الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

ألكسندر ديل فال يكتب: الإخوان المسلمون (2).. أيديولوجية شمولية للسيطرة على الأفراد والمجتمعات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من وجهة نظر حسن البنا، «الدولة الإسلامية المثالية» يجب أن تكون فى كل مكان ويجب أن تستجيب لأدنى مشاكل الأفراد. 

ومن الواضح أنه لا خلاص للمجتمع باستثناء رؤية الإخوان للشريعة والخلافة. المجتمع المثالى الذى ينادى به البنا يشبه عقيدة: «الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا».
فى هذا السياق، أقام البنا هيكلًا هرميًا يجب على أعضائه الحفاظ على السرية المطلقة فى كل ما يتعلق بعمله وأهدافه. كان من المقرر أن يقودها المرشد الأعلى، الذى ينتخب من قبل مجلس مكون من مائة رجل حكيم. حالما يتم المصادقة على انتخابه من قبل مجلس الشورى، يمكن لهذا المرشد، الذى يعتبر أكثر شرعية للإخوان من القادة الرسميين للدولة، أن يشكل مكتبًا تنفيذيًا يتم إضفاء الشرعية عليه من خلال دعم «قاعدته».
يتكون هذا المكتب من حوالى خمسة عشر عضوًا أثبتوا أنفسهم، كل منهم مسئول عن مجالات محددة مثل: الشئون القانونية، والشئون الاجتماعية، والشئون المالية، أو حتى الشئون السرية. وبالتالى فهم يشكلون فرعًا خاصًا من التنظيم، يُدار بشكل منفصل، مثل نوع من «حكومة الظل» أو الحكومة الموازية.
يجب على هؤلاء الأعضاء المؤثرين فى الواقع أن يخدموا المرشد الأعلى دون أن يتحدوه، ويقسمون الولاء له بهذه الكلمات: «أتعهد بالله العلى أن ألتزم برسالة الإخوان، وأن أقاتل». بالنسبة له، أن يعيش وفقًا لقواعد أعضائه، وأن يكون لديه ثقة كاملة فى رئيسه».
يهدف كل أخ ينضم إلى المنظمة إلى تكوين خليته الخاصة من خلال تجنيد التلاميذ ويجب أن يتم تجنيدهم عندما يكون ذلك ممكنًا، وأينما يقيم المسلمون، حتى تظهر الدول الإسلامية «الأصيلة» فى النهاية، بفضلهم.
وفى هذه الأثناء، ولكى لا نخاف، من الضرورى غرس السرية والقيام بخطاب مطمئن فيما يتعلق بالناس العاديين والسلطات السياسية المخترقة. كما يجب أن يتم العمل الدعائى فى الظل عن طريق الانضمام للتنظيم، ولكن القضاء على غير المرغوب فيهم إذا لزم الأمر عن طريق التلاعب أو الاغتيال، عندما يكون ذلك ممكنًا أو بات أمرا لا مفر منه.
أسطورة الخلافة وحلم استعادتها
إن كتابات وخطب البنا حول واجب إعادة الخلافة بعد أن قاتل ضد أى شكل من أشكال القومية القومية العرقية واللغوية التى «من شأنها أن تقسم الأمة» واضحة للغاية وغالبًا ما تعود للغرض المذكور سابقا وهو «التمكين الكوني».
ويذكر مؤسس جماعة الإخوان المسلمين فى العديد من النصوص أنه يجب على المسلمين التخلى عن دولهم القومية لبناء «أمة إسلامية كبرى» عالمية تسمى «الخلافة»، وأن هذا جزء من «واجبات» الإسلام والمسلمين ورمزا لوحدة المسلمين والدول الإسلامية.
وهذا معيار من معايير الإسلام يقتضى من المسلمين الانتباه إليه والاهتمام به: فالخلافة فى صميم عدد كبير من التعاليم الإسلامية؛ ولهذا يضع الإخوان المسلمون فكر الخلافة دائما نصب أعينهم وغايتهم. وبالنسبة لهم فإن الإجراء الذى يجب اتخاذه لاستعادة الخلافة عليهم القيام بالعديد من الاستعدادات الضرورية.. تلك الخطوات التى ستعيد الخلافة هى كالتالى: التضامن الثقافى والاجتماعى والاقتصادى الكامل بين جميع الشعوب الإسلامية. وهذه العناصر ضرورية للوصول لهذا الهدف.
