الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«لصوص الفن» يبحثون عن نجاح مزيف.. تشكيليون يكشفون حقيقة الجدل المثار حول السرقات الفنية

وغادة والى تحسم الأمر...

المصممة غادة والى
المصممة غادة والى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"إن‏ ‏سرقت‏ ‏اسرق‏ ‏جمل" يبدو أن هذا المثل يتبعه لصوص الأعمال الفنية، والتى انتشرت فى الأونة الاخيرة، وجعلت أصحابها اكثر شهرة، وثراءً، ولكنها شهرة مزيفة، ونجاح بلا مجهود يُذكر، هكذا اكتسبت المصممة غادة والى شهرتها.

المصممة غادة والى 

الحكاية بدأت عندما نشر الفنان التشكيلى الروسى جورجي كوراسوف، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" منشورا يتهم فيها المصممة المصرية غادة والي بـ "سرقة" اربع لوحات من أعماله واستخدمتها فى جداريات محطة مترو "كلية البنات" بالقاهرة.

وأوضح الفنان الروسي، أن 4 من لوحاته المستخدمة في المشروع موجودة في الموقع الخاص به في قسم الأصول المباعة، مشيرًا إلى أن إحدى اللوحات المسروقة هي بالأصل "ليست عن مصر القديمة بل هي عن اليونان القديمة".

حقوق الملكية الفكرية 

ولم يمر سوى بضع شهور الا وتكررت هذه السرقة الفنية من الفنانة نفسها مع نفس الفنان الروسي، حيث فوجئ الجميع بقيام محامى الفنان التشكيلى الروسى جورجي كوراسوف، بادلاء بتصريحات صحفية قائلا:  إن السيد كوراسوف اكتشف أن إحدى لوحاته ورسوماته الفنية تم استخدامها في إعلان على جميع وسائل الإعلام والقنوات التليفزيونية، الخاصة بشركة بيبسي وجار اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الشركة.

وأوضح المحامي، أن الفنان الروسي قرر اتخاذ الإجراءات القانونية ضد شركة بيبسي والمصممة غادة والي، وطالب بتعويض مادي ضخم واعتذار رسمي من الشركة عن تلك الأفعال غير المبررة لسرقة مجهود وأعمال شخص ونسبها إليهم.

تصميمات اعلان بيبسى المسروقة

 

وأضاف أن أعمال كوراسوف واضحة، وأن لديهم جميع المستندات الدالة على أن تلك الرسومات التي ظهرت في الإعلانات ملك الفنان الروسي.

السرقات الفنية منذ الثمانينيات

وكان للفنانين رأى آخر حيث قال الفنان التشكيلى ياسر جعيصة، عضو الاتحاد الأوروبى لرسامى الكاريكاتير سابقا، إن الفن التشكيلى يندرج تحت طائلة الملكية الفكرية، والسرقات الفنية ليست حدثًا جديدًا.

التشكيلى ياسر جعيصة 

وأضاف "جعيصة" فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، أن هناك فرقا كبيرا بين توارد الخواطر، والاقتباس، حيث تعنى كلمة اقتباس فى العمل الفنى "السرقة"، أما التأثر يحدث فى نطاق ضيق جدا، مثل أن يعرض فنانون كل فى بلد مختلف فى نفس التوقيت نفس الفكرة هذا ما يعنية توارد الافكار .

وأشار جعيصة، إلى أن الفنان يستغرق وقتا كبيرا ومجهودا فى إبداع أى عمل فنى، حتى يخرج للنور، ليظهر فنان اخر بعد فترة لسرقة مجهوده الفنى.  

وأضاف جعيصة: أن السرقة الفنية ليست جديدة على الوسط الفنى، فالفنان العظيم بابلو بيكاسو اقتبس بعض أعمال الفنان جورج براك، وخرج لنا بالمدرسة التكعيبية، وأيضا الفنان فرانك فرازلتا عاش على أعماله الفنانين المصريين فى فترة الثمانينيات والتسعينيات، حيث كان لا يتوفر فى هذة الفترة الانترنت، فكان الفنانون يسافرون ليشتروا الكتاب وينقلون منه الأعمال الفنية.

إساءة لتاريخ مصر الفنى

بينما أكدت الدكتورة صفية القبانى، نقيبة التشكيليين، ان المصممة غادة والى المتهمة بسرقة تصميمات الفنان الروسي، ليست عضوة فى نقابة الفنانين التشكيليين.

وأوضحت "القبانى" عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ان النقابة ناشدت الدولة وهيئة مترو الانفاق والجهات الرقابية بشأن واقعة سرقة تصميمات الفنان الروسى الاولى وبالفعل تم رفع العمل من مترو الانفاق بسهوله لانها مصنوعة من الورق اللاصق فكان من السهل نزعها.

