الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"طوفان الأقصى".. أدب المقاومة وسلاح الكلمة سهام حادة في صدر الاحتلال

..
..
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"طوفان الاقصى" هذا هو المسمى الذي أطلق منذ امس ما ان شنت المقاومة الفسطينية هجوما عنيفا على اسرائيل ، الذي اسفر عن وقوع الكثير من القتلى والجرحى بين صفوف الاسرائليين وذلك جراء اطلاق حماس ما يقرب من 5000 صاروخ من غزة على اسرائيل ، ووقع الكثير من الاسرى في قبضة المقاومة الفلسطينية.

التاريخ الأدبي مليء بالروايات والاشعار التي قاومت الغزو الصهيوني ليس بالسلاح إنما بالكلمة التي كانت سهاما حادة في قلوب الاسرائليين ، ما يعني أن الكلمة سلاح كبير وهام في الدفاع عن القضية الفلسطينية ، التي لها تأثير كبير عند الجميع .

نجد من هذا التاريخ الادبي لادب المقاومة رواية" الطنطورية" للاديبة المصرية رضوى عاشور تناولت فيها الهجوم الذي تعرضت خلاله قرية الطنطورية الواقعة على الساحل الفلسطيني جنوب حيفا بفلسطين لهجوم عنيف من العدو الصهيوني ، حيث خلال هذه الرواية قصة حياة عائلة عاشت تجربة التهجير من قريتها فنجد رقية الطنطورية التى عانت وتحملت فقدان والدها وشقيقها وتزوجت فى المنفى، حتى إنها يوم زواجها تغنت ببعض الأبيات «قولوا لامه تفرح وتتهنا/ وترش الوسايد بالعطر والحنا والفرح إلنا والعرسان تتهنا/ والدار دارى والبيوت بيوتي/واحنا يا عدوى موتي.
الشاعر محمود درويش كان له باعا كبير في الدفاع عن القضية الفسطينية من خلال كلماته القوية التي دونها في أشعاره وصف فيه حبه لفلسطين والمعاناة التي تعيشها  فمن أبياته: أيها المارون بين الكلمات العابرة /منكم السيف ومنا دمنا /منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا منكم دبابة أخرى/ ومنا حجر منكم قنبلة الغاز- ومنا المطر/ وعلينا ما عليكم من سماء وهواء /فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا / وادخلوا حفل عشاء راقص/ وانصرفوا وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء.

الروائى الفلسطينى الكبير غسان كنفانى أيضا ظلت أعماله محفورة فى عمق الثقافة الفلسطنية والعربية، وفى رواياته "رجال فى الشمس"، وصف كنفانى تأثيرات النكبة عام ١٩٤٨ على الشعب الفلسطيني، وتناول فيها عددًا من الشخصيات، ومنهم رجل فقد كل ما يملك عقب الحرب ليعيش فى المخيمات، ولكنه لم يجرؤ على التفكير فى المخيمات، والآخر الذى ارتبط ببلده ويحلم بعودة ما كان، لكنه لا يعرف كيف يمكن أن تحدث هذه العودة بعد ضياع كل شيء وشاب آخر تطارده السلطات بسبب نشاطه السياسي، ولا ينسى أحدا كلمته الشهيرة “لماذا لم يطرقوا جدران الخزان؟ والتى صورت موت ثلاثة أشخاص داخل خزان سيارة دون محاولة للمقاومة، بين فيها كنفانى روح الفلسطينيين وكيف كانوا يجدون صعوبة فى مقاومة العدو الصهيوني”.

وكتب المسرحى السورى سعد الله ونوس مسرحيته الشهيرة "طقوس الإشارات والتحولات" أورد فيها شخصية فخرى البارودى الذى يعتبر واحدا من أشهر شخصيات المقاومة ضد الاستعمار الفرنسى فى سوريا وتروى القصة أن خلافا قد نشب بين نقيب الإشراف ومفتى الشام أيام الوالى راشد باشا وتجاوز المفتى الخلاف الشخصى ومد يد العون للنقيب حين أوقع به قائد الدرك وقبض عليه فهذه الحكاية بنى عليها الكاتب قصته، وكانت نكسة ١٩٦٧ بمثابة الطعنة المسددة لشخص ونوس عن قصد، إصابته بحزن شديد خاصة أنه تلقى النبأ وهو بعيد عن وطنه وبين شوارع باريس فكتب مسرحيته الشهيرة "حفلة سمر من أجل خمسة حزيران"ثم مسرحية"عندما يلعب الرجال".
 الشاعر السورى نزار قباني، كانت أشعاره  رافضة الاحتلال الصهيونى وبكلماته كان دفاعا قويا عن القضية الفلسطينية فكتب : إذا خسرنا الحرب لا غرابة لأننا ندخلها/بكلِ ما يملك الشرقى من مواهبِ الخطابة/بالعنتريات التى ما قتلت ذبابة لأننا ندخلها/ بمنطق الطبلة والربابة/ السر فى مأساتنا/ صراخنا أضخم من أصواتنا/ وسيفنا أطول من قاماتنا.
بينما نجد ان الشاعر الراحل  إبراهيم طوقان هو الذي  جمع شتات الشعوب العربية حول القضية بقوة الكلمة فقد كتب قصيدته المشهورة “موطني” التى أصبحت النشيد الرسمى لفلسطين موطني.. موطني../ الجلال والجمال والسناء والبهاء /فى رباك... فى رباك / والحياة والنجاة والهناء والرجاء/ فى هواك... فى هواك / هل أراك... هل أراك../سالما منعما وغانما مكرما؟/ هل أراك... فى علاك / تبلغ السماك؟... تبلغ السماك؟ /موطني... موطني.. موطني.. موطنى / الشباب لن يكل همه أن يستقل أو يبيد.