رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

مؤسسة الأستاذ تحتفل بمئويته.. اليوم تسليم جائزة هيكل للصحافة فى دورتها السابعة

ط
ط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

تنظم مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية، مساء اليوم السبت احتفالية بالذكرى المئوية لميلاد الأستاذ محمد حسنين هيكل، وتسليم جائزة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية لعام 2023 في دورتها السابعة، للعمل الصحفي على اختلاف منصاته ومنابره الراسخ منها والوافد. 

يُقام الحفل في المتحف القومي للحضارة المصرية بالمسرح الرئيسي، في تمام الساعة 5:30 مساءً، بحضور نُخبة من الشخصيات العامة، ورجال الإعلام والصحافة، والشخصيات العامة البارزة على رأسهم الكاتب الصحفي خالد البلشي، نقيب الصحفيين، وأعضاء مجلس النقابة. 

أثرى هيكل الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية، وكان شاهدا على أحداث ومحطات تاريخية هامة في التاريخ المعاصر، فضلا عن إسهاماته العديدة من خلال الكثير من المؤلفات التي تناولت العديد من الأزمات والأحداث التي مرت بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط. 

كتب هيكل العديد من المؤلفات والدراسات، ومن أبرز عناوين هذه المؤلفات: "إيران فوق بركان، نحن.. وأمريكا، ما الذي جرى في سوريا، يا صاحب الجلالة، بين الصحافة والسياسة، عبد الناصر والعالم، وأكتوبر 73.. السلاح والسياسة، الطريق إلى رمضان، وزيارة جديدة للتاريخ".  

مؤسسة هيكل  

أنشئت مؤسسة محمد حسنين هيكل للصحافة العربية عام 2007م، طبقا لأحكام القانون 84 لسنة 2002، ولا تستهدف الربح، كوقف للخدمة العامة أقامه محمد حسنين هيكل وأسرته دعما للمهنة التي وهب لها حياته وارتبط بها اسمه لعقود طويلة من الزمان. 

 يضم المقر الدائم للمؤسسة مكتبة الأستاذ هيكل من الكتب والوثائق، وتتيحها المؤسسة، وفقا لقواعد محددة، للمهتمين والباحثين. ويقوم نشاط المؤسسة على وقفية محددة ومتجددة، كافية لتحقيق أهداف المؤسسة يوفرها محمد حسنين هيكل وأسرته دون اعتماد أو مشاركة من أي طرف مصري أو خارجي.  

وحسب لائحة المؤسسة، يتولى الحفاظ على عملها وأهدافها مجلس للأمناء يشارك فيه ممثلو الوقفية، إلى جانب عدد من الشخصيات المهتمة بالمهنة وبالعمل العام لا يزيد عددهم على سبعة، ويشترط أن يكون بينهم نقيب الصحفيين المصريين، وكذلك أحد الشخصيات العربية المعنية بصحافة العالم العربي باعتبار تكامل العمل الصحفي على اتساع أوطان المنطقة. 

يختص المجلس، برسم سياسة المؤسسة ووضع برامجها وإدارة أعمالها مجلس تنفيذي يتكون وتتحدد مهامه وفق لائحة يصدرها مجلس الأمناء، ويضم المجلس التنفيذي المدير التنفيذي للمؤسسة، وهو حاليا هاني شكر الله، وهو المسئول عن قيادة نشاط المؤسسة ووضع سياساتها موضع التنفيذ. 

وتمارس المؤسسة نشاطها منذ تأسيسها عام 2007 من مقر مؤقت بمجلة «وجهات نظر» ذات العلاقة الوثيقة بهيكل، كما يشارك رئيس تحريرها أيمن الصياد في نشاط المؤسسة بوصفه مستشارا تنفيذيا لها. 

 

  

  

 

 

«مؤسسة هيكل» تنمى مهارات الصحفيين فى مجالات التحرير والإدارة والإنتاج 

تتعاون نقابة الصحفيين مع مؤسسة هيكل للصحافة العربية، في تنفيذ عدد من البرامج التدريبية التى تسهم فى تنمية مهارات الصحفيين فى مجالات التحرير وأشكال الصحافة الرقمية الحديثة والإدارة الصحفية وإنتاج وتسويق المحتوى الصحفى الملائم للمنصات الجديدة. 

وبناء على البروتوكول الذي تم توقيعه بين النقابة والمؤسسة، تُعلن النقابة عن أول دورة تدريبية بالتعاون مع مؤسسة هيكل والتى تم تخصيصها لـ«صحافة البيانات واستخدامات الذكاء الصناعى». 

