة القلب لفقد إبنها أو زوجها أو أخيها، إمرأة مازالت تتحمل مسئولية أولادها بمفردها.

تحيةً لكل أم ربت جنديًا مقدامًا شجاعًا وتحيةً لكل امرأة تبرعت بقطرة دم لإنقاذ مصاب في الحرب وتحيةً لكل إمرأة عرضت نفسها للأخطار لتوصيل معلومة أو غرس قنبلة في وجه العدو، وتحية لكل مصرية مازالت تضحي لرفعة بلدنا الحبيبة.. حفظ الله مصر وشعبها وأرضها وقائدها.. وتحيا مصر.

*نائبة بمجلس النواب عن محافظة قنا