الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

كيف كانت الحرب الروسية الأوكرانية كاشفة لأهمية توفير المحاصيل في مصر؟.. الزراعة تعتزم وضع خطة لزيادة المساحة المزروعة من فول الصويا

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ألقت لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والاستثمار بمجلس الشيوخ  برئاسة النائب هاني سري الدين، الضوء علي ما تضمنته وثيقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2023/24 المقدمة من وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد، فيما يتعلق بتداعيات الأزمات العالمية على الاقتصاد العالمي، ومنها مصر.

 كانت الحرب الروسية الأوكرانية كاشفة لأهمية اعتماد مصر على توفير المحاصيل الزراعية والزيوت الاستراتيجية ذاتيًا، والبحث عن بدائل للاستيراد والشراكة مع القاع الخاص لتطوير تلك الصناع وتوطينها.

وثيقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية

 وسلطت اللجنة الضوء علي ارتفاع الفاتورة الاستيرادية للحبوب والزيت الخام ومشتقاته، موضحة أن الوثيقة أكدت زيادة الواردات المصرية من المواد الغذائية بشكل مطرد بسبب قصور الإنتاج المحلى في تلبية احتياجات الاستهلاك المحلى فقد ارتفعت قيم الواردات الغذائية من الحاصلات الزراعية من نحو الخطة مدی 6،41 مليار دولار عام 2017 لتتجاوز 11 مليار دولار عام 2021 وتوقع بلوغها نحو 12 مليار دولار عام 2022.

 وتؤكد وثيقة الخطة على أن الحرب الروسية الأوكرانية من شأنها إضافة مزيد من الأعباء من منظور الامن الغذائي المصرى.

الانتاج المحلي من الزيوت

معدل الاستهلاك السنوى من زيت الطعام يقرب من 2.4 مليون طن سنويا، حسب تصريحات على مضيلحي وزير التموين في أكتوبر الماضي في مؤتمر تحت عنوان "الاستثمار والترويج لصناعة الزيوت".

وأضاف مصيلحي أنه تم وضع خطة لزيادة المساحة المزروعة فول صويا بالتنسيق مع وزارة الزراعة، وأنه تم البدء بمساحة 250 ألف فدان.

واستكمل  لافتا إلى ضرورة التوجه للزارعة خارج حدود مصر لزيادة معدلات الإنتاج من الفول الصويا وعباد الشمس مع التنوع فى البذور الزيتية، لافتا إلى أنه يتم اختيار الموقع المناسب للقرب من مناطق الاستهلاك، وتم اختيار موقع برج العرب وكذلك موقع مدينة السادات داخل المجمع الصناعى بالمدينة.

كما أشار  إلى استهداف مشاركة عدد من الشركات فى تطوير قطاع الزيوت، لأننا نستهدف حاليا الزراعات خارج الحدود المصرية، لأن عددا من أنواع الزيوت لايمكن زراعتها في مصر، وتم اختيار مدينة برج العرب بالإسكندرية، لإنشاء أكبر مجمع صناعي لصناعة الزيوت في الشرق الأوسط.

بذور القطن

وبحسب دراسات منشورة فتساهم بذور القطن في إنتاج مصر من الزيوت النباتية بحوالي 90٪، لكن تقلص المساحة المزروعة بالقطن خلال العقود الماضية من حوالي 993 ألف فدان عام 1990 إلى حوالي 500 ألف فدان حاليًا خفض من تلك القدرات الإنتاجية، ترتب على ذلك زيادة قيم الواردات من الزيوت لتصل إلى حوالي 1.7 مليون طن، ويشكل زيت النخيل ثلثي هذا الرقم، بينما يشكل زيت عباد الشمس والذرة النسبة المتبقية. 

 

يجري توفير غالبية الاستهلاك المحلي من زيت النخيل من خلال الواردات، بشكل أساسي من إندونيسيا، التي تزود مصر بنسبة 50% من زيت النخيل المستورد. وتستورد مصر أيضًا الزيوت النباتية من كل من: ماليزيا وسنغافورة، والسعودية، والصين، وألمانيا. 

أما عن زيت عباد الشمس، فتغطي مصر معظم احتياجاتها المحلية من ذلك المنتج من خلال الواردات، كانت أوكرانيا تشكل حوالي 55% من واردات مصر من زيت عباد الشمس، بينما تغطي روسيا 19%.