الدكتورة صفية القباني نقيب التشكيليين 

واعربت نقيبة التشكيليين، عن استيائها واحباطها من تكرار واقعة السرقة من المصممة نفسها ومع نفس الفنان الروسى ، مضيفة انها اساءت الى فنانين مصر وتاريخها وسمعتها.

ووجهت "القبانى" سؤالا: "كيف يتم التعاقد معها من خلال فرع شركة عالمية فى مصر لعمل تصميم ليعاد نفس السناريو؟! ".

وتابعت: " ربما الان  المساس ليس في حق فنان ولا ملكيه فكرية  لكنها سمعه مصر ( فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ﴾، (الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)الرعد11".

من وراء المسئولية الفنية؟!

فيما اعرب الناقد التشكيلى صلاح بيصار عن استيائة من واقعة سرقة تصميمات الفنان الروسى  كوراسوف،  التى قامت بها المصممة الشابة غادة والي، الخاصه باعلان خاص بإحدى شركات المياه الغازية.

وقال "بيصار" فى تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، إنه ضد اى عمل منقول او مقلد ايا كان، مضيفا ان السرقة مرفوضة  قانونًا وفى عُرف الفن التشكيلى ايضا.

وعن سبب سرقة الفنانين لاعمال غيرهم اكد "بيصار"، أن السبب الرئيسى فى هذا التصرف هو قصور فى الرؤية التشكيلية للفنان، موضحا ان الفنان لابد وان يحصن نفسه بطاقته التعبيرية.

الناقد التشكيلى صلاح بيصار 

وأشار الناقد التشكيلى إلى أن هناك فارق كبير بين توارد الافكار والنقل، الاول له قانونه الذى يتضمن رسم على مساحة مختلفة، والقائم على الموتيفات فقط، اما النقل فهو سرقة لمجهود فنان آخر.

وعن واقعة سرقة تصميمات مترو الانفاق للفنانة ذاتها قال هناك أزمتين فى هذة السرقة الاولى ان محطة المترو المعنية بالتصميم لم تكن تحتاج الى التصميم من الاساس، والثانية انه لا يصح ان يوضع التصميم على الميزايكو.

ووجه "بيصار" سؤالا للقائمين على الفن فى مصر، من وراء المسئولية الفنية؟!، ودعا إلى تشكيل لجنة فرز وتحكيم فنية مكونة من المتخصصين والاساتذة الكبار، والفنانين المحترفين، لان ترشيح فنان لعمل فنى بشكل عام خاطىء تمامًا.

واختتم حديثة بتوجية نصيحة لشباب الفنانين بتحصين موهبته بمتابعة الاعمال الفنية بشكل مستمر، وعدم العجله فى انتاج الاعمال الفنية.

غادة والى تخرج عن صمتها

خرجت الفنانة غادة والي عن صمتها، تجاه الاتهامات التي وجهها لها فنان روسي، بشأن تصاميمها الجديدة بحملة إحدى شركات المياه الغازية، وقالت غادة، في بيان صحفي لها، إن ادعاءات الفنان الروسي ليست لها أي أساس من الصحة، وهي كاذبة تماما، وأن تصاميمها الخاصة بالحملة أصلية لا تمت لرسوماته بأي صلة، موضحة أنه قذف لاتهامه لها دون إيضاح إثبات أو الإشارة لرسوماته التي يدعي أنها مأخوذة منها.

وأضافت: أن فكرة التصاميم هي توثيق التسلسل الزمني للتطور الجرافيكي للثقافة المرئية المصرية، وكل عبوة تصور عصرًا مختلفًا وتقنية إيضاحية تمثل كل من الشخصية المصرية والعلامة التجارية، مشيرة إلى أن الحملة مقسمة لـ 4 تصميمات رئيسية، الأولى هي العبوة الفرعونية والحقبة الزمنية هى مصر القديمة، والثانية عبوة الفلاحة المصرية، وهى تمثل الريف المصري، بجانب عبوة القط، والحقبة الزمنية هنا هى مصر الحديثة، وآخرها العبوة الفنية، وتمثل مصر في الألفية.

وأكدت أن الفنان الروسي يسعى لحصد الشهرة على حسابها عبر اتهمامها زورا من وقت لآخر بسرقة لوحاته دون أن يوضح أي إثبات، وأنه استغل تحفظها بالصمت وكسب شهرة مزيفة.

«من أمن العقوبة أساء الأدب»

قالها حبر الأمة وترجمان القرآن "لكل عمل حساب ، للحسن منه ثواب ، وللسيئ عقاب" عبد الله بن عباس رضى الله عنهما.