بالنسبة لهم، يجب أن ننشئ روابط، ونوقع العقود، وننظم الاجتماعات والمؤتمرات بين هذه البلدان. سيكون من الضرورى عندئذ إنشاء رابطة للدول الإسلامية: «إذا نجحنا فى ذلك، فسيتم تحقيق الاتحاد وسيكون من الممكن تعيين الإمام». «لذلك يجب على المسلمين فى جميع أنحاء العالم أن يتحدوا حول الخلافة وليس حول «الدول القومية» أو الاتحادات «العربية» أو «البربرية» أو «الأفريقية» أو «السلتية» ولكن حول «دولة إسلامية واحدة، بلا حدود وبدون حدود».. إنه تمييز حقيقى للأصول.
وفى الحقيقة، هذا الاقتباس من مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، مأخوذ من خطاب ألقاه فى المؤتمر الخامس للإخوان المسلمين، يوضح أن السعى لتحقيق الهدف النهائى للتمكين فى جميع أنحاء العالم يمر عبر البناء التدريجى لمجتمع مضاد ودولة موازية، والتى سيؤدى انتصارها فى النهاية إلى خراب الدول القومية الحديثة.


وفى الحقيقة يعتبر، التمسك بأسطورة تأسيس وتوحيد الخلافة هو فى الواقع أمر مشترك بين جميع الإسلاميين المستوحى من أيديولوجية الإخوان المسلمين، سواء كان الأمر يتعلق بالميل الجهادى أو الإسلام السياسى الأكثر اعتدالًا والذى يقبل تكتيكيًا بالديمقراطية.
وبالفعل إنها لعبة بل إنها بالنسبة لهم شكل من أشكال الحداثة «الإسلامية» ويأسف الجميع لإلغائها فى عام ١٩٢٤ من قبل أتاتورك ويدعون مجددا إلى إحيائها، ومن هنا تم حشد العديد من الحركات والجماعات السلفية الإرهابية للخلافة الإسلامية فى يونيو ٢٠١٤.
وبالتالى، فإن الحاجة إلى استعادة هذه الخلافة الأسطورية فى نهاية المطاف ليست مقصورة على جهاديى داعش ومع حتمية التمكين والفرض العالمى للشريعة، فإن الحاجة إلى إعادة تأسيس الإمبراطورية الإسلامية للسيطرة على الأمم يومًا ما، عن طيب خاطر أو بالقوة، هى نقطة التقاء أيديولوجية أساسية بين الإسلاميين فى العالم كله، من القاعدة وداعش إلى حركة النهضة فى تونس، وحزب الحرية والعدالة فى مصر (PJL)، أو حزب العدالة والتنمية فى المغرب (PJD)، وهى أيضًا مستوحاة من التجربة الحكومية للعدالة التركية. وحزب التنمية (AKP).
بالإضافة إلى قضية رجب طيب أردوغان الصارخة للغاية، الذى يستحضر بانتظام الخلافة التركية العثمانية، بل إنه دعا علنًا إلى «إعادة تأسيسها فى عام ٢٠٢٤»، بعد قرن من إلغائها من قبل أتاتورك »، يمكننا أن نذكر هذه القضية من حزب النهضة التونسى (المقرب من جماعة الإخوان المسلمين)، الذى دعا رئيس وزرائه السابق حمادى الجبالى، بعد الانتخابات الحرة الأولى التى فازت فى عام ٢٠١١، إلى إقامة «الخلافة الإسلامية السادسة» خلال اجتماع عقد فى تونس العاصمة فى ١٥ نوفمبر ٢٠١١.
