الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حذرنا منذ البداية.. «البوابة نيوز» تواصل حملتها لتعويض الحجاج المضارين من سوء تنظيم شركة رواف منى.. واستمرار التحقيق مع قيادات البعثة الرسمية للسياحة بعد تأكيدهم معاينة السكن وصلاحيته على خلاف الواقع

جانب من المخيمات
جانب من المخيمات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواصل “البوابة نيوز”، متابعة تعويضات الحجاج المضارين خلال موسم الحج لعام 2023، بسبب المخالفات والقصور خلال الموسم، بعد إسناده في محاولة لتعويض الحجاج المضارين، خاصة أن “البوابة نيوز”، أول من حذر من تداعيات إسناد التنظيم لشركة غير معروفة هي شركة رواف منى التابعة لمؤسسة إيران لخدمات الحجاج.

فرغم التحذيرات العديدة التي أطلقتها “البوابة نيوز” قبل بدء موسم الحج على لسان مجموعة من الخبراء في قطاع السياحة الدينية، حول المجازفة بالتعاقد على خدمات الطوافة مع شركة لم يسبق لها اي تعامل مع السوق المصري، إلا أن أحد في قطاع شركات السياحة لم يسمع النداء الأمر الذي أعقبه مشكلات تاريخية لم يسبق حدوثها بكافة مواسم الحج السياحي الماضية.

تحذيرات وتهديدات ووعيد تضمنته البيانات الصحفية الصادرة عن غرفة شركة السياحة قبل أسابيع من انطلاق رحلات الحج لمن يفكر من الشركات في مخالفة تعاقد أبرمته الغرفة بشكل منفرد مع شركة الطوافة وصاحبته بيانات ممثلة من وزارة السياحة والاثار التي حذرت بدورها من مخالفة ضوابط الحج والسفر دون تأشيرة نظامية وعبر شركات السياحة تأشيرة صادرة عن البوابة المصرية الموحدة للحج، وبمجرد بدء الرحلات ووصول الحجاج أفواجا إلى المشاعر المقدسة كانت الصدمة الكبرى التي حذرت منها البوابة نيوز والخبراء الذين تحدثنا معهم وقد حلت بالفعل حيث استطاع الآلاف من المصريين السفر وأداء فريضة الحج بدون تأشيرة نظمية، ولكن كانت المفاجأة  في أن هؤلاء قد حجزوا خدمات طوافة من نفس الشركة وبأسعار وضعها وسطاء السفر قدرت بين ٧ إلى ٢٠ ألف ريال. 

ووصل الحجاج النظاميين إلى عرفات ليجدوا آخرين قد سكنوا خيامهم أو وجدوا خيام فارغة ليس بها سجاد، وبلا طعام ولا ماء ولا خدمات، بل إن المأساة تفاقمت واستمرت عند الانتقال إلى مخيمات مشعر منى التي افتقدت حتى للكهرباء في مخيمي ١٦ و١٧ لحجاج البري وسط درجة حرارة تخطت ٥٤ درجة مئوية، وعادت طوابير بوفية الطعام الموحد لتطل بوجهها مرة أخرى في منى كما كانت في عرفات، وهنا سارعت لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، بإصدار بيان شديد اللهجة تهدد فيه الصحافة والإعلام في مصر باتخاذ إجراءات قانونية إذا ما نشر أحدهم تفاصيل مأساة الحجاج، وقالت الغرفة إن حجاج البري لم يتعرضوا لأي مشكلات وما نشر كان كذبا، لتؤكد في نفس البيان، أن مخيمي ١٦ و١٧ اللذان شهدا انقطاع الكهرباء هما لحجاج البري.

