الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

تداعيات محدودة.. ماذا يعنى حصول إيران على مقاتلات «سوخوى 35» بالنسبة للمنطقة؟.. سعى خليجى لتعزيز البنية الدفاعية بتقنيات عسكرية أكثر تقدمًا

سوخوى 35
سوخوى 35
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلن عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى الإيراني (البرلمان) في منتصف يناير الماضي أن إيران طلبت من روسيا الحصول على أنظمة دفاع جوي وأنظمة صواريخ ومروحيات، بالإضافة إلى الصفقة التى أبرمتها إيران مع روسيا بشأن الحصول على ٢٤ طائرة من طراز  Sukhoi Su-٣٥.
ويعد هذا التصريح بمثابة أول اعتراف رسمي من قبل الإيرانيين بأنهم يتوقعون استلام طائرات SU-٣٥ من روسيا، وهو الأمر الذى كشفت بعض التقديرات الغربية بأنه سيتم في إطار نوع من المقايضة ستحصل بموجبها إيران على هذه المقاتلات في مقابل مد روسيا بالطائرات المسيرة وبعض أنواع الأسلحة التى تحتاجها موسكو في إطار عمليتها العسكرية في أوكرانيا، بل وأن هذا النوع من الطائرات كان يُجهز بالأساس في إطار صفقة روسية مع مصر، ولكن تم إحباطها من قبل بعض القوى الغربية. 
وعلى الرغم من عدم وجود تأكيد علنى ورسمي من قبل السلطات الروسية، ولا من قبل القيادات العليا في الحرس الثوري أو الجيش الإيراني، إلا إنه لم يتم النفي من قبل أي من هذه الجهات، الأمر الذي يقود إلى أخذ الأمر على محمل الجدية. وأن هذه المرة قد تكون هذه الصفقة حقيقية على عكس المرات السابقة، ولا سيما في ظل حاجة روسيا للدعم الإيراني خلال حربها في أوكرانيا التى يبدو أنها لن تنتهى في المستقبل المنظور. 
تداعيات الحصول على الطائرات المقاتلة 
ربما يؤدى حصول إيران على المقاتلات الروسية من طراز سوخوي ٣٥ – والتى تعد بمثابة أكثر الطائرات الروسية تطوراً- إلى سعى بعض الدول الخليجية ولا سيما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتان طالتهما الهجمات العسكرية عن طريق الميليشيات المسلحة التابعة لإيران في المنطقة من قبل إلى محاولة تعزيز  البنية الدفاعية لدى كل منهما أكثر مما هو الوضع عليه حالياً، لموازنة القوة الإيرانية فيما يتعلق بهذا النوع من السلاح. 
وهنا، اقترحت بعض التقارير، بإنه يمكن أن تتجه دول الخليج للحصول على "مقاتلات F٣٥" للحفاظ على التفوق النوعي عن إيران. وعلى الرغم من رغبة موسكو التقليدية في الحفاظ على توازن القوى في الشرق الأوسط بين دول مثل المملكة العربية السعودية وإيران وإسرائيل وجمهورية مصر العربية، إلا أن التعاون العسكري الوثيق –اللاحق للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا- بين موسكو وطهران قد يؤدى إلى تفوق دفاعي نسبي لسلاح الجو  الإيراني المتعثر  بالفعل في مواجهة بعض القوى الأخرى في المنطقة.
تقليص التفوق الجوى الإسرائيلي 
كشفت بعض التقديرات عن إنه فيما يتعلق بسيناريو الهجوم الوقائي سيكون أمام إسرائيل فرصة محدودة للغاية لإرسال مهمة بحث أو إنقاذ على الأراضي الإيرانية لمهاجمة برنامجها النووي كما حدث سابقاً؛ وللتغلب على ذلك يجب أن تتحرك الطائرات المقاتلة الإسرائيلية من طراز F-٣٥ في عمق المجال الجوي الإيراني، وسيكون هذا الفضاء تحت حماية شبكة الدفاع ذات المستويات المتعددة التى تتميز بها طائرات سوخوي ٣٥. وفي هذا السياق، تعد مقاتلة Sukhoi-٣٥ (Su-٣٥) هي مقاتلة من الجيل الرابع، ذات مقعد واحد ومحركين. تصل سرعتها إلى ٢٨٠٠ كم/ ساعة على ارتفاع ١١٠٠٠ متر ، وهو أعلى من سرعة مقاتلة F-٣٥ بسرعة ١٩٠٠ كم/ ساعة. ويبلغ مدى هذه المقاتلة ٣٦٠٠ كم، وهي في هذا الصدد تتفوق على مقاتلة F-٣٥ بمدى طيران يبلغ حوالي ١٢٠٠ كم. 
