الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

واشنطن تكثف أنشطتها الاستخبارية فى أفريقيا من خلال عمليات الاستطلاع والاستهداف الجوى

جوزيف كونى
جوزيف كونى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعزز الولايات المتحدة تواجدها العسكرى والأمنى فى إفريقيا من خلال برامج للتدريب العسكرى المشترك وإبرام اتفاقيات للتعاون الأمنى والاستخبارى مع حكومات القارة ،كما تكثف من أنشطتها وعملياتها الاستخبارية فى افريقيا من خلال بناء شبكة أكثر اتساعا تضم مراكز خدماتها السرية الاستخبارية و قواعد جوية صغيرة تستخدم فى الرصد و التجسس على مقار الجماعات الارهابي فى إقليم الصحراء الكبرى شمالا وأدغال القارة جنوبا .
وفى يناير 2013 ، قدمت العمليات الجوية الاستطلاعية التى تديرها وكالة المخابرات الأمريكية فى إفريقيا و قيادة / افريكوم / معلومات مفيدة أسهمت فى انجاح مهمة القوات الفرنسية التى تم دفعها إلى مالى بقرار من مجلس الأمن الدولى لمواجهة مسلحى جماعتى القاعدة / انصار الدين – التوحيد و الجهاد / الطامحين فى إنشاء امارة ارهابية لهم فى شمالى مالى ، وكان توجيه تلك العمليات الاستطلاعية المخابراتية يتم من مراكز تحكم أمريكية فى بوركينا فاسو و تشاد .
وتعد الطائرات الصغيرة التى تعمل بدون طيار رأس الحربة فى أنشطة الاستخبارات الامريكية فى أفريقيا إذ يتم استخدام طائرات مزودة بمنظومات استشعار خاصة وكاميرات وأجهزة اعتراض إشارات الاتصالات الهاتفية وتتمتع تلك الطائرات بالقدرة العالية على التغطية الجوية لألاف من الأميال .
ويعد استهداف خلايا القاعدة ومعسكرات تدريبها هو الهدف الاول لعمليات الاستخبارات الامريكية فى افريقيا وتتعاون القيادة الافريقية فى الجيش الأمريكى ومقرها شتوتجارت / المانيا مع حكومات بلدان أفريقية فى مجالات التدريب على العمليات الخاصة لمكافحة الارهاب فى القارة وما يتصل بذلك من أنشطة تتبع واستهداف والعمل بشكل وثيق مع عناصر ومدربى المخابرات المركزية الأمريكية فى مجالات مكافحة الارهاب.
وتأتى بوركينا فاسو فى صدارة البلدان الإفريقية الأكثر تعاونا فى مجال مكافحة الارهاب مع واشنطن وذلك فى برنامج يطلق عليه كوديا الاسم كريك ساند أو رمال الغدي وهو برنامج استوعب العشرات من المدربين و الخبراء الامريكيين فى كافة مجالات مكافحة الارهاب ويقع مقره فى احد اطراف مطار واجادوجو الدولى فى موزمبيق وتغطى انشطته و عملياته مئات الاميال فى شمالى مالى وموريتانيا والصحراء الافريقية الكبرى لاستهداف عناصر القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى و معسكرات تدريبهم وإعاشة مسلحيهم وهو التنظيم الذى يعد فرعا للقاعدة فى إفريقيا و نفذت عناصره عمليات اختطاف عديدة للغربيين مقابل فدية .
ويقول الخبراء إن الإنقلاب الذى شهدته مالى فى مارس عام 2012 كان اختبارا حقيقيا لأهمية انشطة الاستخبارات الامريكية فى افريقيا بعدما تمخض الانقلاب عن مساحة أكثر لتحرك العناصر التكفيرية المسلحة لبسط نفوذها على مناطق بعينها فى مالى و بلدان جوارها .
و فى وسط إفريقيا ، يعمل مائة من عناصر الخدمة السرية فى المخابرات الأمريكية بتعاون كامل مع سلطات المخابرات الأوغندية لتتبع واصطياد جوزيف كونى أكبر داعم للميليشيات الإرهابية المعروفة باسم جيش الرب الأوغندى وهى منظمات مسيحية متطرفة على غرار الحركات التكفيرية الاسلامية المنتشرة فى القارة ويقوم عناصره بارتكاب مذابح وحشية فى اوغندا ووسط القارة .
ويبدى خبراء وزارة الخارجية الامريكية قلقهم من تصاعد وتيرة عسكرة التعامل الأمريكى فى القارة الإفريقية بما يسبغ سياسة أمريكا تجاه القارة بالصبغة الأمنية والاستخباراتية ويؤكد بعضهم أن ذلك قد يكون له ارتدادات انتقامية من جانب الجماعات المتطرفة فى أفريقيا باستهداف مصالح أمريكية لا سيما بعد تصاعد أنشطة الاستهداف الجوى بالطائرات الامريكية التى تعمل بدون طيار فى اجواء افريقيا جنوب الصحراء الكبرى فى الاعوام الاخيرة وفى مناطق أخرى كاليمن و الصومال .
بينما يتحفظ مسئولوالقيادة العسكرية الافريقية للولايات المتحدة فى التعليق على تفاصيل العمليات الاستخباراتية العسكرية ، يؤكد جميعهم أن العمليات العسكرية تتم بتنسيق مع أجهزة مكافحة الارهاب فى بلدان القارة ، فضلا عما تشكله تلك العمليات خاصة المشتركة من ساحة تدريب لكودار إفريقية جديدة تحارب الإرهاب لاسيما فى بلدان القارة الوليدة مثل جنوب السودان إلى جانب أوغندا وموريتانيا ، كما تدعم تلك العمليات قدرة قواعد استطلاع استخبارية تديرها الولايات المتحدة فى كينيا و جيبوتى وجزر سيشيل على ساحل المحيط الهندى .