كما أن أسطورة الخلافة والأمة الإسلامية مدرجة فى صميم ميثاق حركة حماس الإسلامية الفلسطينية، وهى جماعة إرهابية وحزب سياسى ينحدر من جماعة الإخوان المسلمين التى تسيطر على غزة. إنه من باب أولى أن يتم الاستشهاد به بشكل أكثر وضوحًا كبرنامج وهدف استراتيجى نهائى، من قبل القاعدة، بما فى ذلك الفرع السورى لجبهة النصرة، أو الدولة الإسلامية، التى أعادتها رسميًا ورسميًا فى يونيو ٢٠١٤. على جزء من الأراضى السورية والعراقية.
وفى وقت مبكر من عام ١٩٢٨، جعل حسن البنا من استعادة الخلافة الإسلامية الهدف الرئيسى طويل المدى لجماعة الإخوان بعد استعادة الشريعة وتأسيس الدولة الموازية تدريجيًا فى جميع البلدان الإسلامية وانتصرت لهذه الأيديولوجية. غالبًا ما تعود كتابات وخطب البنا حول واجب إعادة الخلافة بعد أن قاتل ضد أى شكل من أشكال القومية العرقية واللغوية التى «قسمت الأمة» إلى هذا الهدف. ويذكر حسن البنا أن «الخلافة هى رمز وحدة المسلمين وتحقيق الوحدة بين الدول الإسلامية.
ويعود أصل هذا الحنين إلى الخلافة والرغبة فى استعادة هذه المؤسسة إلى الصدمة التى كان من الممكن أن يتعرض لها أنصار الإسلام السياسى، ألا وهى الإلغاء خلال عام ١٩٢٤ على يد مؤسس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك.. وأمام ذلك هان هناك مؤسستين قامتا بإدارة الأمة الإسلامية دينيا وسياسيا وكان الأتراك العثمانيون آخر الضحايا بعد السقوط النهائى للخلافة العباسية فى القرن الثالث عشر.
علاوة على ذلك، غالبًا ما تكون الحدود الحالية للدول العربية محل نزاع باسم «إنهاء الاستعمار الثاني» الذى قد يتمثل فى الرفض التام لمفهوم الحدود والدول القومية فى الشرق الأوسط والشرق الأدنى والذى لن يكون إلا نتيجة قرارات القوى الاستعمارية التى شكلت منطقة الشرق الأوسط خلال اتفاقيات سايكس بيكو، وكان إعلان الدولة الإسلامية، فى بداية يوليو ٢٠١٤، عن خلافة جديدة على الحدود القبلية المتنازع عليها فى سوريا والعراق مثالًا على القوة القوية لجذب والتعبئة التى هى حنين الخلافة.
لفهم الحالة الذهنية الفاتحة والإمبريالية الجديدة وحتى الوحدوية للإخوان المسلمين، دعونا نعيد إنتاج كلمات «عالم» الإخوان المسلمين، يوسف القرضاوى - الذى احتك بالمؤسس حسن البنا - صاحب فتاوى عديدة وحيوية منذ سنوات على قناة الجزيرة القطرية برنامج «الشريعة هى الحياة» حيث أكد فى العديد من تصريحاته أن «الإسلام سيعود إلى أوروبا منتصرًا بعد طرده مرتين مرة إلى الجنوب فى الأندلس [إسبانيا - ١٤٩٢] ومرة ثانية إلى الشرق عندما طرق مرارًا وتكرارًا أبواب أثينا [١٨٣٠].
هذه المرة، أؤكد أن الفتح لن يتم بالسيف ولكن بفضل التبشير والأيديولوجية». وقبل فترة طويلة من «الجهاديين السلفيين» الحاليين، ادعت جماعة الإخوان الاستشهاد بصوت عالٍ وواضح لأنصارها على أنها مثالية. لم تنكر أبدًا نصوصها التأسيسية التى تدعو إلى الجهاد الدائم باسم الإسلام الذى يجب أن يغزو بأى ثمن أصغر جزء من الأراضى التى يعيش فيها المسلمون قبل أن يسيطروا، عن طيب خاطر أو بالقوة، على الأرض بأكملها وفقًا لشروط استراتيجية عامة حقيقية.