كانت هدايت تيمور، أرملة الكاتب الكبير الراحل، وقعت على البروتوكول كممثل لمؤسسة هيكل للصحافة العربية، ومن جانب النقابة وقع خالد البلشي، نقيب الصحفيين، ومحمد سعد عبدالحفيظ وكيل النقابة للتدريب وتطوير المهنة. 

وشهد فعاليات التوقيع وقتها، حسن هيكل، عضو مجلس إدارة مؤسسة هيكل، وجمال عبدالرحيم، سكرتير عام نقابة الصحفيين، وهشام يونس، وكيل أول النقابة، ومجدي إبراهيم رئيس شعبة المصورين الصحفيين بالنقابة، وجمال غيطاس، خبير الصحافة الرقمية، مستشار مركز تدريب نقابة الصحفيين. 

وسلم نقيب الصحفيين درع النقابة إلى "تيمور" تقديرا لدعمها وجهودها فى تطوير مهارات الصحفيين من خلال مؤسسة هيكل للصحافة العربية. 

وأعربت "تيمور" عن سعادتها بتسلم درع نقابة الصحفيين، واعتزازها بالتعاون مع النقابة فى مجال التدريب، لافتة إلى أن الأستاذ هيكل أوصى بأن تظل المؤسسة التى تحمل اسمه تساعد فى دعم المهنة التى أفنى حياته من أجلها، وتطوير إمكانات ومهارات الصحفيين. 

وأكد جمال عبدالرحيم أن النقابة تعمل على تجهيز فعالية خاصة بمئوية هيكل بنقابة الصحفيين، عقب الاحتفالية التى ستنظمها الأسرة، وذلك تأكيدا على دور هيكل المهم فى مسار الصحافة المصرية. 

وقال محمد سعد عبدالحفيظ إن تخصيص النقابة لدورة تحمل اسم الأستاذ هى محاولة لاستلهام نهجه فى العمل، فالراحل كان من رواد الصحافة التى تعتمد على البيانات والمعلومات المدققة، لافتا إلى أنه سيتم فتح الباب للتقديم فى أول دورة تقدمها مؤسسة هيكل بالتعاون مع المؤسسة خلال الأسبوع الأول من هذا الشهر. 

وروى هشام يونس تجربته مع مؤسسة هيكل للصحافة العربية كأحد أول المتدريبن الذين حصلوا على برنامج تدريبى مميز قبل 15 عاما تقريبا. 

كما عرض جمال غيطاس؛ محاور الدورة التدريبية التى سيتم تنظيمها والجدول الزمنى والذى سيتم الانتهاء منه قبيل مئوية الأستاذ فى سبتمبر المقبل، مشيرا إلى أن اهتمام هيكل المبكر بالبيانات والمعلومات فى عمله الصحفى ونبوغه فى تقديم جميع الألوان والقوالب الصحفية بصورة متفردة استنادا إلى البيانات والمعلومات، هو ما دفع مركز تدريب النقابة إلى التفكير فى تقديم دورة عن هذا التخصص. 

 

البداية من باسوس 

التحق بـ«الإيجبشيان جازيت» كمحرر حوادث تحت التمرين ثم القسم البرلمانى 

في مثل هذا اليوم 23 سبتمبر 1923 ولد السياسي والصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، فقد كان كاتبا ومحللا سياسيا وأحد أبرز الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين كما أنه من الصحفيين العرب القلائل الذين شاركوا في صياغة السياسة العربية.  

ولد "هيكل" في قرية باسوس إحدى قرى محافظة القليوبية وتلقى تعليمه بمراحله المتصلة في مصر وكان اتجاهه مبكرا إلى دراسة وممارسة الصحافة ففي عام 1943م التحق بجريدة "الإيجبشيان جازيت" كمحرر تحت التمرين في قسم الحوادث ثم في القسم البرلماني، ثم اختاره رئيس تحرير "الإيجيبشيان جازيت" لكي يشارك في تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية في مراحلها المتأخرة برؤية مصرية ثم تم تعينه عام 1945م كمحرر بمجلة آخر ساعة التي انتقل معها عندما انتقلت ملكيتها إلى جريدة أخبار اليوم خلال الفترة (1946م -1950م). 

