الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

السيناتور فاليري بواييه عضو «الشيوخ» الفرنسي في حوار لـ«لوديالوج»: رؤية مصر وفرنسا متقاربة فى ملف الغاز فى البحر المتوسط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«مدبولى» أبلغنى أن مصر لا تتسامح مطلقًا مع تدفق المهاجرين غير الشرعيين.. «الإمارات» الحليف المشترك لفرنسا ومصر فى مواجهة الإسلام الراديكالى والإخوان

الشرق الأوسط وشرق المتوسط ينتقلان من المخاطر الجيوسياسية إلى بوادر الأمل
يتعين على أوروبا ألا تغض الطرف عن حقيقة الحرب الدائرة فى أرمينيا وأن تكافح من أجل حشد التضامن الدولى ضد الغزو الروسى لأوكرانيا


فاليري بواييه، عضو فى مجلس الشيوخ، وعضو سابق فى البرلمان، وعضو فى حزب الجمهوريين (LR) ونائب سابق لعمدة مرسيليا، وعضو فى الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا. تخرجت فى معهد الدراسات السياسية فى إيكس إن بروفانس واللغات الأجنبية التطبيقية، وهى أيضًا طالبة سابقة فى مدرسة اللوفر.
وفى هذه المقابلة التى أجرتها مع لوديالوج وصحيفة «البوابة»، تجيب السيناتور فاليرى بواييه، المتحمسة لقضايا الشرق الأوسط والمسيحية الشرقية، والتى دافعت عنها لسنوات فى الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، عن أسئلة من ألكسندر. ديل فال. 
وخلال هذا الحوار الحصري؛ تطرقت السيناتورة الفرنسية للعديد من القضايا الشائكة التى يتم تناولها، والمتعلقة بالحرب الأرمينية الأذربيجانية، والمسيحيين فى الشرق، والإسلام المتطرف، وأيضا الصراع الروسى الأوكراني... إلخ. وهذا هو الجزء الأول من الحوار المقسم على حلقتين.. حوار جريء يعكس شخصية هذه المرأة الاستثنائية؛ فهى مزيج من الاعتدال والعقل.
مزيد من التفاصيل فى نص الحوار التالي:

■ دعونا نتذكر أولًا وقبل كل شيء أنك تتابعين دائمًا قضايا الشرق الأوسط والجيوسياسية والدولية بشكل عام: أنتِ تشاركين فى اجتماعات منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا فى مجلس الشيوخ، وقد عدت منذ فترة قليلة من مهمة إلى تايوان، وذهبت إلى سوريا عدة مرات وذهبت إلى أرمينيا وناجورنو كاراباخ وأيضا قمت بزيارة مصر فى مارس الماضي.. لنبدأ بهذا البلد الذى ذهبت إليه فى نهاية شهر مارس. لقد قيل الكثير عن مصر فى الغرب، منذ «الربيع العربي»، وسقوط حكومة الإخوان المسلمين برئاسة محمد مرسي، ثم وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي، أحيانا يتم التطرق للأوضاع فى مصر بشكل سلبي.. فهل تعتقدين أن فرنسا والاتحاد الأوروبى لا يزالان يشاركان مصر المخاوف الأمنية والجيوسياسية فى البحر الأبيض المتوسط فى مواجهة الإخوان المسلمين والجهادية المتطرفة؟
- بالفعل كانت هذه هى رحلتى الأولى إلى مصر، لكن الفرنسيين لديهم ارتباط قوى جدًا بهذا البلد. نحن فى الواقع نتشارك الكثير مع مصر فى البحر الأبيض المتوسط وكذلك مع اليونان وقبرص فى مواجهة الإمبريالية العثمانية، دون أن ننسى الإمارات العربية المتحدة، الحليف المشترك الكبير لفرنسا ومصر وأيضا وفى العالم العربى والخليج فى مواجهة الإسلام الراديكالى والإخوان المسلمين.
