الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

فى حوار مع عضو بالوفد الفرنسى نشرته صحيفة إيطالية.. البابا تواضروس الثانى يؤكد: الاعتداءات على الكنائس استهدفت الوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

علاقاتنا ممتازة بالرئيس والأزهر والحكومة والبرلمان
البابا تواضروس خلال لقائه مع فرانشيسكو دى ريميجيس
فى عهد الرئيس.. صدر قانون ينظم بناء الكنائس.. ولأول مرة انتهت القيود القديمة
الرئيس السيسى انتهج منذ وصوله للسلطة خطًا مختلفًا للبلاد.. والوضع تحسن كثيرًا

نشرت صحيفة «الجورنال» الإيطالية، حوارًا مع قداسة البابا تواضروس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية، أجراه فرانشيسكو دى ريميجيس الصحفى بالجريدة، وذلك أثناء زيارة الوفد الفرنسى لقداسة البابا، ضمن برنامج زياراتهم فى مصر، والذى استضافهم خلالها الكاتب الصحفى عبد الرحيم على رئيس مجلسى الإدارة والتحرير لمؤسسة «البوابة».. وجاء الحوار بالصحيفة الإيطالية كما يلى:
 


فى إطار الحوار الثنائى الذى انطلق بين مصر وإيطاليا منذ ما يقرب من ٥٠ عامًا.. ذلك الحوار الذى أطلقه البابا شنودة الثالث خلال لقائه بالبابا بول السادس فى عام ١٩٧٣.. هذا اللقاء الذى أنهى قرونًا طويلة من الانقسامات والاختلافات بين الكنيستين.. اليوم يتحدث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثانى عن التقدم الذى تم إنجازه فى العلاقات بين الكنيسة المصرية والبابا فرنسيس.. البابا تواضروس حرص على التطرق فى حديثه أيضًا إلى الآفاق الجديدة التى تلوح فى الأفق للكنيسة المصرية من أجل المشاركة فى الحياة المؤسسية والمجتمعية للأقباط المصريين الذين يعيشون مع مايقرب من ٩٠ مليون مصرى مسلم.
■ منذ عدة أيام، وصفك البابا فرنسيس خلال لقاء ودى بأنك «إنسان نقى، يحافظ دائما على اتباع تعاليم الرب» فهل ترغبون أن توجه رسالة للبابا فرنسيس خلال هذه الفترة العصيبة التى يمر بها العالم أجمع؟
- بالفعل.. كثيرًا ما نتبادل الحديث، واليوم أرجو من الله أن يعطيه العمر المديد والصحة، وأشكره على زياراته التى يقوم بها باعتباره رسول سلام ومحبة فى العالم أجمع.. كما أشكره مرة أخرى على زيارته التى قام بها إلى مصر عام ٢٠١٧، فقد كانت زيارة مهمة للغاية.
■ هل يمكن أن تشرح لنا طبيعة حياة الأقباط على أرض مصر، أو بمعنى أدق هل هناك أماكن محددة يتواجدون فيها بشكل أكبر فى مصر ما نسميه «الجغرافيا الدينية"؟
- نحن حوالى ١٥ مليون ونعيش مع ٩٠ مليون مسلم فى كل بقعة على ارض مصر.. تجد المسلم مع المسيحى يسكنان نفس القرية ونفس المدينة ونفس المنزل، إضافة إلى أن هناك جالية مصرية تعيش فى الخارج يصل تعدادها إلى حوالى ٧ ملايين مواطن مصرى ومن بين هؤلاء ٢ مليون قبطى مصرى.. بمعنى أن الأقباط داخل مصر يصل عددهم لحوالى ١٥ مليون وخارجها عددهم ٢ مليون مواطن. وهناك أكثر من ٥٠٠ كنيسة فى الخارج و١٢ ديرًا يديرها رجال ونساء. ونحن متواجدون فى ١٠٠ بلد، فيما بين الولايات المتحدة وكندا وأمريكا اللاتينية والخليج العربى وآسيا لغاية أستراليا مع جالية صغيرة أيضا فى جزر فيدجى.
 


