الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بعد إعدام قاتل نيرة.. ماذا نحن فاعلون؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

جـئت بفعلٍ خَسيس هــزّ أرضًا طيبةً أَسَرَت لويس.. أَهــرَقتَ دَمًا طاهرًا بطعَـناتِ غَـدرٍ جَـريئة..  ذبَحتَ الإنسانيةَ كلها، يومَ أنْ ذبَحَتَ ضَحية بريئة.. إنَّ مَثَـلَكَ كمَثلِ نَـبتٍ سامٍ في أرضٍ طيبة.. كُلما عَاجَـلَـهُ القَطعُ قبلَ أن يَمتـدَ، كان خيرًا للناسِ وللأرضِ التي نَـبتَ فيها

بهذه الكلمات انطلق قلم القاضي الجليل بهاء الدين المري رئيس محكمة جنايات المنصوره قبيل إصدار الحكم على محمد "عادل" قاتل "نيرة" طالبة جامعة المنصورة.

جاءت هذه الكلمات كأعيرة نارية كاشفة لما يحيط بالمجتمع من أشخاص غير أسوياء هم بالفعل دخلاء على الإنسانية لأن الإنسانية الحقه بريئة من هؤلاء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.

حين تموت الإنسانية في قلوب الناس فقل على الدنيا السلام.. وحين ينعدم الضمير فلا رجاء في العودة إلى الطريق الصحي.. وإذا الناس عن عمد لم تعد تفرق بين الحق والباطل والغث والسمين فأقم عليهم مأتما وعويلا .

كان تنفيذ الحكم باعدام محمد عادل قاتل "نيره" ضربة قاصمة لكل المعتوهين والمشوهين في الأرض .

والغريب في الأمر أن ترى البعض من المغيبين يتعاطف مع هذا الكائن المحسوب على بني الإنسان ظلما وعدوانا .

إن تجارب الحياة وخبرات السابقين وحنكتهم دستورًا صالحًا لكل بني الإنسانية جمعاء..هذا إن تم توظيف هذه التجارب ووضعها في  مكانها الصحيح!

منذ بدء الخليقة ومنذ أول قطرة من الدم اريقت على وجه الأرض بمقتل هابيل على يد شقيقه قابيل والحق والباطل في صراع دائم لاينقطع لينتصر الحق في نهاية المطاف في قصص هي أقرب إلى الدراما.

 من هذه الأحداث ما خلدها القرآن الكريم وتناولتها السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ومن هذه الحكايات أيضًا ما دون في كتب الأدب والقصص باختلاف الوانها ولغاتها لتكون خير معلم للناس ودرسا مجانيًا لمن أراد أن يتعلم.

بعد مقتل نيره وقصص القتل الأخرى والتي ظهرت مؤخرًا وبأشكال مقيته وبتراجيديا محكمة.. لابد من إعادة النظر في أحوال الناس لا سيما الشباب منهم وبحث ظاهرة انتشار الجريمة والكشف عن أسبابها ووضع الحلول الحقيقية وعقد الدورات التوعوية والميدانية وتحرك قوافل المثقفين من خلال القنوات المشروعة لخلق حالة من التواصل الوجداني والتحاور الفكري والنفسي والكشف عن حالات الانفصام المجتمعي.

الأمر ليس مسألة كيميائية معقدة أو مسألة رياضية تعجيزية.. بل الأمر سهل للغاية إن أردنا التحرك من باب الوقاية خير من العلاج .

فمراعاة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والفكرية وخطورة كل ذلك على الشباب بالسلب  واجبا وطنيا وترابطا اجتماعيا .

نريد إعادة نشر لغة الحب والتسامح في شتى ربوع المجتمع فبالحب تنجح الأمم وبالتسامح يعيش الناس آمنين مطمئنين في ديارهم وأوطانهم .