الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

داليا عبدالرحيم تكتب: حكاية وطن لا بد أن نرويها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شرفت بدعوة كريمة لحضور مؤتمر «حكاية وطن، والذي تَستَعرض فيه جميع الوزارات جهودها على مدار تسع سنوات من العمل في كل القطاعات.. امتد المؤتمر على مدار ثلاثة أيام فى جلسات متعددة، وتدور كل جلسة حول محور بعينه، تناولت الحديث عن عدد كبير من الموضوعات المهمة. 
و"حكاية وطن" ليس مجرد مؤتمر لبحث وعرض الجهود المبذولة على مدار تسع سنوات من حُكم الرئيس عبدالفتاح السيسى، وإنما هى حكاية حقيقية لوطن دَبَّر له أعداؤه من خفافيش الظلام الخُطط والمؤامرات لتركيعه والنيل منه، وعلى الرغم من التحديات الداخلية التى كانت كبيرة ودقيقة، سواء من حيث الحالة الاقتصادية أو الأمنية والتحديات الخارجية الكبيرة أيضًا، فإن القيادة فكَّرت فى توسيع دائرة تأثيرها وعلاقاتها العربية بواقع ٤١ زيارة عربية لتعزيز العلاقات فى مواجهة التحديات الإقليمية، وتأكيد دور مصر فى تحقيق الاستقرار الإقليمي في المنطقة، إلى جانب التحركات الأفريقية؛ حيث كانت الدبلوماسية المصرية حاضرة ونشطة، ونجحت فى استعادة دور مصر حتى تولَّت رئاسة الاتحاد الإفريقى، واختارتها الأمم المتحدة لتكون صوت إفريقيا والعالم من خلال تنظيم مؤتمر كوب ٢٧ فى شرم الشيخ.
لم يقتصر الأمر على ذلك، فقد نجحت مصر فى عهد الرئيس السيسى، فى فتح آفاق جديدة مع الدول غربًا وشرقًا، وشهدنا ٢٩ زيارة أوروبية، وكل ذلك فى إطار بناء تحالفات إقليمية ودولية جديدة تُعزِّز دور مصر في المنطقة والعالم. 
كانت السياسة الخارجية مرآة لما يَحدُث بالداخل من فوضى وعدم استقرار، وتحديات اقتصادية، وإرهاب دموي، وتعليق عضوية مصر فى الاتحاد الإفريقي، وعدم الرضا الشعبي من تراجع قيمتها، لكن الرئيس تقدم بخطى ثابتة ومؤمنة بدور مصر حتى استعاد هيبتها أمام شعوب العالم، ونجح فى استعادة ثقة شركائنا الدوليين عن طريق تعزيز العلاقات الثنائية وعقد اللجان المشتركة والاعتماد على دبلوماسية القمة لبناء علاقات مشتركة مبنية علي الثقة تتسم بالتوازن ومبنية على المصالح المشتركة، إلى جانب السعي لفتح شراكات استراتيجية جديدة مع الصين والهند واليابان وروسيا، مع الاحتفاظ بالعلاقات الاستراتيجية الخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة واستمرار إدارة الحوار الاستراتيجى وفق وثيقة أولويات المشاركة مع الاتحاد الأوروبى.
هل أدلكم على المزيد؟ لقد انخرطت مصر فى تجمعات وتكتلات وأُطُر متعددة الأطراف جديدة، نذكر منها  منتدى غاز شرق المتوسط، وتجمع البريكس الذى يتيح لبلادنا مجالات للتعاون الاقتصادي؛ ما يُعزِّز جهود الارتقاء بحياه المواطن المصري.. وكذلك تجمُّع فيشجراد، الصيغة التى تساعد على نقل وجهه نظر المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية إلى الاتحاد الأوروبى.

ولا ننسى كذلك الآلية الثلاثية مع اليونان وقبرص وصيغة ميونخ لعملية السلام مع فرنسا وألمانيا لملأ الفراغ في القضية الفلسطينية، والسعي لإنهاء الصراع وتحقيق مصالح الشعب الفلسطينى والدفاع عن حقوقه.
ولا تكتمل الصورة إلا إذا ذكرنا جهود مصر لتسوية الأزمة الليبية واستعادة الدولة الوطنية طريق نحو القضاء على التنظيمات الإرهابية، وكذلك الجهود الكبيرة التى تبذلها مصر لحل الأزمة السودانية وتسويتها من خلال دعوة الرئيس لقمة دول الجوار لاحتواء الأزمة ووضع خارطة طريق يلتزم بها طرفا الأزمة، وجهود مصر لتسوية الأوضاع المضطربة فى سوريا واليمن والصومال؛ وذلك لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليمى، والتوسع فى عمليات حفظ السلام وجهود الوساطة فى الأزمة الروسية الأوكرانية عربيًا وأفريقيًا.
ومن خلال عضويتنا في مجلس الأمن، طرحت مصر رؤيتها واستراتيجيتها فى مكافحة الإرهاب وأيضًا تقديرًا لهذه التجربة تترأس مصر المنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب، وفى كل ذلك لا ننسى دور الدبلوماسية الثقافية لتعزيز الهوية المصرية وتعزيز الصورة الذهنية لمصر بالخارج وتعظيم أدوات القوة الناعمة المصرية.
ولعلنا جميعًا نعلم أن الوضع الأمني في ٢٠١١ كان مترهلًا إلى أقصى درجة، وعانت البلاد من موجة شديدة من العنف المتصاعد من عناصر الإخوان وإطلاق النار العشوائى على المواطنين، وهروب ٢٣٧٤٤ مسجونًا من بينهم إرهابيون وجنائيون، ووصلت العمليات الإرهابية إلى ٢٦٠ عملًا فى ذلك العام، وواجهت الدولة كل هذا من أجل تفكيك التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع تمويلها والتصدى لحروب الجيل الرابع والخامس من اللجان الإلكترونية لخفافيش الظلام. 
وكان الرئيس صادقًا كل الصدق عندما قال: "فى ٢٠١١ قلت للإعلاميين إن الدولة المصرية تتفكك عن طريق استهداف المؤسسات الحيوية فى الدولة والوقيعة بين الجيش والشرطة فأصبح هناك هشاشة أمنية ووضع اقتصادى صعب.. الأشرار أرادوا سقوط الدولة وخلوا الكذب منهج وشرعنوا الكذب والافتراء".
إنه رئيس معجون بحب الوطن، وكان طبيعيًا أن يخاطب الشعب بقوله: "ما تختصروش العلاقة بينى وبينكوا فى إنى أكمل معاكوا.. المهم تحبوا بلدكم وتبقوا عندكم ثقافة الوعي بالحفاظ على البلد.. نحن في حرب تشكيك وكذب وافتراء من أعداء النجاح والبناء.. حولوا الإساءة وقودًا لنجاحكم".
ألم أقل فى بداية مقالي: إن "حكاية وطن" ليس مجرد مؤتمر وإنما هى حكاية حقيقية لوطن دبر له أعداؤه من خفافيش الظلام أن ينهار لكنه نهض ويمضى يشق طريقه مهما كانت التحديات.