الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

محاكمة حفيد مؤسس جماعة الإخوان.. سقوط أخلاقي مدعوم بمساندة من عناصر الجماعة الإرهابية

طارق رمضان، حفيد
طارق رمضان، حفيد المرشد الأول لجماعة الإخوان الإرهابية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ينتظر الداعية السويسري طارق رمضان، حفيد المرشد الأول ومؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، حسن البنا، صدور الحكم في قضيته أمام القضاء السويسري بتهمة "الاغتصاب والإكراه الجنسي"، في ٢٤ مايو الجاري، بعدما استمرت جولته القضائية طوال الثلاثة أيام الماضية، مع العلم أنه يحق للمتهم أن يستأنفه لاحقا، حيث طالبت النيابة بمعاقبة “رمضان” بالسجن لمدة ١٨ شهرا، بينما طالب دفاع المتهم بالبراءة. 
«رمضان»، الذي دافع عن نفسه بأنه يواجه "الأكاذيب والتلاعب" نافيا ارتكابه هذه الجرائم، أوقفته السلطات الأمنية الفرنسية لمدة ١٠ أشهر على ذمة قضايا اغتصاب سيدتين ما بين عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٢ من بينهما سيدة "ضعيفة" من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وهكذا فإن "رمضان" الممنوع من مغادرة الأراضي الفرنسية لحين الانتهاء من التحقيقات في قضايا اغتصاب، انتقل بإذن قضائي للمثول أمام محكمة في جنيف، الاثنين الماضي، ولمدة ثلاثة أيام، لمحاكمته في قضية "اغتصاب وإكراه جنسي"، ليسقط زعيم الجماعة الإرهابية في أوروبا أمام القضايا غير الأخلاقية التي تطارده حاليا في سويسرا وفرنسا، لتزداد جرائم الجماعة الإرهابية ظهورا وافتضاحا أمام الجميع.

نشاط على مواقع التواصل الاجتماعي
في خضم الاتهامات المتعلقة بقصص غير أخلاقية تطارد طارق رمضان، فإن الأخير لا يزال نشطا على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من تعليقات أنصاره وعناصر جماعته الإرهابية الذين يكيلون له المدائح بعد نشره مقاطع صغيرة من محاكمته، لإعطاء صورة مزيفة تدعم فرضية أنه يواجه اتهامات مبنية على أكاذيب.
فليس من المدهش أن ترى تعليقات أنصاره من قبيل وصفه بـ"الشجرة المثمرة التي ترمى بالحجارة"، ووصفه بـ"الشجاعة"، وتعليق آخر يطالبه بوضع حد "لهرائهم وأكاذيبهم وفتنتهم في كل فرصة، وبحجج وأدلة راسخة جعلتهم يتسلحون بكل هذا الحقد تجاهك، ويطالبون برأسك مهما كلف الأمر، لذا حاولوا بكل الطرق الشريرة والممكنة إسكاتك ولكنهم لم يستطيعوا".

محاكمة "الإخوان"
من جانبه؛ قال الكاتب التونسي نزار الجليدي، المقيم فرنسا، إن محاكمة "رمضان" على قدر من السواء في فرنسا أو في سويسرا، فالرجل يواجه عقوبات كبيرة جدا تصل إلى السجن لمدة سنتين إلى ١٠ سنوات حال إدانته.
وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن محاكمة طارق رمضان تستحق أن تكون عنوانا لإدانة جيل بأكمله من جماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي من الذين نزلوا على أوروبا في فترة معينة بإيعاز سياسي، لكننا الآن في أوروبا نشهد انقلابا كبيرا في التعامل مع هذه الجماعات.
وقال "الجليدي"، إن أوروبا تغير سياستها مع الإخوان في العشرية الأخيرة، أو على  الأقل الخمس سنوات الأخيرة، ويمكن اعتبار قضية "رمضان" واحدة من دلالات هذا التغير، كأن أوروبا تتجه لمعادلة جديدة وطريقة أخرى في التعامل مع الإخوان.
ولفت "الجليدي" أن المحاكمة يرافقها ضجة إعلامية كبيرة، وأن أوروبا لديها قلق حقيقي من جماعة الإخوان، والدليل على ذلك أن هناك عدة مؤتمرات ألغيت أو تم تأجيلها للجماعة في الخارج.
مختتما، بأن محاكمة "رمضان" والتغيرات التي أفرزتها الانتخابات التركية الأخيرة تقول إننا وسط خضم من الأحداث يُعد عنوانا لمحاكمة جماعة الإخوان بأكملها.
وربط "الجليدي" بين اختيار مجلة أمريكية لطارق رمضان بوصفه واحدا من المفكرين المجددين، وبين جدية فرنسا وسويسرا في التعامل مع قضايا "رمضان".
ولهذا يرى "الجليدي" أن قواعد اللعبة السياسية الأوروبية تتبدل مع جماعة الإخوان الإرهابية، بعدما باتت دول أوروبية تشعر بالقلق حيالها، وبعد ضغوطات من دول عربية لمحاكمة شخصيات إخوانية هاربة إلى الخارج، خاصة وأن هذه الشخصيات تلعب لعبة سياسية ولا تحترم تقاليد وقيم الدول المقيمة بها.
وشرح "الجليدي" في حديثه دور "رمضان" في استغلال المسألة الدينية لممارسة نزوات شخصية، ودور فرنسا التي احتجزته لمدة ١٠ أشهر، في معاقبته بعدما مارس زيف جماعات الإسلام السياسي على مستمعيه؛ موضحًا أن طريقة "رمضان" الذي يزعم أن قضاياه من قبيل "الأكاذيب والتلاعب"، تشبه طريقة جماعته الإرهابية في لعب دور الضحية خاصة عندما يوجه لها التهم بتنفيذ اغتيالات أو أعمال عنف وإرهاب أو تعزيز لخطاب الكراهية.


