الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بلال وعفراء وعمران ملائكة نجوا من الكوارث .. 3 أطفال علموا العالم معنى الحياة

الطفل عمران
الطفل عمران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الكوارث الطبيعية والأحداث الصعبة لها تأثير مدمر على حياة الكثيرين حول العالم، ومن بين الأشد تأثرًا بهذه الأحداث هم الأطفال.
والأطفال هم أكثر الضحايا حيث يكونون عرضة للخطر فى هذه الأوقات، ولكن فى الوقت نفسه، فإنهم يمثلون رمزًا للصمود والأمل، 

نلقى نظرة على ثلاث قصص ملهمة لأطفال نجوا من الكوارث: بلال وعفراء وعمران. لتبقى قصصهم تلمع كأشعة الأمل فى أعماق الظلام.

بلال الناجى من زلزال المغرب

بعد زلزال المغرب العنيف الذى هز المنطقة يوم الجمعة الماضي، ٨ سبتمبر، تركت الكارثة أثرًا عميقًا على سكان المنطقة. وفى وسط هذه الكارثة، تبرز قصة طفل رضيع أصبح رمزًا للصمود والتحدي. هذا الطفل الصغير هو بلال، وعمره ١٣ يومًا فقط عندما واجه أكبر تحديات حياته.
فى قرية تفكاغت الجبلية القريبة من مدينة مراكش ، كانت لحظة الزلزال مصدرًا للرعب والفزع بين السكان. بدأ الناس فى البحث عن أحبائهم تحت الأنقاض، فى محاولة يائسة لإنقاذ من كانوا يحبونهم. وكان بلال هو واحد من هؤلاء الأطفال الذين أصبحوا عالقين تحت الأنقاض بعد الزلزال.
اكتشف أهالى القرية وجود الرضيع بلال بالصدفة، حينما سمعوا صراخه الخافت تحت الأنقاض. تجمعوا حول مصدر الصوت وبدأوا فى نبش الأنقاض بايديهم ، سعيا للعثور على الصغير الذى كان فى خطر حقيقي. عثروا على بلال فى حضن والدته، السيدة خديجة، التى فارقت الحياة وهى تحتضن ابنها الرضيع. كانت جثتها تحمل علامات الدمار الشديد الناتج عن الزلزال، لكن بلال نجا بفضل وجوده فى حماية والدته.
عم بلال، شارك فى جهود البحث والإنقاذ بجانب الأهالي، وقال: "نجا بمعجزة من موت محقق". كانت تلك اللحظة من أصعب اللحظات التى عاشها بلال وعملوا جميعًا بلا كلل لضمان نجاته.
جدة بلال، وهى والدة السيدة خديجة، عبرت عن حزنها العميق لما تعرضت له العائلة. لقد فقدت ابنتها وحفيدتها فى الزلزال المدمر، وهو حدث مأساوى تسبب فى ألم بالغ. لكنها فى الوقت نفسه تحمد الله على نجاة حفيدها بلال، وتتمنى له مستقبلًا أفضل.

عفراء الرضيعة الباقية من الزلزال التركي

عفراء، الطفلة السورية الصغيرة التى شكلت معجزة حية بعد زلزال مدمر ضرب سوريا وتركيا فى فبراير ٢٠٢٣. وُلِدت تحت أنقاض منزلها فى بلدة جنديرس شمالى سوريا بعد وفاة والديها وأربعة من إخوتها.
بعد الزلزال القوي، انقطعت أسرتها عن العالم تحت الأنقاض. بينما كانت والدتها فى آخر أيام حملها، جاءها المخاض وولدت عفراء تحت الأنقاض. نجت الرضيعة بمعجزة وجدت متصلة بأمها بواسطة الحبل السري.
بعد عشر ساعات من المعاناة والصمود، اكتشفها الأهالى وانتشلوها بأمان. تم اطلاق اسم "آية" عليها نسبةً لمعجزة نجاتها. لكن عائلتها الجديدة الذين تبنوها أعطوها اسم "عفراء" على اسم والدتها الراحلة.
الآن عمرها ستة أشهر، وهى تعيش بسلام وسعادة فى منزل عائلتها الجديد. قصتها تُذكِّر العالم بالإرادة البشرية والأمل فى وجه الكوارث. تجسد عفراء قوة الإصرار وقدرة الإنسان على التغلب على الصعاب. رغم ما مرَّت به، إلا أنها تبتسم الآن وتعيش حياة مليئة بالحب والعناية من عائلتها الجديدة، وتبقى دليلاً على عظمة الحياة وقوة البقاء.

عمران.. الطفل الصامت بعد زلزال حلب

عمران دقنيش، الطفل السورى الذى أصبح رمزًا لمعاناة حلب فى أغسطس ٢٠١٦. وُلِد عمران فى مناطق المعارضة فى حلب، وأثناء القصف العنيف الذى تعرضت له المدينة تعرض منزل عائلته للقصف مما أسفر عن انهياره.
فى ذلك اليوم المشئوم، تم انتشال عمران من تحت الأنقاض بعد أن أصيب وعانى من الصدمة. انتشرت صوره بسرعة على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. واكتسبت الصورة شهرة عالمية كرمز لمعاناة الأطفال فى الحروب.
عمران لم يتحدث ولا بكى فى تلك اللحظة الصعبة. كان يجلس فى سيارة إسعاف ملطخة بالدماء والأتربة، حيث كانت علامات الصدمة واضحة على وجهه. شكلت الصورة مشهدًا مؤثرًا يجسد مأساته ومأساة الكثيرين فى حلب.
رغم تعرضه للصدمة ، تمكن عمران من النجاة، وتمت معالجته ورعايته بعد الحادث. وبفضل عمليات الإسعاف والرعاية الطبية، تحسنت حالته تدريجيًا.
فى السنوات التى مرت بعد الحادث، نشرت وسائل الإعلام صورًا جديدة لعمران، الذى أصبح فى الخامسة من عمره. ظهر فى الصور بصحة جيدة وكأنه تجاوز مأساته الأولى. تظهر الصور كيف تمكن عمران من التعافى واستعادة براءته الطفولية.