الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حوار| أحمد شوقى: رئاستي لـ«فيبرسى» أحد تجليات تراجع السيطرة الغربية على السينما

أول رئيس مصري وعربى وأفريقى للاتحاد الدولى للنقاد فى حوار مع «البوابة»

الناقد أحمد شوقي
الناقد أحمد شوقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

-ملف الشئون العربية جعل الاتحاد يثق في قدراتي.. وأضفت 5 مهرجانات من المنطقة العربية

-العلاقة مع الاتحاد طيبة منذ انضمامنا في 1972..  و4 لجان بمصر كافية

-البُعد عن عمل «فيبرسي» يجعلك ضيفًا وتعلمت كثيرًا من أزمة مهرجان القاهرة 

-تطوير قدرات أعضاء جمعية نقاد السينما هدفنا.. وتغلبنا على أزمة الموارد بإصدار مجلة إلكترونية

-من حق الجميع إبداء رأيه في الأعمال سواء كان متخصصًا أو لا

-سعيد بعملي في «الجونة» ومنصبي به ليس تراجعًا

-طبيعة عملي في منصة «Viu» مشابهة للإشراف على كتابة الأعمال الدرامية

-لم أكن أتخيل وقت عملي بالصيدلة تحقيق كل ذلك في مهنة 

 

 

لم يمنع الطريقان الدراسي والعملي، اللذان سلكهما الناقد السينمائي أحمد شوقي بدراسة الصيدلة والعمل في مجال الأدوية، شغفه بالفن والكتابة عنها، فأرسل مقالاته إلى المجلات والمواقع وهو مستمر في عمله، وفي لحظة ما أدرك أن الكتابة النقدية لا بد أن تكون عمله الأساسي، وبكل تأكيد لم يكن يدرك وقتها أنه سيتمكن من أن يحقق كل ذلك، من عمله في مهرجان القاهرة مبرمجًا للأفلام، ثم مديرًا فنيًا له، ومشرفًا على الكتابة في بعض الأعمال الدرامية، ورئيسًا لجمعية نقاد السينما المصريين، وصولًا إلى توليه رئاسة الاتحاد الدولي للنقاد «فيبرسي» كأول مصري وعربي وأفريقي يحصل على هذا المنصب مع اقتراب مرور قرن على إنشاء الاتحاد، إلى جانب عمله في منصة «viu» كمسئول عن المحتوى في الشرق الأوسط، وتعاونه المتعدد مع بعض المهرجانات في المنطقة، كما أصدر 8 كتب.. والسطور التالية محاولة للتعرف على ما يدور فى ذهن الناقد أحمد شوقى بعد انتخابه بالإجماع فى هذا المنصب الدولى.

غربى على مدى قرن

الثقافة السينمائية عامة التي من بينها اتحاد النقاد «فيبرسي» كانت المركزية الغربية هي الأساس فيها، فهذا الفن ظهر أولًا في الغرب ولم يكن له أي جذور هنا على عكس الشعر والمسرح والعمارة والأدب، التي كان لها بعض الصور في العالم العربي، حتى إن كان فن السينما قد وصل إلينا مبكرًا في مصر، لكن الحقيقة الثابتة أن الاتحاد منذ تأسيسيه عام 1925 كان غربيًا تمامًا.

وعن العلاقة بين مصر والاتحاد طول الـ50 عاما الماضية، قال شوقى: حين انضمت مصر عام 1972 عقب تأسيس جمعية نقاد السينما المصريين، كانت وما زالت العلاقة طيبة لكنها كانت محدودة ومقتصرة على الأشخاص القليلين الذين كانوا يسافرون إلى المهرجانات الكبرى مثل سمير فريد أو فوزي سليمان، ولم يكن هناك أي انخراط حقيقي في عمل الاتحاد، كان لنا 4 مقاعد بحد أقصى في لجان تحكيم «فيبرسي» خلال العام.

وبالنسبة للدول الأخرى التى ما زالت بعيدة عن عمل الاتحاد، أوضح «شوقى» أنه ما زال يلاحظ ذلك حتى الآن حين يأتي مملثون عن بعض الجمعيات، فهم مجرد مشاركين في الاجتماعات أو مصوتين في الانتخابات، كونك بعيدًا عن المركز ولست محتكًا مباشرة مع عمل الاتحاد يجعلك تقف موقف الضيف دائمًا، وعلى سبيل المثال فإن تونس والمغرب لم ينضما إلا في بداية الألفية الثالثة.