لذلك فإن مصر بحكم الأمر الواقع تشترك فى تحالفات جيوسياسية مشتركة ومتقاربة مع تلك الخاصة بفرنسا. وفى الحقيقة، تدين باريس «الانفصالية الإسلامية» وتحاربها فى الداخل، كما تحارب الجهادية فى الخارج. ومع مصر، إذا كان مفهوم الديمقراطية يمكن أن يتباعد، فإن المصالح بينهما المشتركة ولا يوجد بينهما خلافات فى البحر الأبيض المتوسط وفى العالم العربى أو حتى فى أفريقيا.
كما تتعاون مصر وتقترح المزيد من التعاون مع فرنسا وأوروبا فى مواجهة الإسلاموية الراديكالية و«الإخوان المسلمين» وتستمر فى المشاركة فى نظام احتواء السياسة التركية الجديدة؛ حتى ولو قامت القاهرة مؤخرا - فى نهاية مارس ٢٠٢٣ خلال فترة زيارتى لها- بالتقارب قليلا فى علاقاتها مع أنقرة.
وبالفعل، تتلاقى اهتماماتنا أيضًا حول الهجرة، لأنه، كما أخبرنى رئيس الوزراء المصرى الدكتور مصطفى مدبولى خلال رحلتي، فإن مصر لديها سياسة عدم التسامح مطلقًا مع تدفق المهاجرين غير الشرعيين، على عكس العديد من دول شمال أفريقيا الأخرى والدول التى تفعل لعبة استقبال المهاجرين أو ممارسة الهجرة والابتزاز المالى فى كثير من الأحيان.
وهناك نقطة أخرى أريد أن أتحدث عنها، فى فرنسا فإن دراسة الحضارة المصرية تبدأ فى الغالب فى بداية المرحلة الثانوية فى الصف السادس (أو أعلى) وبالتالى تتعلق بالطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين ١١ و١٣ عامًا. مثل الكثير من الفرنسيين، وأعجبت بنقل مومياوات ومقتنيات ملكات وملوك الفراعنة فى أبريل ٢٠٢١ إلى المتحف الوطنى للحضارة المصرية (NMEC).. بالفعل تُظهر مصر للعالم فخر تاريخها الذى يمتد عبر آلاف السنين.
وأخيرًا، فيما يتعلق بالطاقة، أشار رئيس الوزراء المصرى إلى أن مسألة احتياطيات الغاز البحرية فى شرق وجنوب البحر المتوسط فى المياه المصرية، وكذلك التعاون مع دول الجوار الأخرى بشأن تقاسم المناطق الاقتصادية الخالصة وتوزيع هذه المناطق واستغلالها هى مسألة استراتيجية وطالما اختلفت فيه مصر وفرنسا والاتحاد الأوروبى من جهة، مع تلك الدولة من جهة أخرى؛ ولكن يجب إيجاد حل سلمى وفقا القانون الدولي.
ومن وجهة النظر هذه، فإن رؤية مصر قريبة جدًا من رؤية فرنسا فى البحر الأبيض المتوسط بالنسبة لملف الغاز ولكن أيضًا فيما يتعلق بمكافحة الاحتباس الحراري، كما رأينا فى قمة المناخ COP ٢٧ فى شرم الشيخ. وكما تحدثنا عنها فى مصر مع السلطات إلى جانب المفكر دكتور عبد الرحيم على وميشيل الصبان، رئيس جمعية R٢٠ للمرأة، وهى منظمة تعمل من أجل مكافحة الاحتباس الحراري.
 


■ وهل الحرب فى أوكرانيا وضرورة إيقاف روسيا تمت على حساب الأرمن؟
- يجب أن يكون صوتنا بالإجماع للتعبير عن تضامننا العميق مع أوكرانيا والشعب الأوكرانى من أجل أن نلفت الانتباه إلى دراما إنسانية أخرى.. ألا وهى جرائم الحرب والانتهاكات الخطيرة للمبادئ التأسيسية للأمم المتحدة، ضد دولة عضو أخرى، وهى أرمينيا. يتم تعبئة المجتمع الدولى بالكامل للدفاع عن أوكرانيا، ووسط كل ذلك، فإن الهجوم الجديد على أرمينيا من قبل أذربيجان فى منتصف سبتمبر لم يلاحظه أحد تقريبًا.
