الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

إدانات واسعة لجريمة حرق المصحف بالسويد.. القمص يوسف الحومى: نرفض ما حدث واحترام المعتقدات أمر واجب على كل إنسان.. وخادمة بإيبراشية المعادى: آن الأوان لتدريس منهج موحد يدعو للمحبة والتسامح وقبول الآخر

القمص يوسف حومى
القمص يوسف حومى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

غيمة كثيفة يصنعها أعداء المحبة بين حين وآخر، يلهبون المشاعر الطيبة بالعبث بالمقدسات، ووسط الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، ظهر أحدهم ليحرق القرآن الكريم فى بلاد السويد الباردة، ذلك الاعتداء المرفوض من الجميع، حتى أن العديد من الدول أعلنت عبر وزارات خارجيتها رفضها الكامل لذلك السلوك المشين الذى يعبر عن فكر متطرف يشعل الصراع بين أصحاب الديانات السماوية.

ولكن الأمل والرهان الدائم فى تلك الأحداث التى سوف تمر كما مر ما قبلها والجميع أكثر تماسكا وأكثر محبة نحو بعضنا البعض، فهو سلوك فردى بغيض لا يعبر إلا عن صاحبه، وأن أتباع الديانات السماوية يؤكدون فى كل مرة احترامهم وتبجيلهم لمعتقدات بعضهم البعض.

وأكد القمص يوسف حومى أستاذ التاريخ الكنسى فى الكليات الإكليريكية، أن العلاقة الإنسانية والتاريخية بين المسلمين والمسيحيين قديمة وتاريخية، فيذكر أنه منذ دخول العرب مصر فى القرن السابع الميلادى عام ٦٤١، وقرر عمر بن العاص أن يقوى علاقته بالأقباط آنذاك فأرسل لهم رسالة أمان لكى يرجع البابا بنيامين إلى كرسيه وإدارته للكنيسة، لأنه كان فى حالة هروب من وجه المقوقص البطرك المالكانى الذى كان يضطهد الأقباط فى هذا الوقت. 

وأضاف، أن التاريخ يسجل لنا العلاقة بين المسلمين والمسيحين في حدث مهم، وهو عندما كان يتم محاولة سرقة رأس القديس مارمرقص الرسول، حيث أخفاها أحد البحارة فى المركب، وبقوة من الله لم تتحرك المركب من مكانها وعندما تم تفتيشها وجدوا رأس القديس مارمرقص كاروز الديار المصرية وأحد تلاميذ السيد المسيح، وتم رفع الأمر لعمرو بن العاص عن طريق الأروخن شنودة وهو أحد قيادات الكنيسة فى ذلك الوقت من العلمانيين المتابعين لشئونها الإدارية، وسأل عمرو بن العاص عن صاحب هذه الرأس وعندما علم أنها لتلميذ من تلاميذة السيد المسيح سلمها إلى البابا بنيامين وأعطى له ١٠ آلاف دينار لترميم كنيسة مارمرقص بعد ما تهدم جزء منها.

وأعرب القمص يوسف الحومى، عن رفضه التام للفعل المشين الذى حدث فى السويد بحرق القرآن الكريم، مؤكدا الاحترام الكامل للمعتقدات عند كل الناس وهو أمر واجب، لافتا إلى أن الإنسان المسيحى يحترم كل المعتقدات، والآخر أيضا يحترم معتقدى حتى لو وإن كان هناك بعض الاختلافات، فنحن نظهر الأمور المشتركة التى تجمعنا وهى كثيرة وعديدة، ولا نقف أبدا عند نقاط الاختلاف.

وأشار إلى أننا نقف على أرضية مشتركة من الخير والمحبة، وأن الجميع يعمل من أجل خير بلادنا الغالية مصر، فكل مشارك فى عملية البناء، نربى أولادنا فى المدارس على حب الوطن والتضحية واحترام الآخر، ونساهم فى بناء الوطن الذى يجمع كل المصريين. 

ووصف القمص يوسف الحومى العلاقة بين المسيحيين والمسلمين بأنها علاقة راسخة، وأن البعض حاول تعكير صفو هذه العلاقة ولكنهم لم ينجحوا، وأن مبدأ الاحترام والمحبة والسلام هو الذى يغلب كل أفكار المتشددين، مؤكدا أن ما حدث فى السويد لن يؤثر علينا فى مصر فالعلاقات قائمة على التفاهم والمحبة والاحترام المتبادل.

القمص يوسف حومى

من جانبه، أكد ماهر منير الخادم بكنيسة الأنبا إبرام بمنطقة فيصل، أن ما تداولته وسائل الإعلام فى الأيام الأخيرة حول قيام أحد المتطرفين بحرق القرآن الكريم أمر يرفضه الجميع فكل الديانات السماوية أكدت على احترام الآخر وعدم التدخل فى الأمور العقائدية وأنه يجمعنا خيط من النور يربط الجميع وهو عبادة الله الواحد، وهو موضوع غير قابل للجدل والنقاش، فقد تعلمنا منذ الصغر أننا جميعا نعبد الله الواحد ولكل طريقته.

وتابع، أنه حتى داخل الديانة الواحدة، فلا يحق لأى مخلوق أن يدين أخاه فى الإنسانية أو أن يتطاول أحد على مقدسات الآخر، وأنه من المؤكد أن هذه المواقف تجعلنا أكثر صلابة وتماسكا، ووفقا لكل الأحداث المسيئة السابقة فإننا جميعا نزداد محبة ووحدة وقوة فى وجه كل متطرف يريد أن يشعل نيران الفتنة، فالمحبة أبقى وأقوى وأعظم على مر التاريخ.

بينما قالت فيولا وجيه إحدى الخادمات فى إيبارشية المعادى إنها ترفض بشكل قاطع أى إساءة للمعتقدات الدينية، وأن ما حدث فى السويد من قبل شخص ملحد من أصول عراقية يرفضه كل إنسان، موضحة أن كل الأديان السماوية تدعو إلى المحبة واحترام حقوق الآخر فى العبادة والاعتقاد.

وأوضحت، أن ما تم هناك فى السويد يدعو الجميع للتكاتف من أجل التأكيد على حق الإنسان فى أن يحافظ على ثوابته وقيمه الروحية دون تجاوز من أى فرد، وأنه على الدول أن تضع القوانين الصارمة من أجل حفظ الحريات الدينية، واحترام مقداسات الآخرين من أجل الحفاظ على السلم المجتمعى.

وأضافت فيولا، وهى تعمل معلمة فى إحدي المدارس الخاصة بمنطقة التجمع الخامس، أنه آن الأوان أن تتضمن المناهج الدراسية، منهجا موحدا يدعو إلى التأكيد على قيم المحبة والتسامح وقبول الآخر، وأن يكون المنهج يضم التعاليم السماوية المشتركة التى تحث على السلام والتواصل بين البشر، والتأكيد على قيم البناء والتنمية والاحترام غير المشروط للآخر خاصة فيما يتعلق بالأمور والمعتقدات الدينية. 

واستبعدت، أن يكون هناك أثر سلبى داخل المجتمع المصرى نتيجة ما حدث فى السويد، وأن الأيام الماضية شاهدة على عمق الترابط بين الأقباط والمسلمين، وأن أى محاولة للوقيعة بين الطرفين حتما ستفشل، بحكم روابط المحبة والصداقة التى تجمع بين كل المصريين.

ماهر منير