وبالنسبة لخطة غزو الإنسانية «على مراحل» (التمكين العالمي). تتضمن استراتيجية الفتح هذه أحيانًا الجهاد الحربى، ولكن أيضًا بشكل متزايد من خلال الجهاد «السياسى والتربوي» ودائمًا بـ"جهاد الكلمة»، الذى يكمن جوهره فى الكلام المزدوج. فى الواقع، فإن أهداف القاعدة والدولة الإسلامية تنبع جزئيًا من أهداف جماعة الإخوان المسلمين الأصلية الذين أطلقوا الشعارات، وأطلقوا «الثورة الإسلامية العالمية» فى زمن المؤسس حسن البنا وقبله المنظر العظيم للجهاد، سيد قطب الذى يعتبر المرجع بلا منازع لجميع الإرهابيين الإسلاميين.
تتمثل إحدى استراتيجيات جماعة الإخوان المسلمين فى محاربة ونزع الشرعية عن الدول القومية الحديثة القائمة من أجل إضفاء الشرعية على مجتمعهم المناهض للخلافة الجديدة ودولتهم الوطنية الموازية، وهو جعل قادة الدول الإسلامية فى مكانهم يعارضون. إلى مشروع الخلافة الجديدة لـ «خونة الإسلام» و«أعداء المسلمين»، وذلك من خلال خطاب ماهر إلى حد ما يطبع شرعية ورواية مناهضة للاستعمار والغرب.


والفكرة التى نشرها الإخوان المسلمون هى أن «القومية العربية شريرة، يجب أن تحل محلها الأممية الإسلامية». على أساس انتشار شعور بجنون العظمة معروف فى الخطاب الشمولى، من «استراتيجية جنون العظمة» و«التفكيك». دعونا نوضح: من أجل التبرير الأخلاقى والدينى وإضفاء الشرعية على دستور دولة موازية ومنفصلة، وبالتالى معادية للدولة القانونية القائمة.
يشيطن الإخوان هذه «الدولة الجاهلية» ويدعون المسلمين الراديكاليين من خلال دعايتهم إلى أن «يرفضون من قلوبهم كل ولاء للمؤسسات والقادة الوطنيين للولايات القائمة، وهو ما يذكر بمبدأ التكفيريين الجهاديين المعروفين بـ"الولاء والبراء»، والذى يطلق عليه أيضًا أكثر المتطرفين للقيام بالهجرة فى منطقة أو دولة موازية أو منطقة خارجية يسيطرون عليها والتى يصفونها بأنها جنين الخلافة العالمية، الأمة الوحيدة المقبولة.
الافتراض الدينى والفلسفى الأساسى للإخوان هو أن المسلم لا يطيع إلا الأمر الإلهى (الشريعة) التى تحكمها الخلافة من أجل «استعادة» الهدف الاستراتيجى للجماعة. يشير الإخوان المسلمون هنا إلى ابن تيمية، وإلى عمله الأكثر تأثيرًا على حسن البنا: «السياسة الشرعية». الفكرة هنا هى أنه يجب على المرء أن يسعى إلى التوحيد (وحدانية الله) فى كل شيء وأن يكافح أى «ارتباط» بصفات غير الله (الشرك) أو «الأصنام»، بما فى ذلك رفض الإيمان بالأولياء (مثل الصوفية والشيعة) والرقص والموسيقى والأغانى و«الفنون غير الإسلامية» والأمة والملكيات والجمهوريات وجميع الأنظمة التى لا تقوم على الشريعة والتوحيد والخلافة.
وعلى المستوى العالمى، لا تمتلك جماعة الإخوان المراجع العربية فقط، لأن الإخوان استوحوا معظم أفكارهم ومعتقداتهم بشكل كبير من الإسلامى الباكستانى المودودى، وغالبًا ما يتم الاستشهاد به فى توصيته بالاعتراف بسيادة الله (الربوبية)، لتتماشى مع الدين وذلك من خلال طقوس صارمة (العبادة)، وهى جوانب تحدد تقدم «المسلم الصالح» نحو الحاكمية (السيادة العليا على الله وليس على الناس) من أجل الهروب من الكفر والجهل من أجل خلق أو الانضمام فى أقرب وقت ممكن إلى خلافة يديرها مجلس شورى.