ومع ذلك إذا لم يرد المجتمع الدولى بكل الحزم اللازم على الفور، فإن هذه الحرب تتجاوز القضايا المحلية وهى بالفعل حرب غزو جديدة تم الإعلان عنها وهى على أبواب أوروبا. وبكل صراحة، هذا المعيار المزدوج غير مفهوم خاصة أن تأثرنا بما يحدث فى أوكرانيا هو أمر طبيعى تمامًا؛ لكن نفس الأسباب تنتج نفس التأثيرات، وما ينطبق على أوكرانيا ينطبق أيضًا على أرمينيا التى تعتبر بلدا صغيرا جدًا يبلغ عدد سكانه ٣ ملايين نسمة ومنطقة أرتساخ (ناجورنو كاراباخ) يسكنها ١٢٠.٠٠٠ نسمة.
ومن ناحيتي، كلما استطعت، أطرح هذا الموضوع دائمًا فى كل مشاركاتى فى مجلس الشيوخ أو المنظمة أو المناسبات الأخرى؛ حتى أننى أشرت إلى ذلك فى الاجتماع الثنائى مع الأوكرانيين، فى فيينا، فى فبراير ٢٠٢٣.وفى الحقيقة، لا يمكن أن أتصور السلبية التى نتعامل بها حيال ما يحدث فى منطقة أرتساخ؛ فلقد ساد الصمت، منذ ١٢ ديسمبر ٢٠٢٢: تم إغلاق ممر لاتشين، وهو طريق الوصول الوحيد الذى يربط ناجورنو كاراباخ بأرمينيا، بحجة كاذبة مفادها أن من يسمون نفسهم بالناشطين البيئيين من أذربيجان يقومون بعمل عدة أبحاث على الأرض فى حين أن القوات الخاصة الاذربيجانية تتواجد هناك على الارض!
وتخوض أرمينيا وناجورنو كاراباخ حربًا هادئة تشنها دول تنقيحية تتنازع - خارج هذه المنطقة - على حدود أرمينيا نفسها، التى يشار إليها الآن باسم «أذربيجان الغربية»، وهو ما يشكل هراءً تاريخيًا وانتهاكًا لسيادة جمهورية أرمينيا والقانون الدولي.
وأصبحت ناجورنو كاراباخ سجنًا فى الهواء الطلق يفتقر فيه سكانه يوميًا بل إلى كل شيء؛ الغذاء، والطعام، ومنتجات النظافة الأساسية. إضافة إلى أن أذربيجان تقطع بشكل عشوائى الغاز والكهرباء وشبكات الإنترنت لتغرق ناجورنوكاراباخ فى عزلة الشتاء القارس خاصة أن درجة الحرارة فى هذه المنطقة الجبلية يمكن أن تنخفض إلى -١٠ درجات. ووسط كل ذلك، لم يعد الأطفال فى المدرسة، وتم إغلاق المدارس بسبب نقص التدفئة ووسائل التشغيل كما نفدت الأدوية فى مستشفى ستيباناكيرت ولم يعد بالإمكان استقبال المواطنين لتلقى العلاج اللازم ولم يتمكن الصليب الأحمر من إجلاء عدد قليل منهم على وجه السرعة إلى يريفان. وفى هذه الفترة وُلد أكثر من ٢٠٠ طفل حديث الولادة؛ لكن ماذا سيكون مستقبلهم فى منطقة دمرتها حرب ٢٠٢٠، وربما صراع جديد يتكون أعلنت عنه أذربيجان مؤخرا! أخيرًا، يموت الأرمن فى ناجورنو كاراباخ بسبب حالة اللامبالاة من جانب المجتمع الدولي.