تواجد عربى متزايد

وحول أسباب حدوث تراجع فى فكرة المركزية الغربية، قال إن العالم يشهد تغييرا في المفاهيم، خاصة المتعلقة بسيطرة الرجل الغربي الأبيض والاتحاد ليس منفصلًا عن ذلك، وهناك تراجع لفكرة مركزية أوروبا الغربية وأمريكا على الثقافة السينمائية، ودخولي مجلس الإدارة ثم انتخابي نائبًا ثم الرئيس هى إحدى تجليات هذا التغير، ورغبة من الاتحاد في التخلص من الهيمنة الغربية وإعطاء فرص لنقاد قادمين من مناطق مختلفة، شريطة أن يتمتعوا بالقدرة على الانخراط داخل الاتحاد.

وأضاف: نحن بالفعل في مركز الأحداث منذ فترة، فالمنطقة العربية كان بها لجنتا تحكيم للاتحاد فقط في مهرجاني القاهرة وقرطاج، ولكن تمت إضافة الجونة والأقصر والإسماعيلية من مصر ومهرجاني عمان والرباط، وكنا أيضا وسطاء بين النقاد والاتحاد، فدعونا الناقد أحمد العياد ليكون ناقدًا في لجنة «فيبرسي» في مهرجان الإسماعيلية، رغم أن السعودية ليست عضوًا في الاتحاد، وقبلها بعامين وجهنا الدعوة إلى الناقدة لمى طيارة، وأيضا سوريا ليست عضوًا، فهناك مواهب كبيرة تستحق، لكن بسبب طبيعة الاتحاد كان هؤلاء بعيدين عن البؤرة، وليس هدفي المنطقة العربية وأفريقيا فقط، ولكن شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، فهما يحتاجان لاهتمام كبير.

وعن سفره الأول لمصر للمشاركة في أعمال الاتحاد، قال «شوقى» إن «فيبرسي» لا يدفع تكاليف السفر للمشاركين في الجمعيات العمومية، وفي اجتماعات الأعضاء ينسق فقط مع المهرجانات لاستقبالنا كحضور ولكن الأعضاء يتحملون تكلفة السفر، لذا فالإقبال على المشاركة لا يكون كثيرا خاصة لدى الجمعيات التي لا تتمتع بميزانية كبيرة، مضيفا: «منذ 10 سنوات طلبت السفر لتمثيلنا في الجمعية العمومية، كنت وقتها السكرتير العام وعندي مراسلات الاتحاد، وكان رئيس الجمعية الناقد الراحل محسن ويفي، ولم يكن هناك أي شخص متحمس للسفر، فأبديت رغبتي، وكان الاجتماع في إيطاليا، وتحملت تكلفة السفر».

وتابع: «منذ البداية، كان في ذهني إحداث تغير في طريقة تعامل الاتحاد مع المنطقة، حين سافرت تحدثت عن موقف الاتحاد من المنطقة العربية، التي تشهد تغيرا، فكل برامج المهرجانات الكبرى تضم أفلامًا عربية فضلًا عن حصدها الجوائز، إلى جانب الحضور الكبير للصناع والنقاد والصحفيين في مهرجانات مثل كان وبرلين وغيرهما، ولكن التعامل مع المنطقة كأنها ليست موجودة، حتى إن الشخص الذي كان مسئولًا عن المنطقة وهو الصديق التونسي لطفي حسونة مقيم في أوروبا، وعرض عليّ بعدها تولي ملف الشئون العربية، وأصبحت عضوا في مجلس الإدارة لكن مكلفا، فهناك نوعان من الأعضاء في المجلس، المنتخبون وهم الرئيس ونائبان له، وأعضاء مكلفون مثل الشئون العربية أو الجائزة السنوية، وبدأت العمل في 2018، وتمت إضافة المهرجانات التي ذكرتها من قبل، مع زيادة عدد المشاركين من مصر والمنطقة في اللجان».