أيديولوجية شمولية
حتى يتمكن المجتمع الموازى من التطور، بدأ المجتمع الموازى الذى تصوره حسن البنا بسرعة كبيرة فى الإشراف على الشباب، لا سيما من خلال إنشاء «منظمات شبابية» مماثلة لشباب هتلر أو الشيوعيين، الجوالا أو «الرواد»، والتى بلغ عددها عام ١٩٤٨ تقريبًا وتم تدريب ٤٠ ألف عضو خصيصًا لضمان خدمات النظام فى المظاهرات. كما كان للتنظيم جهاز سرى استبدادى، «القسم الخاص»، ١٠٠٠ عضو قوى معتاد على التعامل مع الأسلحة وتدريبه على تقنيات الإرهاب الحضرى.
كان عليهم أن يقسموا قسم الطاعة والصمت على القرآن والمسدس: «الموت فن.. والقرآن أمر بحب الموت أكثر من الحياة.. هذا البرنامج المكون من خمسين نقطة الذى صممه حسن البنا للإخوان المسلمين، موجه إلى السلطات السياسية فى العالم الإسلامى، وإلى الجامعات الإسلامية و«إلى كل من يهتم بالدفاع عن الدين فى العالم الإسلامي»، يشهد على الشمولية. طبيعة أيديولوجيتها وتنظيمها:
أولًا: المجال السياسى والقانونى:
تجاوز الانقسام السياسى وتوجيه القوة السياسية للأمة نحو أفق واحد.
إصلاح القوانين لتتوافق مع التشريع الإسلامى.
تقوية الجيش ومضاعفة كتائب الشباب بتثقيفهم فى اشتعال الجهاد.
تقوية الروابط بين جميع الدول الإسلامية من أجل إعداد تفكير صادق وعملى بشأن الخلافة المفقودة.
ضبط السلوك الشخصى لموظفى الخدمة المدنية دون تمييز الجانب الخاص عن المسؤولية العامة لموظف الخدمة المدنية.
وضع حد للتسيب والسهر الليلى.
ثانيًا: المجال الاجتماعى والعلمى:
التحلى بالحزم فى تطبيق العقوبات الجنائية المتعلقة بالآداب.
رفض أى شكل من أشكال الأعمال غير الأخلاقية وقمع جميع أنواع ألعاب الحظ ومحاربة استهلاك الخمر والمخدرات.
حظر الاختلاط بين الطلاب والطالبات وإغلاق قاعات الرقص والألعاب الحرة وحظر الرقص وجميع الاحتكاكات الجسدية بين الرجال والنساء.
تشجيع الزواج والإنجاب بكل الوسائل والسيطرة على المسرح والسينما وتصفية المسرحيات التى ستؤدى والأفلام المراد بثها وإجراء فرز ورقابة صارمة على الأغانى قبل بثها واختيار كل ما يتم بثه على الراديو بعناية من خلال مراقبة محتوى الموضوعات المراد مناقشتها واستخدام الراديو كوسيلة لتعزيز التربية المدنية والأخلاقية.
مصادرة روايات الإثارة والكتب التى تثير الشك والشذوذ، ومنع أى مطبوعة تعمل على نشر الفجور وتثير الشهوة بأبشع صورها.
تنظيم المخيمات من خلال وضع حد للفوضى والسلوك الفاضح.
تنشيط دور «المحاسبة» وقمع كل من لا يحترم تعاليم الإسلام أو من لا يحترم التزاماته مثل صيام شهر رمضان أو الصلاة أو غيرها من أركان الإسلام.
التفكير فى أفضل طريقة لتوحيد الزى الرسمى تدريجيا فى جميع أنحاء الأمة.
وضع حد للروح الأجنبية فى البيوت خاصة فيما يتعلق باللغة والعادات والملابس وتجنيد المربين والمربيات.
توجيه الصحافة نحو الخير وتشجيع المؤلفين والكتاب على تناول موضوعات الشرق الإسلامية على وجه التحديد وغيرها من الموضوعات.