■ وما الذى يجب فعله لوقف الأذريين لمشروعهم للقضاء نهائيًا على أرمينيا الخاضعة للحظر والهجوم منذ عام ٢٠٢٠؟
- فى ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٢، ذبح أكثر من ٢٠٠ جندى ومدنى أرمنى فى غضون ساعات وتأثرت المبانى المدنية، مثل المدارس. وتم عرض جرائم الحرب بفخر على القماش من قبل الجنود الأذربيجانيين وهم يصورون أنفسهم أثناء قيامهم بأعمال الاغتصاب والتعذيب والتقطيع.. دائما نفس البربرية ودائما نفس الجرائم ودائما نفس السلبية للديمقراطيات الغربية.
ولا يجب أن يتم السكوت على ذلك؛ فبينما كانت فرنسا، عبر تاريخها، تحمى دائمًا المظلومين، لم يتم عمل أى شيء لحماية ودعم حليفنا أرمينيا فلم يتم تقدم أى مساعدات عسكرية وهناك مساعدات إنسانية قليلة تم تقديمها إن وجدت. بينما تمكنت فرنسا من الانتشار فى مالى وفى مسارح العمليات الأخرى ولكن لم يتم فعل أى شيء لأرمينيا!
فى سياق الحرب فى أوكرانيا، وعادة ما تٌظهر الدعوات الخجولة لوقف إطلاق النار- من قبل القادة الغربيين - عدم اهتمام الغرب بحليفتنا أرمينيا وتسلط تلك الدعوات الضعيفة أيضا الضوء على التناقضات الأخلاقية. وفى الحقيقة، ما يصلح لروسيا، يجب أن يكون صالحًا للأوتوقراطية الأذربيجانية.. الكلمات والأقوال لا تعنى الكثير عندما يُذبح الأرمن ودائما ما أفكر للجندية الأرمينية أنوش أبيتيان، ضحية الهمجية الأذرية.. هذه الأم لثلاثة أطفال، وهى جندية فى الجيش الأرمني، تم أسرها بالقرب من جرموك من قبل الأذريين، ثم تم تعذيبها حتى الموت. وبث الجلادون صور أعمالهم البربرية فى حالة لامبالاة عامة. ومع ذلك، فإن الحكومة التى تم استجوابها فى البرلمان لجأت لفترة طويلة إلى سياسة الحياد لمجموعة مينسك. تلك المجموعة التى لم تكن موجودة لتكون محايدة ولكن تم تبنى هذه السياسة لتجنب أى عملية تطهير جديدة. فى أبريل ٢٠٢٣، زارت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا باكو ويريفان.. نحن بالفعل لسنا دولة صغيرة بل نحن أمة عظيمة ولطالما قامت فرنسا عبر تاريخها بحماية المظلومين، وهنا يجب أن أؤكد أن الكلمات تعنى القليل عندما يتم إبادة آلاف الأرمن!
لقد ظلت الحكومة محايدة فى مواجهة استخدام أذربيجان لأسلحة الفوسفور كما بقيت أيضا على الحياد فى وجه تلك الدولة التى قامت بإرسال الجهاديين لقتل الأرمن. وأيضا ظلت حكومتنا على سياسة الحياد عندما علمنا أن تلك الدولة تستخدم الجهاديين كمرتزقة لقتل الأرمن.. وفى الحقيقة لقد استمر حيادنا فى مواجهة التطهير العرقى والثقافى الذى تقوم به أذربيجان.
وفى الحقيقة، فإن البقاء على الحياد يعنى التخلى عن الشقيقة والحليفة أرمينيا.. هذا الحياد يتمثل فى أن تكون متفرجًا على إبادة جماعية مرة أخرى.. لا شك أن البقاء على الحياد يعنى اختيار وتفضيل الدكتاتورية التركية الأذربيجانية على الديمقراطية الأرمنية.
وكان ديزموند توتو على حق عندما قال: «البقاء على الحياد فى مواجهة الظلم هو اختيار معسكر الظلم». لهذا السبب، بعد التصويت فى ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠ على قرار يهدف إلى الاعتراف بجمهورية أرتساخ، كان مجلس الشيوخ مرة أخرى فى موعد مع التاريخ، فى ١٥ نوفمبر ٢٠٢٢ عندما تم التصويت على قرار يؤكد دعمه لأرمينيا ويدعو إلى عقوبات ضد أذربيجان.
