الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

«النيروز».. عيد خلد به الأقباط ذكرى شهداء الكنيسة

أيقونة قبطية
أيقونة قبطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل الكنيسة القبطية الإرثوذكسية، الأحد المقبل 11 سبتمبر بـ"عيد النيروز" أو كما يطلق عليه عيد الشهداء، وهو يوم رأس السنة القبطية الذي يُعد امتداداً للتقويم المصري القديم، والتقويم القبطي مكون من 13 شهر  ويحمل نفس الشهور القديمة بلا أي اختلاف في العدد او الأسماء يبدأ بشهر توت وينتهي بشهر نسيء.

وتعنى كلمة «النيروز» باللغة القبطية الأنهار، وبالفارسية تعنى اليوم الجديد، أما بالسريانية فتعنى العيد، وأتى لفظ نيروز من الكلمة القبطية (نى- يارؤو) الأنهار، لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل، وحينما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف الـ«سي» للأعراب كعادتهم، فأصبحت «نيروس» فظنها العرب كلمة نيروز الفارسية، أما فى اللغة الفارسية فتعنى اليوم الجديد (نى = جديد، روز= يوم) وهو عيد الربيع عند الفرس، ومنه جاء الخلط من العرب، ومع عصر الإمبراطور دقلديانوس.

جذور عيد النيروز

يرجع عيد النيروز إلى أواخر القرن الثالث حيث تولى “دقلديانوس” الإمبراطورية الرومانية، وعرف عهده بعصر اضطهاد الأقباط ووصل عدد الشهداء على يد جنوده إلى 840 ألف شهيداً، وبرغم مرور ما يقرب من ثلاثة قرون على وقوع مصر في تحت قبضة الأمبراطورية الرومانية - حرب أكتيوم (27ق.م)- إلى أنه قد احتفظ المصريون بمواقيت وشهور سنيهم التى يعتمد الفلاح عليها فى الزراعة مع تغيير عداد السنين، وقامت الكنيسة القبطية الارثوذكسية الممثلة في البابا بطرس الاول، بتصفير التقويم المصري القديم واطلاق التقويم القبطي وجعلت سنة 284م أول سنة بالتقويم القبطي ؛ تكريماً لشهداء الكنيسة القبطية وتخليداً لذكراهم.

وأما عن أشهر طقوس ذلك العيد، فقد عبر الأقباط «رمزيا» عن هذا العيد بالمأكولات، وذلك عن طريق البلح والجوافة، حيث إن البلح فى لونه الأحمر يذكرنا بدم الشهداء، الذى سُفك حبا في المسيح، أما حلاوة البلح فتُذكرهم بحلاوة الإيمان المستقيم، وصلابة نواته تُذكرهم بقوة الشهداء الروحية وصلابتهم وتمسكهم بإيمانهم حتى الموت، أما الجوافة فقلبها أبيض، وهذا يرمز إلى قلب الشهداء الأبيض النقيّ، أما وجود بذور كثيرة داخلها، ففى ذلك إشارة لكثرة عدد الشهداء.

ويقول البابا شنودة الثالث عن عيد النيروز:  "فرحة عيد النيروز يجب أن تكون فرحة روحية خاصة، وعيد النيروز هو عيد السنة القبطية، أى بداية جديدة ما يجعلنا نهتم بالجلوس مع أنفسنا ومحاولة تغيير حياتنا للأفضل".
وأضاف البابا: "من الجميل أن يبحث الإنسان عن الفرص التى تجعله يجلس مع الله وأن يفكر فى حياته الأبدية.. البعض فى بداية أي عام سواء قبطى أو عيد ميلاد أو عيد زواج يجلس مع نفسه ليفكر فى حياته، والانشغال الدائم بالعالم قد ينسى الإنسان من محاسبة نفسه".