أصبح هيكل بعد ذلك مراسلاً متجولاً بأخبار اليوم وتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان وأفريقيا والشرق الأقصى حتى كوريا ثم استقر في مصر عام 1951م حيث تولى منصب رئيس تحرير "آخر ساعة" ومدير تحرير "أخبار اليوم" واتصل عن قرب بمجريات السياسة المصرية. 

وفي عام 1956م اعتذر هيكل في المرة الأولى عن مجلس إدارة ورئاسة تحرير الأهرام إلا أنه قبل في المرة الثانية وظل رئيساً لتحرير الأهرام لمده 17 عاما كما بدأ عام 1957م في كتابة عموده الأسبوعي بالأهرام تحت عنوان "بصراحة" والذي انتظم في كتابته حتى عام 1994م. 

ساهم الكاتب المخضرم في تطوير جريدة "الأهرام" حتى أصبحت واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم كما أنشأ مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام ومركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالإضافة إلي مركز الدراسات الصحفية ومركز توثيق تاريخ مصر المعاصر.

براءة من المحكمة 

قصة إحالته للتأديب من مجلس نقابة الصحفيين عام 1953 

 

في شهر أبريل عام 1953 استضافت نقابة الصحفيين مؤتمر "الصحافة العربية " شارك فيه قيادات الصحافة في جميع البلدان العربية ومثل مصر في المؤتمر الأساتذة حسين أبوالفتح نقيب الصحفيين وحافظ محمود وكيل النقابة ومصطفي القشاشي سكرتير عام النقابة. 

عقب انتهاء المؤتمر وبينما كانت جميع الوفود العربية تلبي دعوة عشاء للسفير العراقي بالقاهرة خرجت مجلة اخر ساعة صباح الأربعاء 15 أبريل 1953 بمقال لرئيس تحريرها محمد حسنين هيكل حمل عنوان "حديث صريح عن صحافة مصر". 

هذا المقال لم يعجب البعض من أعضاء الجمعية العمومية للنقابة واعتبروا ما تضمنه يحمل الكثير من السب والقذف وإهانة بالغة لمهنة الصحافة ونقابة الصحفيين خاصة وأن المقال نشر قبل مغادرة الوفود العربية البلاد. 

في صباح اليوم التالي مباشرة تلقي مجلس نقابة الصحفيين 3 مذكرات من بعض أعضاء النقابة طالبوا فيها بسرعة إحالة  محمد حسنين هيكل للتأديب. 

وعقد مجلس النقابة برئاسة النقيب حسين أبوالفتح جلسة عاجلة لمناقشة الأمر وانتهى إلى إصدار قرار بإحالة هيكل الي لجنة التأديب ونشر القرار في جميع الصحف. 

بالطبع لم يعجب القرار  هيكل، فكتب مقالا آخر أشد عنفا بعنوان: "أحالوني إلي مجلس تأديب.".   

وقال الأستاذ في مقاله: "إن نقابة الصحفيين ـ وليس غيرها ـ يجب أن تتقدم للمسئولين بالمطالب الآتية: 

1ـ وقف المصروفات السرية للصحفيين إذا كانت باقية لم تلغ إلي الآن. 

2ـ نشر كشوفات المصروفات السرية في كل العهود الماضية. 

3ـ تأليف لجان قضائية تفحص حسابات جميع الصحف لتعرف مصادر تمويلها". 

وأضاف: "إني لا أريد أن أدخل في مهاترة، بالألفاظ ولا أريد أن أتهم أحدا أو أتجني على أحد، إنما أريد الحقيقة كاملة لأني أريد أن تبقى صحافة مصر عزيزة مجيدة على نفس المستوى العالي الذي سجله لها طليعة من روادها وأبطالها يوم اندفعوا عزلا إلا من الإيمان لمقاومة جيوش الشر الزاحفة، ويوم استحالوا بقوة هذا الإيمان وحرارته إلى نار تحرق حصون الظلم ونور يبدد اطباق الظلام". 

 

إحالة هيكل للمحكمة  

وأرسل مجلس نقابة الصحفيين قرار إحالة هيكل للتأديب إلى محكمة الاستئناف المنوط بها هذا الأمر. 

وتقدم دفاع هيكل بمذكرة إلى المحكمة شملت دفاعه وطالب ببطلان قرار مجلس النقابة شكلا لمخالفته قانون النقابة رقم 10 لسنة 1941 والذي يلزم مجلس النقابة بالتحقيق قبل الإحالة للتأديب وهو لم يحدث. 