الغريب، أنه قبل بداية رحلات الحج بساعات، أصدرت سامية سامي رئيس اللجنة العليا للحج والعمرة، ووكيل وزارة السياحة، ورئيسة بعثة السياحة الرسمية للحج، بيانا أكدت فيه أنه تم إيفاد أعضاء مكتب شئون الحج السياحى للمرور وتفقد المخيمات الخاصة بحجاج السياحة بمشعرى عرفات ومنى للتأكد من جاهزيتها استعدادًا لاستقبال ضيوف الرحمن من حجاج السياحة وتوفير كافة الاحتياجات لهم وبدء مناسك الحج.
كما أكد أحمد إبراهيم عضو اللجنة العليا للحج والعمرة وعضو لجنة تسيير أعمال غرفة شركات السياحة أنه تم الانتهاء من كافة الإجراءات الخاصة بجاهزية المخيمات لاستقبال الحجاج، وعلى مدار الساعات الماضية واصلت العمل بالمخيمات في كل من مشعري عرفات ومنى حتي تم توفير كافة الخدمات بالمخيمات، مشيرًا إلى حرص وزارة السياحة والآثار على تطبيق كافة الاشتراطات التي تضمن راحة وسلامة الحجاج والالتزام بتوفير كافة الخدمات المتفق عليها مع الحجاج.

وقال هشام أمين رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، إنه تم الانتهاء من مراجعة وصيانة المخيمات وتجهيزها لمواجهة أي طارئ خلال مناسك الحج، وكذلك تجهيز الطرق والشوارع بين المخيمات وفرشها بالسجاد والموكيت وزيادة المساحات الخضراء بالمخيمات، كما تم الانتهاء من إنشاء دورات المياه بمستوى متميز للغاية لكافة مستويات الحج وزيادة أعدادها لتستوعب مجموعات الحجاج في كل مخيم، بجانب تجهيز المطابخ المكلفة بإعداد وجبات الحجاج وتأمينها بكافة وسائل التأمين والدفاع المدني وإبعاد منطقة المطابخ عن أماكن إقامة الحجاج.

بالطبع لم يجد مئات الحجاج وجود على أرض الواقع لهذه التصريحات، بل تفاقمت الأزمة خاصة بعد ما نشرته "البوابة نيوز" وكشفت خلاله تفاصيل المأساة، ليصدر بعدها أحمد عيسى وزير السياحة بيانا يؤكد خلاله فتح تحقيق قانوني عاجل في الوزارة حول ما شهده موسم الحج، وسيتم خلاله كشف المتسببين في الكوارث التي جرت بالمشاعر المقدسة.

ومن المتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة أن يعلن وزير السياحة عن طبيعة اللجنة التي ستتولى التحقيق في مأساة الحجاج المصريين، فمن المفترض أن هذا اختصاص الإدارة القانونية للوزارة، وبإشراف مباشر من الوزير،  ليتم التحقيق أولا مع كافة قيادات البعثة الرسمية للسياحة وقطاع الشركات السياحية بالوزارة، بداية من رئيسة البعثة، إعمالا بمبدأ الشفافية، حيث كانت المسؤل الأول وأعلنت سامية سامي رئيسة القطاع والبعثة أنها وصلت للسعودية قبل بدء موسم الحج على رأس عدد كبير من العاملين بالقطاع، لمتابعة أحوال الحجاج وتلقي الشكاوى وإزالة كافة المعوقات، وأن مهمتها واللجان هي معاينة سكن الحجاج والمخيمات بالمشاعر على الطبيعة.
ثم أصدرت بيانا أكدت فيه أنها انتهت من المعاينات، وأن جميع مساكن الحجاج على خير ما يرام، ولا توجد أي مشكلات، ثم ومع بدء التفويج للمشاعر فوجئ العديد من حجاج السياحة بعدم وجود مخيمات ولا تجهيزات، بخلاف لجنة تسيير أعمال غرفة شركات السياحة، والتي أجبرت الجميع على التعاقد مع رواف، ثم نفت حدوث أي مشكلات ثم عادت واعترفت بوجود مشكلات، ثم عادت لتحذر الإعلام من تناولها بدون سبب، ثم اخيرا نشرت اعتذارا من رواف منى وكأن شيئا لم يحدث.