الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تعرف على «الفولاذ الدمشقي» ومحاولة الكشف عن سر خصائصه الفريدة

الفولاذ الدمشقي
الفولاذ الدمشقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد دمشق من أعرق العواصم في التاريخ، وهي دولة تمتاز بالحضارة بالإرث الحضاري وضعت بصمتها في التاريخ الإنساني، واشتهر حرفيوها وصناعها بالفولاذ الدمشقي الذي لا يزال سره مخفيا حتى الآن.

 

الفولاذ الدمشقي

 

الفولاذ الدمشقي هو نوع فريد من الحديد الصلب هو نوع من الفولاذ المستخدم لصناعة نصل السيوف والخناجر منذ أوائل العصور الوسطى، والذي اشتهرت به مدينة دمشق وإليها ينسب.

صناعة الفولاذ الدمشقي

ويُعرف الفولاذ الدمشقي، بأنه طريقة فريدة للمعالجة ينتج عنها حزمة ملحومة من شرائط فولاذية بخصائص متنوعة، تجمع بين الصلابة العالية والاحتفاظ لزمن طويل بالحدة والليونة ومقاومة الأحمال الجانبية، وذلك حسبما ذكرت «روسيا اليوم».

ويتمثل مبدأ صناعة الشفرات الدمشقية من الحديد في أن قوة لوحين معدنيين على الأقل ملحومين معا بتركيبة مختلفة، أعلى بكثير من المجموع البسيط لنقاط القوة لكل منهما. وتبعا لذلك، يتم توصيل المزيد من لوحات الخصائص المختلفة في حزمة، ما يزيد القوة ويرفع من مستوى المرونة.

انتقلت في القرون الوسطى صناعة السيوف من الهند واستقرت في دمشق التي قدمت نموذجها الفولاذي الفريد الذي لا تزال أسراره مجهولة، رغم الأجهزة والوسائل العصرية المتطورة القادرة على الرصد الدقيق وتحديد المكونات.

يمكن القول إن الغرض الشائع من الفولاذ يتمثل في صناعة الشفرات، والميزة الرئيسة للشفرات تكمن في حدة نصلها، فيما يمكن شحذ شفرة النصل الدمشقي إلى درجة عالية جدا من الحدة، والحفاظ عليها لفترة طويلة.

وفيما يتم طلاء الشفرات الحادة المصنوعة من الفولاذ الكربوني العادي مصل شفرات الحلاقة، عند الشحذ، ولا يمكن شحذها لاحقا، يُشحذ السيف الدمشقي إلى درجة حدة شفرة الحلاقة، ويحتفظ بقدرته على القطع لفترة طويلة. هذه الخاصية ممكنة حين يتوفر للفولاذ في وقت واحد صلابة عالية ولزوجة ومرونة، وحينها فقط يكون شفرة النصل قادرة على الشحذ الذاتي.

 

محاولة كشف سر «الفولاذ الدمشقي»

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد تحدثت في عام 1981 عن "كشف لغز الفولاذ الدمشقي"، مشيرة إلى أن اثنين من علماء المعادن في جامعة ستانفورد الأمريكية، أثناء عملهما على إنتاج معدن "فائق اللدونة"، اكتشفوا سر الفولاذ الدمشقي.

كشفت تحليلات الفولاذ التي أجراها «جيفري وادزورث وأوليغ شيربي»، في بحثهما عن شكل عالي المرونة، عن خصائص متطابقة تقريبا مع تلك التي عثروا عليها بعد ذلك في الفولاذ الدمشقي، على الرغم من أن فولاذهما البلاستيكي، أنتج بواسطة أساليب حديثة متطورة.

ولفتت الصحيفة في تقريرها بداية الثمانينيات إلى أن الخصائص الرائعة للفولاذ الدمشقي اشتهرت في أوروبا منذ أن وصل الصليبيون إلى الشرق الأوسط بداية من القرن الحادي عشر، حيث اكتشفوا أن السيوف من هذا المعدن يمكن أن تشق الريشة في الجو، لكنها تحتفظ بحدتها لفترة طويلة.

ويعتقد هذان العالمان كما اشتبه من قبل العلماء الأوائل، أن سر الفولاذ الدمشقي يكمن في وجود نسبة عالية من الكربون، قالا إنها يجب أن تكون من 1 إلى 2 في المائة، مقارنة بجزء بسيط من 1 في المائة في الفولاذ العادي، علاوة على إجراء عمليات تسخين وتبريد خاصة.

على أي حال، لم يقدم هذان العالمان إلا وجهة نظر علمية محتملة للطريقة التي سُبك بها الفولاذ الدمشقي، الذي يبدو أنه سيبقى صامتا لقرون أخرى محتفظا بما خبأه بداخله حرفيو دمشق المهرة من أسرار وطلاسم!