الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مر عليها 835 عامًا| في ذكراها.. موقعة حطين أهم المعارك في التاريخ الإسلامي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في مثل هذا اليوم ومنذ 835 عاما، وقعت واحدة من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي،  وهي معركة حطين  الفاصلة والتي أنتصر فيها المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي علي الصليببن.

اندلعت المعركة ببن الصليبيين والمسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي ، أما القادة من الجانب الصليبي فهم "غي دي لوزينيان" ، "ريمون الثالث أمير طرابلس" و "رينو دي شاتيون أمير حصن الكرك".

وكان تعداد القوات الصليبية حوالي 63.000 مقاتلا، أما المسلمون فبلغ عددهم تقريباً 25.000 مقاتلا.
بلغ عدد القتلى من الجانب الصليبي نحو 30.000 ، وتم أسر مثلهم كما قتل القائد رينو دي شاتيون أما عدد القتلى من المسلمين غير معروف ولكنه قليل.

وقعت معركة حطين في يوم السبت 25 ربيع الثاني 583 هـ الموافق 4 يوليو 1187 م بالقرب من قرية المجاوده ، بين الناصرة وطبرية ، وانتصر فيها المسلمون ، ووضع فيها الصليبيون أنفسهم في وضع غير مريح إستراتيجيا في داخل طوق من قوات صلاح الدين ، أسفرت عن سقوط مملكة القدس وتحرير معظم الأراضي التي احتلها الصليبيون.

أسباب المعركة :
كانت مناطق من البلاد الإسلامية والقدس تحديداً قد احتلت من قبل الصليبيين عام 1099م ، وكان الاقطاعيين الصليبيون والفرسان قد نصبوا أنفسهم أمراء وملوك على تلك المناطق ، فكان هذا على مدى قرن دافعاً لتحرير البلاد من الاحتلال ، وكانت غارة لصوصية شنها أحد بارونات الإفرنج البارزين ، "رينو دي شاتيلون" السبب المباشر لهجوم المسلمين ، "رينو دي شاتيلون" كان مغامرا وقحا و سبق وعكف على نهب وسلب قوافل التجار المارّة في الجوار.

 سير المعركة :
أحرق المسلمون الأعشاب و الشجيرات في ساحة المعركة ، واستولوا على عيون الماء ، عملا على تعطيش الصليبيين و إجبارهم على النزول للإشتباك معهم ، ولما وصل الصليبيون إلى السهل الواقع بين لوبيا وحطين شن صلاح الدين هجوما ففروا إلى تلال حطين ، فحاصرت قوات المسلمين التلال ، وأقبل الليل وتوقف القتال ، في اليوم التالي 4 يوليو 1187 وفي قيظ شديد ونقص في مياه الشرب قامت معركة حطين ، والتحم الجيشان على بعد ميلين من حطين ، فتضعضعت صفوف الصليبيين وأهلكتهم سهام جيوش المسلمين ، ثم شن هجوم بالسيوف والرماح ، فقتل وجرح وأسر الكثير ، فاستسلم الألوف منهم ، وقام الصليبيون بمناورة ، فتقدم قائد الفرسان ريمون الثالث أمير طرابلس بأمر من غي دي لوزينيان ملك القدس ، وزحزح بهجومه هذا قوة يقودها تقي الدين عمر ، فظن الصليبيين أنهم فتحوا ثغرة في صفوف صلاح الدين فاندفعوا فيها ، ولكن جيش صلاح الدين قام بحصار جزء من الجيش الصليبي فشطره إلى شطرين ، ودامت المعركة نحو 7 ساعات على التوالي ، سقط فيها الآلاف بين جرحى وقتلى ، و وقع الملك "غي دي لوزينيان" ملك القدس آنذاك في أسر صلاح الدين ، بالإضافة إلى العديد من القادة و البارونات، ولم ينج إلا بضع مئات فروا إلى صور واحتموا وراء أسوارها. 


نتائج معركة حطين :
كانت هزيمة الصليبيين في معركة حطين هزيمة كارثية ، حيث فقدوا فيها زهرة فرسانهم ، وقتل فيها أعداد كبيرة من جنودهم وأسر فيها أعداد كبيرة أيضاً ، وأصبح بيت المقدس في متناول صلاح الدين، وكان من بين الأسرى ملك بيت المقدس ومعه مئة وخمسون من الفرسان ومعهم "رينو دي شاتيون" صاحب حصن الكرك وغيره من كبار قادة الصليبيين ، فأحسن صلاح الدين إستقبالهم ، وأمر لهم بالماء المثلج.
وبعد المعركة ، سرعان ما استولت قوات صلاح الدين وأخوه الملك العادل على المدن الساحلية كلها جنوبي طرابلس ، عكا ، بيروت ، صيدا ، يافا ، قيسارية ، عسقلان ، كذلك استولى على أهم قلاع الصليبيين جنوبي طبرية ، وفي النصف الثاني من سبتمبر 1187 حاصرت قوات صلاح الدين القدس ، ولم يكن بمقدور حاميتها الصغيرة أن تحميها من ضغط 60 ألف رجل ، فاستسلمت بعد ستة ايام ، وفي 2 أكتوبر 1187 م فتحت الأبواب و خفقت راية السلطان صلاح الدين الصفراء فوق القدس ، وفي نوفمبر 1188 م استسلمت حامية الكرك ، وفي أبريل - مايو 1189 استسلمت حامية كراك دي مونريال ، وكان حصن بلفور آخر حصن يسقط ، ومنذ ذلك الحين صار ما كان يعرف بمملكة القدس اللاتينية بمعظمها في يد صلاح الدين ، ولم يبق للصليبين سوى مدينتي صور وطرابلس، وبضعة استحكامات وحصن كراك دي شيفاليه «قلعة الحصن» في شرق طرطوس ، وقد أدى سقوط مملكة القدس إلى دعوة بابا روما إلى بدء التجهيز لحملة صليبية ثالثة والتي بدأت عام 1189م. 
عامل صلاح الدين القدس وسكانها معاملة أرق وأخف بكثير مما عاملهم الغزاة الصليبيون ، قبل ذلك بمئة عام تقريبا حيث قتل الصليبيون انداك كل اهالي القدس من رجال وكهول ونساء واطفال و 70000 تم قتلهم في ساحة المسجد الأقصى ، فلم تقع من صلاح الدين قساوة لا معنى لها ولا تدمير ، ولكنه سمح بمغادرة القدس في غضون 40 يوما بعد دفع فدية مقدارها 10 دنانير ذهبية عن كل رجل ، 5 دنانير ذهبية عن كل امرأة ، و دينار واحد عن كل طفل ، واظهر صلاح الدين تسامحًا كبيرًا مع فقراء الصليبيين الذين عجزوا عن دفع الجزية.