وقال قائد القيادة الأمريكية الافريقية / افريكوم / الجنرال كارتر فينهام فى شهادته أمام الكونجرس الأمريكى إن بلدانا أفريقية عديدة طلبت من الولايات المتحدة الامريكية التعاون فى برامج / افريكوم / للاستطلاع الاستخبارى الجوى، مشيرا إلى أن عدم تجاوب واشنطن مع تلك المطالب ينطوى على تهديد للأمن القومى الامريكى.
وأشار إلى أن نجاح هذا النوع من الأنشطة الاستخبارية الاستطلاعية فى اصطياد زعيم القاعدة أسامة بن لادن فى باكستان شجع كثير من حكومات القارة على التعاون مع واشنطن لاصطياد " وكلاء القاعدة " فى افريقيا و الاستفادة من برامج بناء القدرات الأمنية الوطنية فى هذا المجال لأجهزة الدول الافريقية المقاومة للارهاب ، لكن القائد الأمريكى أشار إلى أن بلاده لا تستغل ذلك للتوسع التعسفى فى منظومات الاستطلاع الاستخبارى الجوى فى أفريقيا بغرض فرض الهيمنة.
وبحسب اقوال قائد / افريكوم / أمام الكونجرس كانت طائرات التجسس الامريكية ترصد عناصر زعيم جيش الرب الاوغندى المتمرد جوزيف كونى – المطلوب للمحاكمة الجنائية الدولية – و كشف أن طائرات تجسس الامريكية كانت تنطلق وتعود من وإلى منطقة ناذارا بجنوب السودان المجاور لأوغندا وكانت تلك الطائرات فى الوقت ذاته عين واشنطن الراصدة لتطورات الصراع بين الخرطوم و جنوب السودان .
وذكرت مصادر استخباراتية أمريكية لصحيفة الواشنطن بوست واسعة الانتشار أن واشنطن قد استثمرت 10 ملايين دولار امريكى لتجهيز مهابط خاصة لطائرات التجسس الامريكية فى قاعدة بحرية تتبع كينيا تقع على خليج / ماندا / على ساحل المحيط الهندى وسيكون بمقدور تلك المهابط استيعاب طائرات نقل عسكرية من طراز سى -130 ، فضلا عن استخدام واشنطن لتلك القاعدة الكينية فى استيعاب و إعاشة 120 من افراد الكوماندوز البحرى الامريكى / سيلز / عادة ما يقومون بأعمال إغارة ضد قراصنة يتعاونون مع تنظيم مقاتلى الشباب التابع للقاعدة فى الصومال وذلك بموجب اتفاقيات خاصة بين واشنطن و نيروبى فى مجال مكافحة الارهاب .
وقالت إن للبنتاجون استثمار بقيمة 1ر8 مليون دولار امريكى لتطوير ممرات هبوط و اقلاع لطائرات التجسس تستخدم فى التعامل مع عناصر القاعدة المسلحين فى شمال مالى وذلك وفقا لاتفاقيات خاصة مع موريتانيا لمكافحة الارهاب ، ومنذ مطلع العام 2010 يعمل قرابة 65 خبيرا أمريكيا فى بوركينا فاسو لمتابعة و توجيه أنشطة الطيران الاستطلاعى الامريكى فى منطقة الساحل الافريقى .
و فى تعليق على العمليات الجوية الامريكية تجاه العناصر الارهابية التكفيرية فى اليمن ، وصفها الرئيس الامريكى باراك اوباما -فى لقاء مع اعضاء لجنة الاستخبارات فى الكونجرس الأمريكى عقد بتاريخ 11 من شهر مارس الجارى- بأنها نقمة من السماء تكسر معنويات التكفيريين و ذلك فى أعقاب مصرع اربعة من العناصر الارهابية المتعاونة مع القاعدة فى اليمن فى غارات بدون طيار شنتها الولايات المتحدة مطلع الشهر الجارى على معاقلهم فى جنوبى اليمن .
وتشير التقارير الأمريكية إلى أن العمليات الاستهدافية الامريكية من هذا النوع كانت تتم منذ العام 2002 و تديرها المخابرات المركزية الامريكية و كانت تحاط بسرية بالغة لم تفضحها سوى تسريبات ويكيليكس قبل عامين ، وتتم تلك العمليات لاستهداف عناصر تنظيم القاعدة فى شبه جزيرة العرب وتتكلف الطلعة الواحدة 60 ألف دولار أمريكى تكلفة اطلاق 4 صواريخ من طراز نيران الجحيم او / هيل فاير /.
و تقول المنظمات الحقوقية الامريكية أن ما بين 35 إلى 75 مدنيا بينهم 6اطفال على الاقل فى اليمن أصيبوا جراء تلك العمليات وهو ما فتح الباب امام انتقادات واسعة النطاق لتلك الضربات الامريكية وفتح الكونجرس الامريكى جلسات نقاش مطولة استدعى فيها مسئولى الادارة الامريكية لسؤالهم عنها .
وكانت آخر التقارير الحقوقية الامريكية قد كشفت عن استهداف الطائرات الأمريكية بدون طيار – بطريق الخطأ – حفل زفاف فى مدينة رضا اليمنية فى هجوم خلف 12 قتيلا و 15 مصابا من بينهم عناصر إرهابية خطرة وكان ذلك فى ديسمبر 2013 .