■ هل لمستم تحسنا فى العلاقات بين الكنيسة القبطية والحكومة المصرية خلال السنوات الاخيرة؟
- بالطبع علاقاتنا ممتازة مع الرئيس السيسى، بل أقول إنها تتسم بالخصوصية، ونلتقى العديد من المرات سنويًا، ويأتى شخصيًا هنا للكاتدرائية المرقسية كل مرة فى عيد الميلاد القبطى يوم ٦ يناير لكى يهنأنا بالعيد وعلاقاتنا وثيقة أيضا مع الحكومة ومع البرلمان.
■ ماهو تمثيل الأقباط فى البرلمان؟
- لدينا ٤٠ نائبًا فى مجلس النواب «البرلمان» و٣٠ فى مجلس الشيوخ، وهذا يحدث لأول مرة فقد كان تمثيل الأقباط لا يتعدى خمسة نواب فى الماضى، ولأول مرة يوجد قبطى على رأس المحكمة الدستورية العليا والتى تعتبر أعلى سلطة قضائية بمصر كما أن علاقاتنا جيدة أيضًا مع الإمام الأكبر للأزهر وكثيرًا ما نلتقى ونتحدث معًا.
■ كانت أول زيارة خارجية لكم بصفتكم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية لفاتيكان البابا فرنسيس.. هل يمكن أن تشرح لنا لماذا وقع اختياركم على الفاتيكان؟
- نحن أصدقاء فعلًا على الصعيدين الشخصى والروحى وكثيرًا ما نتواصل هاتفيًا، وهناك يوم مخصص للصداقة الأخوية بين الكنيستين وهو يوم ١٠ مايو من كل عام.. وهذا العام تحديدًا سنحتفل بمرور نصف قرن من الأخوة بين الكنيستين.
■ مع استمرار الحرب فى أوكرانيا لأكثر من عام، هل تأثرت العلاقات بينكم وبين الكنيسة الروسية؟
- لدينا علاقات متميزة مع الكنيسة الروسية، ولا نقبل تقسيم أوكرانيا. إنها حرب عبثية مستمرة، وهذا لا معنى له.. وهنا أخاطب الغرب الذى يدعم أوكرانيا يجب علينا إنهاء تلك الحرب التى لها تأثيرات سلبية على العالم بأسره وعلى مصر أيضا. فى الحقيقة، نعتبر الأرثوذكس الشرقيين إخواننا ونحن نقوم بدورنا دائمًا فى مصر؛ فمسئوليتنا الأولى روحانية تهدف فى المقام الأول إلى تدريب الإنسان، والثانية لخدمة المجتمع، ولهذا نبنى مدارس ومستشفيات قبطية لجميع المواطنين.
■ تعرضت كنائسكم لهجمات مختلفة بما فى ذلك كاتدرائية القديس مرقس التى نتواجد فيها معكم الآن؛ حدث هذا فى عام ٢٠١٦ عندما تعرضت لتفجير استخدم فيه ١٢ كيلوجرامًا من مادة تى إن تى شديدة الانفجار.. كيف ترون الآن كل هذه الأحداث؟
- منذ سنوات، كانت بعض الكنائس هدفًا للعديد من الإرهابيين الذين جاءوا لمصر من الخارج.. وفى ١٤ أغسطس ٢٠١٣، قبل تعيين الرئيس السيسى، تعرضت ما يقرب من ١٠٠ كنيسة لهجمات أو أضرار كما تم حرق بعضها. وانتهج الرئيس السيسى منذ وصوله للسلطة خطًا مختلفًا للبلاد والآن تحسن الوضع كثيرًا.. بالفعل كانت هذه الاعتداءات تستهدف النيل من الوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين.. تلك الوحدة التى تتعزز مرة أخرى هذه الفترة وتتزايد من يوم لآخر خاصةً أنها أحد ركائز استقرار مصر.. لعلك يجب أن تدرك أن الفارق الوحيد بين المسلمين والأقباط فى مصر هو أن الأقباط يذهبون إلى الكنيسة أما المسلمون فيذهبون إلى المسجد.
 


■ قداستكم.. أريد أن أتحدث عن ملف آخر، ألا وهو بناء الكنائس.. فقبل بضعة سنوات، إذا كنت تريد فقط تجهيز حمام فى الكنيسة، كنت بحاجة إلى قرار جمهورى.. أما اليوم فى جميع أنحاء مصر ومدنها الجديدة رأيت عدة كنائس تحت الإنشاء، فهل هذا صحيح؟
- نعم، لقد تم إقرار قانون البناء الموحد لدور العبادة فى مصر عام ٢٠١٦ وأقمنا على أساسه كنائس جديدة، وأعدنا تنظيم الكنائس الموجودة.وكانت هذه الطفرة تحدث أول مرة فى مصر، ففى السابق كنا نفصل فى موضوع بناء الكنائس ودور العبادة باللجوء إلى نص قانون معتمد من الإمبراطورية العثمانية.
■ هل يمكن أن تخبرنا عن عدد الكنائس التى يتم بنائها خلال هذه الفترة فى مصر؟
- يمكننا القول أنه فى كل شهر خلال هذه المرحلة، نعمل على بناء كنيسة، كما تقوم الدولة ببناء كنيسة فى كل مدينة جديدة.
■ كم عدد الكنائس الآن فى مصر؟
- لقد وصل العدد حتى الآن إلى أكثر من ٣٠٠٠ كنيسة فى مصر، ولكن لا يزال هناك العديد من المناطق التى تحتاج إلى كنائس، ونتعاون مع السلطات الإدارية فى ذلك.