الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

إمبراطورية داعشية جديدة في شرق آسيا.. تفاصيل تحركات 5000 عميل لتنفيذ مخطط التنظيم للانتشار والسيطرة على مناطق النفوذ الجديدة

عناصر داعش الإرهابي
عناصر داعش الإرهابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع انهيار حلم تنظيم داعش الإرهابي، في إقامة خلافته المزعومة على أراضي الشرق الأوسط، انطلاقا من سوريا والعراق، بدأت أعين قادة التنظيم، ومموليه في الاتجاه صوب مناطق أخرى تصلح لإعادة الكرة، وإقامة إمبراطورية إرهابية جديدة، حيث وقع الاختيار على مناطق شرق وجنوب شرق آسيا، لما تعانيه من اضطرابات، وأوضاع سياسية واقتصادية، تبدو مواتية لترسيخ وجود التنظيم، وإعادته للحياة من جديد.
٥٠٠٠ عميل يبدأون التحرك
وخلال الأسابيع الأخيرة، كشفت معلومات واردة من مناطق انتشار التنظيم، عن بدء تحرك نحو ٥ آلاف عميل، من أجل تنفيذ مخطط داعش للانتشار والسيطرة على مناطق النفوذ الجديدة، في شرق وجنوب شرق آسيا، ولا سيما أفغانستان وباكستان.
وتعتمد خطة داعش وعملائه في جنوب شرق آسيا، على الاستفادة من الأغلبية المسلمة في هذه المنطقة، لاستقطاب أكبر عدد منهم للانضمام إلى التنظيم، بالإضافة إلى التغطية على أنشطة التنظيم، ليسهل عليه التحرك في هذه الأوساط دون أن ينكشف أمره.
الخطورة في داعش خراسان
ويرى الدكتور فتحي العفيفي أستاذ الفكر الاستراتيجي، بجامعة الزقازيق، أن تحرك تنظيم داعش نحو جنوب شرق آسيا، يعد توجها خطيرا، في ظل أن هذه المنطقة تحمل مقومات تجعلها توجها طبيعيا للعناصر الفارة من الشرق الأوسط. وقال: "من المحتمل أن تندمج عناصر داعش الفارة من الشرق الأوسط مع جماعة داعش خراسان، وهو ما يمنح الجانبين قوة مضاعفة، حيث يستفيد دواعش الشرق الأوسط من خبرة داعش خراسان بالمنطقة، فيما يستفيد دواعش خراسان من قدرات العناصر الفارة من الشرق الأوسط، عسكريا وتكنيكيا، وهو ما يصنع شبحا خطيرا تصعب مواجهته.
ولفت "العفيفي" إلى أن عناصر داعش القادمة من الشرق الأوسط، يمكن أن توفر خدمة جليلة لداعش خراسان، الذي خسر منذ عام ٢٠١٥ معظم أعضائه خلال في القتال مع القوات الأفغانية، والقوات الدولية، وتحت وطأة ضربات الطائرات الأمريكية دون طيار.
ويتعاظم خطر اندماج دواعش الشرق الأوسط، وداعش خراسان، وفقا للعفيفي، في أن الجماعة الأخيرة ستجد في دواعش الشرق الأوسط، قادة يمكنهم لم شتات هذا التنظيم وإعادته للحياة، خاصة بعد مقتل زعيمه خالد الخراساني متأثرا بجراحه إثر غارة أمريكية بطائرة مسيرة، مشيرا إلى أن التعاون بين الجانبين سيقود إلى كارثة.
باكستان أرض خصبة
بدوره؛ أيد الدكتور عمرو عبد المنعم، المتخصص في شئون الجماعات المتطرفة، الرأي السابق، مشيرا إلى أن باكستان تعد أرضا أكثر خصوبة من غيرها، لاحتضان تنظيم داعش، والسماح له بالعودة إلى الحياة.
وأوضح أن أسلوب الحكومة الباكستانية، البطيء في التعاطي مع تحركات الجماعات الإرهابية بشكل عام، يمنحها فرصة تنظيم صفوفها، والاندماج مع حلفائها. 
وحذر عبد المنعم من استمرار تدفق العناصر الداعشية على الجانب الباكستاني من الحدود الأفغانية الباكستانية، لخضوعه لسيطرة لحركات إرهابية شديدة العنف، ما يصنع اندماجا خطيرا بين الجانبين.
وأشار إلى أن حركة طالبان أفغانستان لن تتردد في دعم الدواعش، باعتبار أنها بحاجة إلى التعاون مع هذا التنظيم لضمان دعمه في رحلتها نحو إحكام قبضتها على الحكم في كابول.
وأوضح المتخصص في شئون الجماعات المتطرفة، أن الجميع يدركون أن قادة طالبان أفغانستان، يستمدون أفكارهم من الملا محمد عمر، ويعتبرون أن هيبة الله أخوندزاده هو خليفته وخليفة الإسلام.
ولفت عبدالمنعم إلى أنه لا يمكن التعويل على الخلاف الذي وقع بين داعش وطالبان أفغانستان، أثناء وجود الأول في سوريا، إذ إن حالة الضعف الحالية، فرضت على الطرفين تجاوز خلافاتهما.
وقال: "قيادة داعش في سوريا وفروعها الأفغانية والباكستانية، كانت تعتبر حركة طالبان مجرد عميل للغرب، وعندما طلبت الحركة من أبوبكر البغدادي أن ينأى بنفسه عن دعم أعدائها، كان الرد من المتحدث باسم داعش أن وصف الحركة بالانحراف عن المسار الصحيح". 
وتابع: "منذ ذلك الحين شنت حركة طالبان حملة شرسة ضد أنصار تنظيم الدولة الإسلامية في كوسوفو، وطاردتهم أينما ظهروا كمجموعة. وكان أول عمل لهم ضد تنظيم الدولة في ولاية هلمند جنوب البلاد، معقل حركة طالبان، كما طاردت طالبان عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية فرح الغربية، وتلا ذلك عملية كاسحة لطالبان في زابل ضد مسلحي آسيا الوسطى التابعين للحركة الإسلامية في أوزبكستان، الذين انضموا إلى التنظيم لإيجاد مكان لعائلاتهم للعيش فيه".
وأتم بالقول: "كل هذه الخلافات تكاد تنتهي حاليا، في ظل احتياج كل طرف للآخر، لذا يبدو أن أفغانستان، وباكستان، تبدوان أرضا خصبة لإقامة إمبراطورية داعشية جديدة، تمثل تحديا كبيرا للأمن العالمي".