وهو ما نوهت له اللجنة في  وثيقة التنمية بأنه يتم تدبير الواردات من الحاصلات الزراعية من عشر دول تأتى في مقدمتها روسيا بنسبة 21 %، وتحتل أوكرانيا المركز الثالث بنسبة 15%، بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وتبرز الأهمية الاستراتيجية التي تحظى بها روسيا وأوكرانيا من حيث الامدادات الغذائية لمصر، حيث أن ما يتم استيراده من هاتين الدولتين يعادل 35 %  من جملة الفاتورة الاستيرادية للسلع الغذائية.

ومن  المتوقع أن تشهد السنوات الأربع القادمة طفرة كبيرة في إنتاج الزيوت النباتية المحلية، وزيادة الإنتاج المحلي الحالي الذي يمثل 3% تقريبا من احتياجات مصر، ليصل إلى حوالي 50% خلال السنوات الأربع المقبلة بالاعتماد على زراعة المحاصيل الزراعية محليًا، والتي تتمثل في عباد الشمس وفول الصويا.

 

الإنتاج العالمي للحبوب لعام 2022

في تقرير لها نشر في أول يونيو الجاري، تشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) للإنتاج العالمي للحبوب لعام 2022 إلى انخفاض سنوي بنسبة 1.0 في المائة، يُعزى بمعظمه إلى تدنٍ في إنتاج الذرة، يليه انخفاض طفيف في إنتاج الأرزّ والذرة الرفيعة. 

 

وتابع التقرير: "وبسبب تقلّص الكميات المتاحة وارتفاع الأسعار بالدرجة الأولى، تشير التقديرات إلى أن استخدام الحبوب سيتدنى في الفترة 2022/2023 بنسبة 0.9 في المائة، ويعزى ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ إلى تراجع استخدام الحبوب الخشنة والأرزّ كأعلاف، فضلًا عن تراجع الاستخدامات الأخرى لجميع الحبوب الرئيسية، فيما يستمر استهلاك الأغذية بالتزايد". 

ويستطرد التقرير: "إذ أن الإنتاج العالمي المقدر للحبوب يتجاوز استخدامها، تشير التقديرات إلى أن مخزونات الحبوب في نهاية المواسم في عام 2023 ستزيد بشكل طفيف (0.2 في المائة) على مستوياتها في بدايتها، مع زيادات في مخزونات القمح والشعير، ما سيعدّل كفة الانكماش في مخزونات الذرة والأرزّ والذرة الرفيعة. 

 

وتشير التقديرات التي ذكرتها "الفاو" إلى أن التجارة العالمية بالحبوب ستتدنى في الفترة 2022/2023 بنسبة 2.3 في المائة عن مستوياتها للفترة 2021/2022، فيما تشير التقديرات إلى تدني الكميات المتداولة لجميع الحبوب الرئيسية، باستثناء القمح.

ماذا عن انتاج مصر من الحبوب؟

قدَّرت وزارة الزراعة الأمريكية، ارتفاع إنتاج مصر من القمح لـ9.80 مليون طن متري بحلول فبراير 2023، من 8.90 مليون طن في موسم 2021، وقالت إن محاصيل الحبوب الخشنة في مصر سترتفع لـ8.30 مليون طن متري بدلا من 7.24 مليون في 2021.

 

كما توقعت وزارة الزراعة الأمريكية في أحدث تقاريرها فبراير 2023، ارتفاع إنتاج مصر من الذرة لـ7.44 مليون طن في فبراير 2023 من 6.40 في 2021، بالإضافة إلى الذرة الرفيعة التي سيرتفع إنتاجها لـ750 ألف طن من 730 ألف طن قبل نحو عامين.

 

أما محصول الأرز، فتشير وزارة الزراعة الأمريكية، إلى تراجع طفيف في إنتاجه بمصر، لمستوى 3.6 مليون طن من 4 ملايين طن في 2021، في حين سيرتفع إنتاج القطن لـ130 ألف طن من 70 ألفًا في 2021، مع استقرار إنتاج الفول عند 210 ألف طن، وقالت وزارة الزراعة الأمريكية، إن محصول مصر من بذور عباد الشمس سيرتفع لـ30 ألف طن من 20 ألف قبل عامين.