كما تقدم مجلس النقابة بمذكرة طالب فيها بمعاقبة هيكل تأديبيا بالعقوبات المقررة في القانون. 

وانتهت المحكمة إلى إصدار حكم ببراءة هيكل. 

 

هيكل و«توأم الصحافة».. من الزمالة إلى العداء 

الأستاذ يتضامن مع «مصطفى» فى سجنه.. ويتوسط لدى عبدالناصر للإفراج عنه 

«على» يجلس مكان هيكل فى الأهرام.. وحملة شرسة من التوأم ضد عهد عبدالناصر 

«بين الصحافة والسياسة» يوثق تمجيد مصطفى أمين للملك واعترافه بالعمالة للأمريكان.. وهيكل ينفى تعذيب الصحفى المتهم فى السجن 

 

 

كانت علاقة الصحفى مصطفى أمين، والكاتب محمد حسنين هيكل غريبة وفى غاية من التعقيد والغموض، فعند إلقاء القبض على "أمين" عام 1965، متلبسا مع مندوب مخابرات أمريكى فى حديقة منزله، وأثبتت التحقيقات أن مصطفى أمين يتجسس على مصر لحساب المخابرات المركزية الأمريكية، وتم معاقبته بالأشغال الشاقة المؤبدة. 

وأثناء سجنه كان "هيكل" على اتصال دائم معه، ووكل محاميا للدفاع عنه، وكان يرسل له أثناء سجنه، كل المستلزمات من أقلام وكتب وأوراق وأغذية، وأدوية، وتحدث أكثر من مرة مع الرئيس جمال عبدالناصر بأن يتم تخفيف الحكم عليه، ويكتفى بكشف عمالة مصطفى أمين ويتركه يرحل خارج مصر، ولكن الرئيس رفض وقال لهيكل إنه لا يمكنه العفو عن الجواسيس، واستمر هيكل في مساعدة أسرة الأستاذ مصطفى أمين أثناء محنته. 

 

بداية العداء 

وأمر الرئيس أنور السادات بالإفراج عن مصطفى أمين فى 27 من يناير 1974، وفى 31 يناير 1974 خرج الأستاذ هيكل من الأهرام بعد خلافات مع الرئيس السادات، وعقب خروج هيكل من منصبه، تم تعيين على أمين رئيسا للتحرير، وبدأت حملة شرسة من "توأم الصحافة" ضد عهد الرئيس عبدالناصر، وبعد ذلك كتب مصطفى أمين مذكراته من أول سنة سجن له حتى السنة التاسعة. 

ثم أصدر الكاتب محمد حسنين هيكل كتابه الوثائقي "بين الصحافة والسياسة" عام 1984، وتناول فيه قضية الأستاذ مصطفى أمين، وكتب فى مقدمته أنه ينشر هذا الكاتب لكل الأطراف على قيد الحياة، من أجل التاريخ، وتحدى أن يقوم أحد بتكذيب معلوماته ووثائقه. 

ونشر الأستاذ هيكل مقالات الأستاذين مصطفى أمين وعلى أمين فى تمجيد الملك فاروق والهجوم على حزب الوفد، كما نشر مقالاتهما فى تمجيد الرئيس عبدالناصر، قبل القبض على مصطفى أمين، ونشر بها أيضا وثيقة 60 صفحة بخط يد مصطفى أمين، يعترف فيها بعمالته للأمريكان وطلبه العفو من الرئيس. 

ونفى هيكل ادعاءات مصطفى أمين بتعذيبه فى السجن، مستعينا بشهادة محامى الأستاذ مصطفى أمين فى قضية التجسس، والذى أنكر وقوع تعذيب عليه، واستعان بشهادة أصدقاء مقربين من مصطفى أمين، مثل الصحفى اللبنانى سعيد فريحة، ورئيس وزراء السودان محمد أحمد محجوب، اللذين أكدوا كلام هيكل عن عدم تعرض مصطفى أمين للتعذيب. 

واتهم هيكل، مصطفى أمين، بأنه يهرب الأموال للخارج عبر أصدقاء فى المخابرات الأمريكية، واتهم توأمه على أمين بالعمالة للمخابرات البريطانية والسعودية، وأن السعوديين كان يصرفون عليه أثناء حياته بأوروبا، كما اتهم أيضا مصطفى أمين بأنه يجيد فبركة الأكاذيب ويصدقها ويزيد عليها وأنه يلعب على كل العصور. 

