الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الكتيبة 101 ومعركة الشيخ زويد الفاصلة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فتح مسلسل الكتيبة 101 جرحاً لن يندمل، وجاء كوثيقة فاضحة ضد الإرهاب المتأسلم، بالتحديد في حلقتي 17 و18 رمضان عندما تعرض المسلسل للهجوم الذي نفذه المتأسلمون على شمال سيناء بهدف عزل منطقة الشيخ زويد وإعلانها أول إمارة إسلامية في مصر، الهجوم الإرهابي كان كثيفاً ووحشيا ويمكنك أن تصفه بالحرب بكل ما تعني كلمة حرب من تخطيط وتمويل وشراسة وهدف واضح يسعون لتحقيقه.

هذا الهجوم البربري الذي شهدته سيناء صباح الأربعاء الموافق 1 يوليو 2015 الموافق 14 من شهر رمضان نفذه تنظيم داعش الإرهابي وكانت خطته هي الهجوم على عدد من الكمائن الأمنية للقوات المسلحة المصرية بمنطقتي الشيخ زويد ورفح في توقيتات متزامنة، باستخدام عربات مفخخة وأسلحة ذات أعيرة مختلفة.

الخطورة في هذا الهجوم أنه كان بمثابة المفتاح المشؤم الذي يفتح البلاد على مصراعيها لتكرار النموذج السوري على الأراضي المصرية، ولكن القوات المسلحة المصرية كانت هناك بالمرصاد دفعت الدم والرصاص دفاعا عن البلد وحدوده، قدمت سبعة عشر شهيدا من بينهم أربعة ضباط وإصابة ثلاثة عشر آخرين من بينهم ضابط، شهداء الجيش والمصابون منه ساهموا بشكل حاد في تماسك مذهل للمقاتل المصري مع تنسيق رفيع المستوى بين مختلف الأسلحة بما فيها الطيران وهو ما أدى إلى تدمير مناطق تجمعات الإرهابيين الذين سماهم اعلامنا الرسمي بالتكفيريين ونجح الجيش المصري في قتل ما لا يقل عن 100 فرد من العناصر الإرهابية وإصابة أعداد كبيرة في الساعات الأولى التالية للهجوم وتدمير 20 عربة كانت تستخدمها تلك العناصر الإجرامية.

في حلقتين فقط من مسلسل الكتيبة 101 تم احتواء هذه المعركة الكبرى وإذا اعتبرنا أن الحلقتين مجرد بداية لتوثيق تلك الملحمة، فعلينا أن ننتظر الموسم القادم ثلاثين حلقة ترصد بدقة تلك الحرب الخاطفة التي وصفها بيان القوات المسلحة في حينها بالحرب الشرسة ونكتب بالنص ما قاله البيان "شعب مصر العظيم إن قواتكم المسلحة تقود حربًا شرسة ضد الإرهاب دون هوادة ونؤكد لشعبنا العظيم أننا لدينا الإرادة والإصرار لاقتلاع جذور هذا الإرهاب الأسود، ولن نتوقف حتى يتم تطهير سيناء من جميع البؤر الإرهابية وينعم وطننا الحبيب بالأمن والاستقرار".

إذن فإن ما حدث في تفجير الكمائن الثلاثة الجورة والرفاعي وسدرة واجتياح مدينة مصرية والرد العاصف من الجيش لا يمكن اختزاله في دقائق الحلقتين، هناك عشرات التفاصيل الإنسانية والعسكرية، كل تلك التفاصيل من شأنها تقديم مسلسل كامل من ثلاثين حلقة ليعلم أبناؤنا ماذا كان يخططون لنا وإلى أين انتهينا وكيف والأثمان المدفوعة من أجل إنقاذ الوطن ومن أجل حرية الشعب المصري التي كانت على وشك الإهدار بمعرفة خونة الأوطان المتأسلمين أصحاب اللحي المفخخة.

المعركة التي بدأت في تمام الساعة السادسة و55 دقيقة صباح اليوم الأربعاء الموافق 01 يوليو 2015 هي معركة واجبة التوثيق والدراسة حتى الخائن المصري فيها الملقب بالحكيم واجب فضحه، والتشابكات الدولية في هذه المعركة يجب أن لا تنسى فالعسكرية حكاية مختلفة عن التوافقات السياسية ورصد التدخلات الدولية من باب التاريخ، حتى ولو جاء ذلك تلميحاً فى المسلسل الذى أقترحه واثقاً تمام الثقة أن بلادنا لديها من الإمكانات ما يمكنها من إنتاجه على مستوى نفخر به جميعاً على مر الزمان.