نجد فى هذا البرنامج معظم خصائص الشمولية «الكلاسيكية» التى ذكرها حنا أرندت أو ريموند آرون: رفض حرية التعبير والسيطرة على الإعلام والاقتصاد ؛ الخلط بين المجالات العامة والخاصة ؛ إقامة نظام إرهابى بواسطة الجيش وشرطة الآداب؛ تمجيد العنف الحربى (الجهاد) ؛ مشروع الفتح العالمى من خلال توحيد الأمة.
أخيرًا، وهذه هى خصوصية الشمولية الإسلامية، والرفض المطلق للعلمانية، والتنوع، والكراهية الكاملة للحضارة الغربية. وللتذكير، تميزت هذه المنظمة منذ إنشائها فى مصر بدعواتها للعنف، وشن الإخوان الأوائل هجمات على دور السينما، وحرق الفنادق والمطاعم، والاعتداء بالسكاكين أو شفرات الحلاقة على النساء اللواتى اعتُبر ثيابهن «غير صحيحة». السلطات العامة.
تغلغل الإخوان فى أوروبا
يتم تمثيل الإخوان فى كل دولة أوروبية وعلى المستوى القارى من خلال المنظمات الكبيرة: اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا (UOIF)، والذى أصبح فى عام ٢٠١٧ «مسلمى فرنسا"؛ اتحاد الجماعات والمنظمات الإسلامية فى إيطاليا (UCOII)، اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا (UOIE)، إلخ.
وفى عام ١٩٩٦، أنشأت UOIE، بدعم من قطر، European Trust، وهى مؤسسة مالية مخصصة لجمع الأموال لتمويل أنشطتها المختلفة، بما فى ذلك فرض المعهد الأوروبى للعلوم الإنسانية فى منطقة سانت ليجيه دو فوجيريه وإنشاء المدارس فى أوروبا.
وفى كتابه لماذا تركت الإخوان، كتب محمد لويزى، العضو السابق فى جماعة الإخوان، والذى كان موظفًا فى ثانوية ابن رشد التابعة للإخوان، أن: «الإخوان المسلمين يعملون منذ بداية الثمانينيات للحصول على «مناطق» خاصة مختلفة من أجل إدراج روايتهم الإسلامية بمرور الوقت كعنصر من التاريخ القومى لكل دولة أوروبية.. وتلك الطريقة تسمى «التوطين» ويتم تنفيذها من خلال بناء المساجد والكاتدرائيات، وعمليات الاستحواذ العقارية المتنوعة والمتنوعة، وبناء المدارس الخاصة، وما إلى ذلك.
وأشار إلى أن أحد الأهداف غير المعلنة لهذه المؤسسة هو: «تدريب وإعداد نخبة، يتم اختيارها من بين أبناء الجالية المسلمة، حتى يتمكنوا من شغل مناصب حساسة داخل المجتمع الفرنسى مثل: نقابة المحامين، والتعليم العالى.، الطب، الإعلام (...). فى ضوء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية المقبلة، سيكون من الضرورى اختيار وإعداد النخبة التى ستهتم بالعمل السياسى كما يجب دمج الأحزاب السياسية للتأثير عليها من الداخل!
فى هذه المدرسة كما فى الهياكل الأخرى للإخوان المسلمين فى العالم، يتعلم المبتدئون الشباب فى جماعة الإخوان شعار الأغنية للإخوان، والذى يحدد بوضوح هدف الدولة الموازية والمجتمع المضاد: «الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا».

معلومات عن الكاتب: 
ألكسندر ديل فال.. كاتب وصحفى ومحلل سياسى فرنسى. مدير تحرير موقع «أتالنتيكو». تركزت مجالات اهتمامه على التطرف الإسلامى، التهديدات الجيوسياسية الجديدة، الصراعات الحضارية، والإرهاب، بالإضافة إلى قضايا البحر المتوسط إلى جانب اهتمامه بالعلاقات الدولية.. يكتب الجزء الثانى من سلسلة مقالاته عن تنظيم الإخوان المسلمين وأفكاره التى يريد فرضها على المجتمع الغربى عامةً والفرنسى خاصةً.