وحتى الآن لم يتم التعرف على سر العلاقة بين الأستاذ محمد حسنين هيكل والصحفى مصطفى أمين وما الذي جعل "هيكل" يهاجمه بعد أن كان صديق مقرب لـ"أمين". 

 

 

الصحفى السياسى 

تولى وزارة الإرشاد عام 70 بسبب حرب الاستنزاف 

اعتزل الكتابة الصحفية المنتظمة عام 2003.. وقدم تجربة حياته فى برنامج أسبوعى على قناة الجزيرة 

 

 

 

إلى جانب العمل الصحفي، شارك محمد حسنين هيكل، في الحياة السياسية حيث تولى منصب وزير الإرشاد القومي عام 1970م وذلك تقديراً لظرف سياسي وعسكري استثنائي بسبب حرب الاستنزاف بعد أن تكرر اعتذاره عنه عدة مرات. 

وشهد هيكل الحياة السياسية في مصر بفتراتها المتفاوتة، وعلى الرغم من صداقته الشديدة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر إلا أنه اختلف مع الرئيس أنور السادات، حول التعامل مع النتائج السياسية لحرب أكتوبر حتى وصل الأمر إلى حد اعتقاله ضمن اعتقالات سبتمبر 1981م.  

يعد هيكل إحدى ظواهر الثقافة العربية في القرن العشرين كما أنه مؤرخ للتاريخ العربي الحديث وخاصة تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث سجل سلسلة من البرامج التأريخية، ولديه أيضاً تحقيقات ومقالات للعديد من صحف العالم في مقدمتها "الصنداى تايمز" والتايمز" في بريطانيا.  

ونشر أحد عشر كتابا في مجال النشر الدولي بـ30 لغة تمتد من اليابانية إلى الإسبانية، من أبرزها "خريف الغضب" و"عودة آية الله" و"الطريق إلى رمضان" و"أوهام القوة والنصر" و"أبوالهول والقوميسير" بالإضافة إلى 28 كتابا باللغة العربية من أهمها "مجموعة حرب الثلاثين سنة" و"المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل". 

 كما صدر للراحل، كتب: "حرب من نوع جديد، وسقوط نظام.. لماذا كانت ثورة يوليو لازمة؟، وخريف الغضب، وحاطب الليل، والإيمان والمعرفة والفلسفة، وثورة الأدب". 

 

اعتزاله العمل الصحفى  

اعتزل هيكل الكتابة المنتظمة والعمل الصحافى في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 2003م، بعد أن أتم عامه الثمانين. وكان وقتها يكتب بانتظام في مجلة «وجهات نظر» ويشرف على تحريرها، ثم عرض تجربة حياته في برنامج أسبوعي بعنوان (مع هيكل) في قناة الجزيرة الفضائية. 

 

 

الجورنالجى .. مكتبة موسوعية متنقلة 

ترك رصيدا هائلا من المؤلفات الرصينة والقيمة.. ومثلت ذخيرة صحفية وثقافية لجميع الأجيال  

مقالات «بصراحة» الأشهر فى الصحافة العربية.. وحرر كتاب «فلسفة الثورة» للزعيم عبدالناصر 

أكتوبر 73 السلاح والسياسة.. أزمة العرب ومستقبلهم.. الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية.. خريف الغضب.. ولمصر لا لعبدالناصر.. مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان.. أشهر المؤلفات 

 

 

 

 

 

  

مثل محمد حسنين هيكل ذاكرة حقيقية للوطن، وترك رصيدا هائلا من المؤلفات الرصينة والقيمة التي أصبحت ذخيرة صحفية وثقافية للأجيال المقبلة، وثق من خلالها بتفرد كامل، تاريخ مصر والمنطقة. 

كتبه العديدة كانت تعكس غزارة اطلاعه ومتابعاته لأحداث الزمن الذي عاشه وعلاقاته بصناع السياسة في بلدان مؤثرة بالشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا والاتحاد السوفييتي سابقا. 

ففي عام 1951 صدر له كتاب "إيران فوق بركان"، يروي فيه تفاصيل رحلة شهر كامل إلى إيران في حقبة مفصلية من تاريخها الحديث. 

اشتهر محمد حسنين هيكل بمقالات "بصراحة" والتي كانت الأشهر في الصحافة المصرية، وكان هذا العنوان (بصراحة) أشهر مساحة مخصصة لمقال صحفي، ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله، حيث كان هيكل الشهير بالجورنالجي والصحفي الأول في العهد الناصري، يكتب مقاله الأسبوعي في الأهرام تحت هذا العنوان. 