الطريق إلى الرئاسة

وحول انتخابه نائبًا للرئيس ثم رئيسًا للاتحاد، أوضح: «في انتخابات 2021 كان هناك مقعد على منصب نائب الرئيس، فطلبوا مني الترشح بعد النجاحات التي حققتها، والانتخاب يكون لعامين ثم يجدد لمرة واحدة، وكان من المفترض أن أنتخب لدورة أخرى نائبًا للرئيس، كعادة الأمور، لكن رئيسة الاتحاد كانت قد أكملت دورتين إلى جانب عام إضافي بسبب جائحة كورونا، فكان هناك دعوة للترشح على مقعد الرئيس»، مضيفا: «للتوضيح ليس من حق الشخص ترشيح نفسه، فلا بد أن ترشحك جمعية بلدك أو غيرها أو شخص من الاتحاد، ومجلس إدارة جمعية النقاد وافق على ترشيحي، ثم جاء ترشحان آخران لي من أوكرانيا ومقدونيا الشمالية، ربما لأني عملت خلال الفترة الماضية على ملف العضويات الجديدة، وكان ملفًا شائكًا ويتعطل كثيرًا، إلى جانب بعض الأمور الأخرى، وأغلق باب الترشح ولم يكن هناك غيري قد ترشح على المقعد، وفي الجمعية العمومية التي أقيمت في المجر، حضر ممثلون عن 16دولة، فزت بالتزكية وبالإجماع».

ولفت إلى أن أي عضو في أي مكان يحق له حضور الجمعية العمومية فهو متاح لكل شخص تحت مظلة الاتحاد، وعددهم تقريبا 2500 ناقد، لكن من يصوت هو الشخص المفوض من جمعيته للتصويت أيًا كان منصبه أو مجرد عضو في الجمعية.

نمط الحياة والرئاسة

وعن ثقل المهام الموكلة له كرئيس للاتحاد، قال: لا أعتقد أن نمط حياتى سيتغير، فأنا أسافر بانتظام أغلب المهرجانات الكبرى، ربما فقط مهرجان فينيسيا لم أسافره، وستكون هذه فرصة للقاء أعضاء الاتحاد ومجلس الإدارة، ومنذ جائحة كورونا وأغلب الاجتماعات «أونلاين»، والمجلس مكون من 5 أو 6 أشخاص كل منهم مقيم في بلد، وفكرة الاجتماع الحقيقي صعبة، وهناك لقاءان ثابتان في مهرجان برلين والجمعية العمومية التي تقام منذ عدة سنوات في المجر، إلى جانب اجتماعات شهرية لأعضاء المجلس عبر تطبيق «زووم»، ولذلك لا أظن أن هناك أي تغيير في نمط حياتي وعملي بسبب رئاسة الاتحاد.

وعندما سألناه حول إمكانية إضافة مهرجانات أخرى سواء من مصر أو الدول العربية الأخرى، أوضح شوقى: «بالنسبة لمصر أرى أن 4 مهرجانات عدد كاف، أما المنطقة العربية فلا بد أن نتواجد في مهرجان البحر الأحمر السعودي، ومراكش المغربي باعتبارهما من أكبر المهرجانات، والتوجه العام حاليا في الاتحاد التواجد في مهرجانات نوعية تقدم أفلاما مختلفة متعلقة بقضايا ما أو سينما خاصة بمنطقة محددة، شريطة أن يكون مهرجانًا جادًا ومحترمًا، بهدف الاطلاع على أفلام جديدة لم يتم مشاهدتها من قبل في المهرجانات الكبرى، الاتحاد لديه 80 مهرجانًا يقيم فيه لجان، وأحيانا يكون هناك صعوبة في استكمال بعض اللجان بسبب ضعف الإقبال عليها، لكونها مهرجانات صغيرة أو في بلاد بعيدة».

خطوات المستقبل والنظرة إلى النقد

ويرى رئيس اتحاد النقاد الجديد أن المُلح الذي يجب العمل عليه في الاتحاد هو طريقة عمل النقاد وكيف يطورون من أنفسهم في ظل تحديات العصر الذي نعيشه، فوقت تأسيس الاتحاد كان الزمن له طبيعة مختلفة، وهناك وسائل إعلام واضحة وصحف معروفة ومحطات راديو قبل ظهور التليفزيون، لكن العصر تغير تمامًا وتعاطي الناس مع فكرة النقد اختلفت، وممارسة النقد أصبحت من قبل الجميع بغض النظر عن السن أو الخبرة أو امتلاك الأدوات، لذا يجب التفكير في هؤلاء الأشخاص الذين يعد النقد صنعتهم الرئيسية، كيف يمكنهم إيجاد طريق لكي لا يصبحون خارج إطار الزمن، لا معنويًا ولا ماديًا.

