السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

صحفى من زمن الكبار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم أكن أعرفه شخصيا أو مهنيا إلى أن حادثني لأكتب مقال أسبوعى فى صبوحة الصحافة العربية مجلة “صباح الخير”، وهى المجلة التى أحببتها منذ طفولتى لخفة روح كتابها والقائمين عليها، وما تميزت به من رسومات الكاريكاتير المحببة والتى تبعث على التفاؤل، والتى كانت أسرتى تحرص على اقتناء كل أعدادها.. سعدت جدا بهذا الطلب وبثنائه على كتاباتى واعتبرتها مجاملة لطيفة من رئيس تحرير!.. وبانتهاء المحادثة بحثت عنه لأعرف من هو!.. وصدمت بشدة وشعرت بتقصيرى، كيف وأنا مع نهمى للقراءة غاب عنى هذا الكاتب السياسى الكبير؟!.. كيف لم أتابعه من قبل؟!.. انغمست فى البحث والقراءة وأمضيت عدة ساعات فى التنقل بين مقال ومقال، وكل مقال ينقلنى لعدة عصور، وكل عصر يبهرنى بأحداثه التى ينقلها الكاتب بدقة وبراعة وتشويق، وأمضيت وقتا سعيدًا شعرت بعده بانتفاخ الذات! فهذا الكاتب الكبير لن يمدح أحرف وفكر أحد إلا عن إقتناع، ولن يجامل أحدا وهو يعرف قيمة الكلمة وثقلها فى الميزان، ثم فوجئت بتليفون آخر من الصبوحة للذهاب إليها لعمل حوار معى، تجريه الصحفية الدؤوبة مى حمدى الوزير، ذهبت إلى المجلة والتقيت رئيس التحرير، الذى أصبح الصديق المقرب والمستشار الرصين فى المواقف الشائكة التى تنغص علينا متعة النجاح، إنه الكاتب السياسى والمثقف الكبير والصادق لدرجة الصدمة الأستاذ طارق رضوان، والذى يعتز به كل من يعمل معه أو يصادقه٠ وانتظمت فى إرسال مقالي الأسبوعي حتى إنتهت فترة رئاسته لتحرير المجلة، ولكن لم تنته صداقتنا وتقدير كل منا للآخر، فقد تشرفت بحضوره حفلاتى وأصبح من أكثر الداعمين و الحريصين على الحضور، كما شرفت بكتاباته النقدية عن الأداء والبرنامج المقدم بعد كل حفل.. وبعد تركه للصبوحة لم يجلس الأستاذ طارق مكتوف اليدين، ولكنه إنتهزها فرصة لإنجاز كتب سياسية تثري المكتبة العربية، وأصبحت مراجع هامة للدارسين والباحثين فى الشؤون السياسية وغيرها، حتى صار مجمل إنجازه من الكتب حتى الآن ٢٧ كتاب، تعكس جميعها ثقافته العريضة وعلمه الغزير، ومثابرته فى جمع دقائق المعلومات وإلتقاط دررها، بإسلوب سلس ومنمق وتعابير متفردة، تثير فى القارئ فضول المعرفة، وتتطلب أن ننقى الذهن لنتقن الاستقبال، ففى حضرة كلماته المختارة بعناية يجب أن يكون القارئ فى تمام الجاهزية لإستقبال هذا الفيض من الثقافة كما ينبغى.. ومنذ أيام قليلة صدر قرار وزارى من الوزيرة المحترمة بنت أكاديمية الفنون، وأحد الوجوه المشرفة بها، لعلمها وإخلاصها وأخلاقها الحسنة فهى بنت أصول مزجت العلم بالأخلاق فصار لها مكانة متميزة فى القلوب تضعها موضع التقدير والاحترام والمحبة المخلصة وهى أ.د. نيفين الكيلانى والتى أصدرت قرارًا بتولى الأستاذ طارق رضوان رئاسة تحرير جريدة القاهرة، وهى جريدة وزارة الثقافة المصرية، والتى ولدت عملاقة وكانت مصدرا هاما للمثقفين، حتى أصابها ما أصاب الكثير من أفرع أنشطة وزارة الثقافة، والتى نتعشم أن تستعيد كامل عافيتها على يد دكتورة/نيفين الكيلانى.. وإختيار الأستاذ طارق رضوان ينم عن ذكاء وإرادة حقيقية للنجاح والتطوير، ونتمنى أن يتبعه العديد من القرارات التى تعيد الوزارة إلى مكانتها، والتى تليق بإسمها وتاريخها وتاريخ عظماء تحملوا تلك المسؤولية وشرفت بهم الوزارة.. كما أتمنى أن تحقق أحلاما مأمولة للثقافة المصرية، بعد تغييب كان سببا فى سلبيات كثيرة يعج بها المجتمع، والحقيقة نلمس جميعا طفرة فى إختيار قيادات الوزارة بعد تولى دكتورة نيفين زمام الوزارة، فالاختيارات لأكفاء وأصحاب رؤى للنهوض بالثقافة وعودتها قادرة شامخة نزهو ونفتخر بها.

كل الأمنيات للصديق العزيز والكاتب الرصين بالتوفيق، وأتمنى أن تصبح جريدة القاهرة على يديه منبرا لكل المثقفين من جميع القطاعات، وعين راصدة للابداع والمبدعين، ترسخ أقدامهم، وتزيدنا وعيا وثقافة وحرصا على وطنا يستحق منا الإصطفاف، حتى العودة لقيادة المنطقة فكريا وثقافيا بجانب قدراتنا العسكرية الفذة.