وفي السياق ذاته، تشير شركة United Aviation Corporation of Russia (UAC) الروسية إلى أن  المقاتلة Su-٣٥ تجمع بين خصائص القتال الفاعل، الأمر الذى يتضمن (قدرة ممتازة على المناورة، ومساعدات الاستحواذ النشطة، والسرعة فوق الصوتية العالية والمدى البعيد، والقدرة على إدارة الأعمال القتالية الجماعية، إلخ. )، كما أنها تتمتع بميزات تكتيكة عالية، بما يتضمن (قدرتها على حمل مجموعة كبيرة من الأسلحة، كما أنها مزودة بنظام حرب إلكتروني حديث متعدد  المستويات وقدرة قتالية عالية على البقاء).
تحديات كبيرة 
كشف بعض الخبراء العسكريين عن أن ذلك لا يمكن أن يمنح إيران تفوقاً جوياً على بعض القوى الإقليمية في منطقة الخليج العربي. فبينما يعد حصول إيران على صفقة طائرات  Su-٣٥  بمثابة أكبر عملية من نوعها لطهران خلال العقود الثلاثة الماضية، إلا أنها لا تزال غير كافية لاستبدال الطائرات المقاتلة القديمة بشكل كامل وفعال في سلاح الجو الإيراني.
وأشارت بعض التقديرات إلى إنه على المدى الطويل، تحتاج إيران ما لا يقل عن ٦٠ طائرة من جيل ٤.٥ لتحل محل مقاتلاتها القديمة F-١٤A Tomcat”  “و” MiG-٢٩A Fulcrum”. وعلاوة على ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت روسيا ستنتج ٣٠ مقاتلة أخرى أو أكثر من طراز Sukhoi ٣٥  كجزء من الدفعة الثانية لتسليمها إلى إيران، فضلاً عن إنه من المستبعد أن تمد موسكو طهران بمقاتلات من هذا النوع من ترسانتها، نظراً لحاجتها الماسة للأسلحة في الحرب الأوكرانية. ومن ناحية أخرى، حتى لو وصلت الدفعة الأولى من طائرات Su-٣٥ إلى إيران في مارس ٢٠٢٣، ستظل طهران تواجه قوة جوية متقدمة منافسة لها في الخليج العربي ولا سيما في ظل اقتناء إسرائيل  لمقاتلات F-٣٥ إلى جانب مقاتلات F-١٦ المطورة. كما تمتلك المملكة العربية السعودية أسطولًا من ٨٠ مقاتلة من طراز F-١٥SA وهي نسخة أكثر تقدمًا من Strike Eagle؛ حيث يمكن أن تحمل هذه الطائرات ما يصل إلى ١٢ صاروخ جو-جو طويل المدى من طراز AIM-١٢٠ AMRAAM. وبالإضافة إلى ذلك، تمتلك الإمارات العربية المتحدة حالياً أسطولًا من طائرات إف -١٦ إي/ إف بلوك ٦٠ الحديثة، واعتبارًا من عام ٢٠٢٧، ستتلقى أبوظبي ٨٠ مقاتلة متعددة الأدوار من طراز Dassault Rafale F٤ من فرنسا. المقاتلة الجوية (سوخوي ٣٥) تجعل من الصعب على إسرائيل أو الولايات المتحدة  الأمريكية مهاجمة المواقع النووية الإيرانية، خاصةً إذا تم نشرها جنبًا إلى جنب مع بعض أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة مثل S-٤٠٠، ولكن قد يرجع تضخيم الإعلام الغربي للتداعيات السلبية لهذه الصققة إلى قلق واشنطن من التعاون العسكري المتصاعد بين إيران وإسرائيل إلى الحد الذى وصفته بعض التقديرات بـ"الشراكة الدفاعية الكاملة"، وما يمكن أن يمثله ذلك على مصالحها ومصالح حلفائها بالمنطقة.