ونحن نطالب، أولا وقبل كل شيء، بالانسحاب الفورى وغير المشروط، إلى مواقعها الأولية، للقوات الأذربيجانية وحلفائها من الأراضى السيادية لأرمينيا وممر لاشين، الذى يجب ضمان أمنه ووضعه غير المتغير، وفقا لشروط اتفاقية وقف إطلاق النار فى ٩ نوفمبر ٢٠٢٠. بعد ذلك، نطالب باحترام السلطات الأذربيجانية وجميع شركائها فى المنطقة، لوحدة أراضى أرمينيا وسيادتها واستقلالها وفقًا لالتزاماتها والتزاماتها الدولية. أخيرًا، طالبنا بالإفراج الفورى وغير المشروط عن جميع أسرى الحرب الأرمن وإعادتهم إلى أوطانهم. أعتقد أيضًا أنه يجب علينا المضى قدمًا من خلال تجميد أصول عشيرة علييف فى فرنسا والخارج.
■ وهل يمكن أن تحدثينا عن طبيعة مهامك كعضو فى مجلس الشيوخ ومراقبة لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا؟ هل الحكومة الفرنسية والاتحاد الأوروبى يتجاهلان ما يحدث فى القوقاز أو الجبهات الأخرى الدموية مثل أوكرانيا أم أن الوضع مختلف وهناك تغير واضح؟
- أود أن أرحب بالقرار الذى اتخذه الاتحاد الأوروبى فى أكتوبر ٢٠٢٢ لنشر بعثة مراقبة على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان وفى نوفمبر ٢٠٢٣، خلال اجتماع فى وارسو لمؤتمر منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا التى أنا عضوة فيها، قمت بدعم الطلب الأرمينى بتمديد مهمة المراقبة هذه إلى ما بعد الشهرين المتفق عليهما مبدئيًا بين الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل، وكذلك رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا. 
هذه البعثة، التى ضمت مائة عضو من بينهم خمسون مراقبا غير مسلح، كانت لمدة عامين على الجانب الأرمنى من الحدود الأرمنية الأذربيجانية (أذربيجان ترفض وجود مراقبين على أراضيها) وتهدف إلى ضمان الاستقرار فى المناطق الحدودية لأرمينيا. أخيرًا، فيما يعرب الاتحاد الأوروبى عن تضامنه مع أرمينيا ويؤيد طواعية عملية التهدئة فى مواجهة الصراع الذى استمر لأكثر من ثلاثين عامًا حول ناجورنو كاراباخ.
وبصفتى عضوا برلمانيا فى منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، فقد دعوت منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا إلى التحرك والانتشار حتى لا تتم التضحية بالحرية الهشة للشعب الأرمنى وبقائه على قيد الحياة. بالإضافة إلى دور الوساطة، يجب على الاتحاد الأوروبى أن يُظهر فى أرمينيا نفس قوة التضامن التى كان قادرًا على حشدها للرد على غزو روسيا لأوكرانيا. وهنا أؤكد أنه، باسم القيم التى هى قيمنا والتى من أجلها ندافع عن أوكرانيا، يجب أن يكون صوتنا فى هذه الجمعية بالإجماع فى مواجهة هذه المأساة الإنسانية وجرائم الحرب التى تحدث فى أرمينيا، والانتهاكات الجسيمة للمبادئ الأساسية.
ويجب أن يتم ذلك فى كل الهيئات الدولية، بما فى ذلك منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا. وبينما تم فرض عقوبات صارمة على روسيا التى هاجمت أوكرانيا، فإن نفس المنطق يجب أن يؤدى إلى فرض عقوبات على أذربيجان التى هاجمت أرمينيا وشريكتها التركية. كما يتعين على أوروبا ألا تغض الطرف عن حقيقة الحرب الدائرة فى أرمينيا، بل يجب عليها أن تكافح من أجل حشد التضامن الدولى فى ظل الغزو الروسى لأوكرانيا.