الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كنيسة الشهيدان أباكير ويوحنا في بابيلون الدرج بمصر القديمة

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تتمتع مصر بالعديد من المعالم الأثرية والتاريخية الشهيرة، ومن بينها كنيسة الشهيدان أباكير ويوحنا في بابيلون الدرج بمصر القديمة، وتستعرض “البوابة” في السطور التالية أسرارها كإحدى الكنائس الأثرية الشهيرة.

وتعد كنيسة الشهيدان أباكير ويوحنا في بابيلون الدرج بمصر القديمة، كنيسة أثرية بنيت داخل دير القديس الأمير تواضروس المشرقي في بابيلون الدرج بمصر القديمة بالقاهرة بين القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي، وقد عرفت بكنيسة أباكير ويوحنا وسيروس وجون.

ومدخل هذه الكنيسة الأثرية منخفض ومعقود في الناحية الجنوبية من الضلع الغربي. ولهذا المدخل باب خشبي كبير يُعد من أكبر وأهم الأبواب التي عُثِر عليها في الكنائس القبطية حتى الآن. ويؤدي هذا الباب إلى صحن الكنيسة وله شكل شبه منحرف. وفي وسط الصحن كتفان مستطيلا الشكل.

ويلي الصحن خورس الكنيسة وبه منجليتان خشبيتان جديدتان. كما يوجد حامل أيقونات خشبي حديث تزينه من أعلى مجموعة من الأيقونات الأثرية المتنوعة في زخارفها. وهو يفصل الخورس عن الهيكل الشرقي الأوسط المُكرس للقديسين أباكير ويوحنا. وبداخل الهيكل مذبح تعلوه مظلة صغيرة من الخشب. ويغطي الهيكل والجزء الأوسط من الكنيسة قبوان متقاطعان فهو مغطَّى بسقوف من العروق الخشبية المطبقة بالألواح والخالية من الزخارف.

والهيكل الشمالي الأصغر في الكنيسة هو هيكل السيدة العذراء، أمَّا الجنوبي فهو هيكل مار جرجس. وفي الركن الجنوبي الشرقي من الكنيسة، توجد مقصورة تحتوي على عدة أيقونات لبعض القديسين. أمَّا المعمودية، فهي في الركن الجنوبي الغربي من صحن الكنيسة. وفي أقصى الغرب، يوجد مخزن صغير ربما استُخدِم لحفظ ملابس كهنة الكنيسة وأدوات الطقس الكنسي كالمصابيح الزجاجية وبعض الأدوات الفضية الخالصة مثل الدفوف والصلبان والمشاعل والكؤوس.

ويوجد فناء صغير مكشوف يفصل بين كنيسة القديسين أباكير ويوحنا وكنيسة القديس تواضروس المشرقي المشيَّدة في نفس الدير. وقد أشار إلى كنيسة القديسين أباكير ويوحنا كل من المؤرخ المملوكي ابن دقماق (١٣٤٩-١٤٠٧م) وتقي الدين المقريزي (القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي). كما ورد ذكر لهذه الكنيسة في إحدى المخطوطات القبطية المؤرَّخة من سنة ١٤٢٦م والمحفوظة حاليًا بالبطريركية.

وعندما زار الرحَّالة الألماني فانسليب مصر في عام ١٦٧٢، أشار إلى هذه الكنيسة الهامة قائلًا: ”خارج مصر القديمة، وبين خرائب هذه المدينة (والتى تكوِّن جبلًا من الشقف والأحجار) توجد ثلاث كنائس في صف واحد: الأولى بابليون الدرج للسيدة العذراء والثانية للطوباوي يوحنا وأبوقير والثالثة للطوباوي تادرس“.

وأشار البريطاني ألفرد بتلر إلى هذه الكنيسة الهامة أيضًا (١٨٥٠-١٩٣٦م) في الجزء الثاني من مؤلفه ” الكنائس القبطية في مصر“ قائلًا: ” المدخل الذي يصل من الفناء إلى الكنيسة هو مدخل خلفي منخفض وضيق، مقوَّس في أعلاه، ويسده باب خشبي ضخم ثقيل الوزن، وهو يمثل نوعًا نادرًا كان شائعًا بالكنائس القبطية يومًا ما ... أمَّا المذبح الذي بداخل الهيكل فهو مدشَّن بالطبع على اسم القديسين أباكير ويوحنا شفيعي الكنيسة، ويتضمَّن حائط الشرقية رسمًا بالطلاء الجيري للسيد المسيح مغطاه بصفائح الفضة ...“.

ويعتبر رؤوف حبيب (١٩٠٢-١٩٧٩م) واحدًا من أهم مَنْ كتب عن هذه الكنيسة في الكتاب المنشور بعنوان: ”الكنائس القبطية بالقاهرة“ حيث أوضح أن الوصول إلى الكنيسة عن طريق باب ضيق منخفض بحوش الكنيسة“.

كما كتب عنها نيافة الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر في موسوعة "الكنائس والأديرة القديمة بالوجه البحري والقاهرة وسيناء " حيث قال عنها "  تقع هذه الكنيسة في منطقة بابليون بجوار كنيسة الأمير تادرس ويفصلهما فناء صغير ذكرها ابن دمقاق ( 1349-  م ) كما ذكرها المقريزي 1444 م وذكرت في إحدي مخطوطات البطريركية 1426م وذكرها فانسليب 1672م .

ويقع المدخل في الجزء القبلي من الحائط الغربي والصحن شبه منحرف غير منتظم يتوسطه كتفين مستطلين وأمام الهيكل الأوسط والهيكل البحري قبرين متقاطعين – الركن الشرقي به مقصورة لإيقونات القديسين؛ الهياكل غير منتظمة وتقع المعمودية في الركن الغربي القبلي من الصحن ونشر مسقط افقى لها.