وأضاف: «هذا الأمر ما زال محل دراسة، ولا يستطيع أحد تكوين وجهة نظر نهائية وصحيحة إلا بعد سنوات، لكن بشكل شخصي وأظنه كذلك موقف الاتحاد، أننا مع حرية إبداء الرأي، أن يعبر كل إنسان عما يشعر به اتجاه العمل الفني، دون أي سلطة نقابية، وأنت تعرف أننا في جمعية النقاد بمصر نقول باستمرار نحن لسنا نقابة لكن جمعية لمجموعة من النقاد، ليس شرطًا أن تنضم إلينا لتحمل صفة ناقد، هذا هو جوهر الموضوع، لكن دورنا كاتحاد محاولة مساعدة ممارسي المهنة وبحث أوضاعهم في وقت تغيرت فيه مهنة النقد بشكل عام عن وقت ظهوره، وكذلك في وقت يعمل فيه النقاد وظائف أخرى لكي يوفروا متطلبات حياتهم».

نقد القصة

وانتقلنا بالحديث إلى اللوم الموجه أحيانا لبعض النقاد عن تناول القصة فقط في مقالاتهم، فجاء رده: «كما تعلم فإن النقد عملية واسعة وتستوعب نطاقات كثيرة، والكتابة في مكان موجه للجمهور تختلف عن الكتابات المتخصصة، ولا يوجد إجابة بأن هذا نقد صحيح والآخر لا، وأي متابع للصحافة العالمية سيجد اهتماما كثيرا بتناول القصة، لكن مع التأكيد ليس مجرد «حدوتة» الفيلم، لكن دلالاتها وكيف قدمها الفيلم وغيرها من الأمور، وهذه النسبة الأكبر من أي مقال لأنه موجه للجمهور، لكن هذا يختلف حين تكون الكتابة لمكان أكثر تخصصًا فنرى دراسات متعمقة عن الأفلام سواء في الصورة أو الصوت أو المونتاج وغيره، وأرى أننا في مصر في حاجة لهذين النوعين من الكتابة».

أزمة الموارد في جمعية النقاد

وكان من الطبيعى أن نتحدث معه عن جمعية نقاد السينما المصريين التى يرأسها وأزمات الموارد المالية التى تواجهها، فقال: «الدولة لديها أزمة موارد واضحة، ولا نستطيع أن نطلب منها أموالًا لكي يمارس النقاد عملهم أو السفر لحضور المهرجانات، أو حتى من أجل تنظيم مهرجان خاص بالجمعية، وأغلب الأعضاء يمارسون مهن أخرى لكي يتمكنوا من تلبية احتياجات حياتهم، لذا فإن فكرة تدبير موارد من أجل أن تعمل مثل جمعيات في دول أخرى بلا جدوى، وأقصى ما يمكن فعله أن يدفع لك رجل أعمال أموالا ستنفق في شهور ولن يدفع لك مرة أخرى، لذا كان إصدار مجلة إلكترونية تستغل فيها قدراتك أمرا مثاليا، والمجلة أحدثت صدى جيدا في الطبعات الثلاث الماضية، ونحن بصدد إصدار العدد الرابع، والعدد الواحد لم يكلفنا أكثر من 2000 جنيه تقريبا للأمور المتعلقة بالإخراج الصحفي».

وبخصوص تطوير قدرات أعضاء الجمعية، أوضح أنه أمر مطروح منذ تشكيل مجلس الإدارة الحالي، وقال: نحن قدمنا 5 دورات لتطوير أشخاص من خارج الجمعية ومن بينهم من انضم إلينا فيما بعد، ونرى أنه لن نجد مواهب كثيرة مرة أخرى، لذا فمن المهم، وهو ما سيحدث بنهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل، هو تطويرنا نحن، من خلال ورش متقدمة موجهة للنقاد المحترفين.

دعم القاهرة والجونة وغياب «سند»

وبالحديث عن دعم مهرجاني لمشروعات الأفلام وغياب دعم «سند» الإماراتي، قال إن دعم القاهرة والجونة فرق مع أفلام مهمة شاركت في مهرجانات كبرى وبعضها حصد جوائز، وفي المنطقة مشروعات دعم أخرى مثل ورش أطلس في مراكش، وأيام صناع الأفلام في عمان، وتكميل في قرطاج، والميزة بالنسبة للمشروعات تنقلها بين أكثر من مهرجان، فليست كالأفلام التي تحصل عليها المهرجانات في عرضها العالمي أو الدولي أو الأفريقي أو الشرق الأوسطي الأول، وبالطبع غياب «سند» مؤثر، لكن دعم مهرجان البحر الأحمر تخطاه، وهذا أحدث فارقًا كبيرًا بالنسبة لمشروعات الأفلام.