وصدر له أول كتاب: إيران فوق بركان، بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهراً كاملاً، عام 1951، و في 1952 كان يلازم جمال عبدالناصر والحياة بالقرب منه ومتابعته على المسرح ووراء كواليسه بغير انقطاع، وسنوات حوار لم يتوقف معه في كل مكان. 

 وفي 1953 صدر للرئيس جمال عبدالناصر: فلسفة الثورة (كتاب)، الذي حرر هيكل بتحريره. 

كما صدرت له العديد من الكتب والمؤلفات وأبرزها: "كتاب العقد النفسية التي تحكم الشرق الأوسط، وأكتوبر 73 السلاح والسياسة، اتفاق غزة - أريحا أولا السلام المحاصر بين حقائق اللحظة وحقائق التاريخ، أقباط مصر ليسوا أقلية رسالة إلى رئيس تحرير جريدة الوفد، مصر والقرن الواحد والعشرون - ورقة في حوار، 1995 باب مصر إلى القرن الواحد والعشرين، أزمة العرب ومستقبلهم، المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل - الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية، - عواصف الحرب وعواصف السلام، المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل سلام الأوهام أوسلو - ما قبلها وما بعدها". 

كما صدر له أيضا: "المقالات اليابانية، الخليج العربي.. مكشوف تداعيات تفجيرات نووية في شبه القارة الهندية، العروش والجيوش كذلك انفجر الصراع في فلسطين قراءة في يوميات الحرب، بصراحة: أكثر من 700 مقال من يناير 1957 - يونيو 1990 (5 مجلدات من القطع الكبير)، حرب من نوع جديد، العروش والجيوش 2 - أزمة العروش وصدمة الجيوش قراءة متصلة في يوميات الحرب (فلسطين 1948)، كلام في السياسة قضايا ورجال: وجهات نظر (مع بدايات القرن الواحد والعشرين)، كلام في السياسة عام من الأزمات ! 2000 - 2001، كلام في السياسة نهايات طرق: العربي التائه 2001، كلام في السياسة الزمن الأمريكي: من نيويورك إلى كابول، سقوط نظام، لماذا كانت ثورة يوليو 1952 لازمة ؟، الإمبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق، استئذان في الانصراف رجاء ودعاء.. وتقرير ختامي، المقالات المحجوبة (نشرت في جريدة المصري اليوم)، خريف الغضب: قصة بداية ونهاية عصر أنور السادات.". 

ومن بين مؤلفاته: "مدافع آية الله، قصة إيران والثورة، لمصر لا لعبدالناصر، عند مفترق الطرق، حرب أكتوبر ماذا حصل فيها وماذا حصل بعدها، مبارك وزمانه من المنصة إلى الميدان". 

 

أسرة الأستاذ 

 

تزوج بالسيدة هدايت علوي تيمور منذ يناير 1955 وهي من أسرة قاهرية ثرية اشتهرت بتجارة فاكهة المانجو، وهي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية، وله منها ثلاثة أولاد: 

الدكتور علي هيكل وهو طبيب أمراض باطنية وروماتيزم في جامعة القاهرة، وهو متزوج بالدكتورة إيناس رأفت. 

الدكتور أحمد هيكل وهو متزوج بالسيدة مي العربي. 

حسن هيكل وهو متزوج برانيا الشريف. 

له حتى الآن سبعة أحفاد هم: هدايت، محمد، تيمور، نادية، منصور، رشيد، علي. 

 

رحيل هيكل 

رحل الكاتب الصحفي الشهير هيكل عن 93 عاما، ومع رحيله، توقف ظهوره المتقطع في وسائل الإعلام المصرية والعربية، فقد نعته وسائل إعلام عربية عديدة بتمجيد سيرته، مثل وصفه بـ"أيقونة الصحافة العربية" و"صحفي القرن" و"ذاكرة مصر والعرب في مائة عام". 

وهيكل من أكثر الشخصيات التي أثارت الاهتمام والجدل على امتداد عقود في العالم العربي، فطورا كان يُنظر له على أنه مطلع كبير على أسرار مطابخ السياسة في الشرق الأوسط، وطورا آخر يجري الاهتمام بما يفكر به، ونظرا لتقاطع أبعاد كثيرة في شخصيته، كصحفي وكاتب، وسياسي، ومقرب من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وخصم لساسة آخرين مصريين وأجانب، فقد كان دائما مثار جدل كبير.