وقائع المحاكمة
في جلسة المحاكمة، التي انطلقت الاثنين الماضي، أشار "رمضان" إلى معاناته من الاكتئاب، وأنه لن يستسلم لما وصفه بـ"الأكاذيب والتلاعب".
ونقلا عن تقرير لـ"فرانس٢٤"، فإنه "يتوقع أن تكون المحاكمة متوترة. وفي دليل على التوتر الحاصل ثمة عازل يفصل بين المتهم والمدعية بطلب من هذه الأخيرة".
وأوضح التقرير، أن المدعية السويسرية التي تقول إنها تعيش في ظل التهديد وتستخدم اسم "بريجيت" المستعار، كانت في الأربعين من العمر تقريبا عند حدوث الوقائع المفترضة قبل حوالى ١٥ عاما.
وتؤكد أن رمضان أخضعها لأفعال جنسية وحشية ترافقت مع الضرب والشتائم مساء ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٨ في غرفة فندق في جنيف. وأقر طارق رمضان البالغ ستين عاما، والذي قد يواجه محاكمة لوقائع مماثلة في فرنسا أيضا، أنه التقى المدعية لكنه أكد خلال التحقيق أنه تخلى عن فكرة إقامة علاقة جنسية معها.


ممارسات غير أخلاقية في فرنسا
وقال فريد لخنش، الباحث في شئون التطرف والإرهاب، إن زعيم تنظيم الإخوان يواجه خمس قضايا اغتصاب في فرنسا وسويسرا، من أبرزها تهمة اغتصاب لفتاة من ذوي الاحتياجات، إذ أشارت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إلي أن خط دفاع رمضان الجديد سيرتكز على استغلال مسألة الإسلاموفوبيا، أي التحامل والكراهية والخوف من الإسلام، زاعما أنه يتعرض للعنصرية من جانب القضاء الفرنسي، وأضافت الصحيفة أن ضحاياه ومحاميهم تلقوا تهديدات منتظمة وتعرضوا للسب والقذف من أقارب وأنصار طارق رمضان.
وأضاف "لخنش" في تقرير نشره المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب، أن مسيرة الإخواني طارق رمضان بشكل كامل مع سلوكياته غير الأخلاقية والمنافية للقيم الإسلامية ذات الصلة بالعلاقات الجنسية غير الشرعية، وما يثبت ذلك هو تأكيدات "إريك موران" محامي إحدى ضحاياه في ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٠، أن التحقيقات أظهرت مدى مصداقية أقوال الضحية، التي أصرت على تقديم دليل دامغ يثبت صدق اتهاماتها، عبارة عن ثوب أظهرت الفحوصات وجود آثار من رمضان عليه، وللإشارة فقد تقدمت الضحية بشكواها ضده في  ٢٠١٨ واتهمته باغتصابها ٩ مرات في الفترة من ٢٠١٣ إلى ٢٠١٤. وحول هذه التهم في فرنسا، ووفقا لتقرير "لخنش" فإن رمضان الملقب بـ"مفكر إسلامي" أكد أن تكذيبه في السابق بشأن عدم ممارسة هذه الأفعال كان محاولة منه لحماية نفسه، إذ قال "أطلب أن يسامحني الله، وكذلك عائلتي، والذين أصيبوا بإحباط تجاهي من الجالية المسلمة بسبب أفعالي"، وما يمكن قوله هو إن رجل الإيمان والمفكر الإسلامي المعاصر طارق رمضان أساء لصورة الإسلام والمسلمين في فرنسا وأوروبا بشكل عام بهذه الأفعال خصوصا بما تعلق بقضية الفتاة ذوي الاحتياجات الخاصة.