أزمة مهرجان القاهرة

وعند الحديث عن استقالته من مهرجان القاهرة هل اعتبرها «مرحلة وعدت»؟، قال لا يوجد ما يسمى «مرحلة وعدت»، كل تجربة لها دروس والشخص يتعلم منها حتى لو قاسية، لكن المعيار دائما أن يكون كل يوم أفضل، «الضربة اللي مش بتموتك بتقويك»، بالتأكيد تجربة مهرجان القاهرة والخروج منها في ذهني دائمًا، لكن لا أربط الموضوعات ببعضها البعض، ولا أعتبر أن هذا تعويض عن ذلك، المهم أنني لم أتوقف يوما عن العمل، ربما يكون الوضع الآن أفضل، لكن بعد وقت ربما يكون عكس ذلك.

أما بخصوص عمله في الدورة التي توفي فيها يوسف شريف رزق الله تحت لقب قائم أعمال وليس مديرًا فنيًا، قال أنا لا أنظر إلى الأمور بهذا الشكل، فلست طامحا للمنصب أحصل على معاش بسببه، المهم أنني عملت بكل جدية خلال فترة مسئوليتي عن الإدارة الفنية، وكيف تلقيت ردود الفعل على ذلك من الصناع والناس، وكل خطوة يقدمها الإنسان تقوده لخطوة أخرى.

«شائعة»

خرجت أحاديث بعد مغادرته لـ«القاهرة» عن توليه مسئولية الإدارة الفنية لـ« البحر الأحمر» السعودي، وعندما سألناه عن ذلك، قال: «مجرد شائعة، أنا على صلة بالمهرجان في أمور أخرى، إلى جانب عملي مبرمجًا في مهرجان مالمو للفيلم العربي، ومهرجان طرابلس اللبناني».

مهمة جديدة في «الجونة»

وقبل أيام من انطلاق الدورة السادسة لمهرجان الجونة تحدثنا عن منصبه مديرا لـ«منطلق الجونة»، أوضح أنه لأول مرة سيكون منخرطا في مشروع لتمويل المشروعات أفكار أو سيناريوهات، وهو أمر مختلف عن أغلب عمله المتعلق بالبرمجة أو الإدارة الفنية في المهرجانات، فقد عمل في برامج دعم كثيرة مستشارا أو قارئا أو عضو لجنة تحكيم، لكن لأول مرة يدير المشروع، وأنه مستمتع بالتجربة وتعلم منها الكثير، مضيفا: «وصلنا لقائمة ممتازة من 20 مشروعًا، وجوائز مادية جيدة، بالتأكيد المشروعات تستهدف الاستفادة فنيًا لكن بحاجة لأموال لكي تتحقق».

وعن اعتبار البعض أن منصبه بالجونة يعد تراجعًا، قال: «لم أكن رئيسًا للوزراء ثم أصبحت وزيرا، كان سيأتي يومًا وأغادر مهرجان القاهرة السينمائي، هل سأعتزل العمل في سن الثلاثينات لأنني وصلت لمنصب مدير فني لمهرجان القاهرة أم أنتظر عرضًا من مهرجان برلين أو كان، المهم أن أحقق نجاحات في المهمة التي أعمل بها وأحدث فارقا، وأنا طول الوقت أعمل في مهام مختلفة مع مهرجانات مختلفة».

«الإشراف على كتابة الأعمال الدرامية»

وعما إذا كان يفكر فى خوض تجربة الإشراف على كتابة بعض الأعمال الدرامية، مرة أخرى، قال الناقد أحمد شوقى: إن عمله مع منصة «Viu» يعتبر في المجال نفسه، فهو المسئول عن تطوير المحتوي الدرامي الذي يعرض من خلال المنصة في الشرق الأوسط، كما يعمل مستشارًا لبعض الأفلام.

«لا أحد يستطيع ذلك»

ومع نهاية الحوار معه كان لا بد من الحديث عن انتقاله من عالم الصيدلة إلى النقد وتخطيطه لذلك، قال: «سأكون كاذبًا لو قلت إنني وقتها كنت موقنًا بكل ما حدث، لا أظن أن أحد يعرف أن يخطط بهذا الشكل ولكل هذه المدة الزمنية، أنا دائما أسعى وأجتهد وأحاول أن أنجح في الفرص التي تتاح لي، لكن هذا سيصل بي إلى أين في النهاية، لا أعلم».