الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

أنصار "ترامب البرازيل" يستنسخون فوضى رحيل "ترامب الأمريكي"

 الرئيس البرازيلي
الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسارنو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اشتهر الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسارنو، بـ"ترامب البرازيل" في إشارة إلى تشبيهه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وكان بين الرئيسين السابقين على علاقة وطيدة، إلا أن التشابه بينهما لم يتوقف عند تطابق السياسات داخل أروقة الحكم وإنما امتد لمرحلة ما بعد الرحيل عن كرسي السلطة.
وشهد يوم أمس الأحد الثامن من يناير، اقتحام أنصار الرئيس السابق بولسارونو مبنى الكونجرس البرازيلي، احتجاجا على خسارته الانتخابات الرئاسية التي أجريت في أكتوبر من العام الماضي 2022 أمام الزعيم اليساري لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، ليكرر أنصار "ترامب البرازيل" نفس تحركات أنصار دونالد ترامب، حينما اقتحموا مبنى الكونجرس الأمريكي في السادس من يناير من عام 2021 احتجاجا على إزاحة ترامب من البيت الأبيض، وفوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر 2020.

أنصار بولسارنو يقتحمون المقرات الحكومية
واقتحم الآلاف من أنصار بولسونارو، الذين يرتدون قمصان منتخب "السامبا" ويحملون أعلام البرازيل عدد من المقرات الحكومية في البرازيل، وهي مقر البرلمان والمحكمة العليا، بالإضافة إلى حصار قصر الرئاسة "بلانالتو" في البلد اللاتيني، وهو ما مثل ذروة التصعيد من جانب أنصار "ترامب البرازيل" الذي بدأ بإضراب سائقي الشاحنات حيث بدأوا خلال الأيام الماضية في الدخول في إضراب  
وفي صباح الأحد تجمع أنصار بولسارنو أمام البرلمان البرازيلي وعلى بعد كيلو متر من شارع إسبلانادا، الذي يضخم على جانبيه مقار وزارات ومقرات حكومية ومعالم وطنية، وأغلق الأمن الطرق المحيطة بالبرلمان.
ودعا أنصار بولسونارو إلى تدخل الجيش البرازيلي واستقالة لولا، الذي هزم منافسه اليميني المتشدد في الانتخابات، وتعهد الرئيس الجديد لويز إيناسيو لولا دا سيلفا بالعثور على الجناة ومعاقبتهم وأعلن الطوارئ قبل أن يستدعي الحرس الوطني لاستعادة السيطرة والنظام، وأمر بإغلاق وسط العاصمة لمدة 24 ساعة.
وقال وزير العدل البرازيلي فلافيو دينو لوسائل إعلام محلية إن نحو 200 شخص اعتقلوا بالفعل، مؤكدا مصادرة حوالي 40 حافلة استُخدمت لنقل متظاهرين إلى العاصمة، ووصف الاقتحام بأنه "محاولة سخيفة لفرض إرادة (المحتجين) بالقوة".
وكان أول رد فعل من بولسارنو "67 عاما" على اقتحام أنصاره مبنى الكونجرس البرازيلي، هو رفض هذه التحركات معلنا في تغريدة بموقع تويتر بعد حوالي ست ساعات من اندلاع العنف من مقره في ولاية فلوريدا الأمريكية، أنه لا علاقة له بمثيري الشغب.
لولا داسيلفا يتوعد أنصار "ترامب البرازيل"
وأكد الرئيس البرازيلي الجديد لولا دا سيلفا إنه "لا توجد سابقة في تاريخ بلدنا" للمشاهد التي حدثت في برازيليا يوم الأحد، واصفا العنف بأنه من "أعمال مخربين وفاشيين"، كما انتقد قوات الأمن لفشلها في منع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى البرلمان، متهما إياها بـ"عدم الكفاءة أو سوء النية أو الحقد".

وقال: "سترون في الصور أنهم (ضباط شرطة) يوجهون الناس في طريقهم إلى (ساحة) براكا دوس تريس باورز. سنكتشف من هم ممولو هؤلاء المخربين الذين ذهبوا إلى برازيليا، وسيدفعون جميعا (الثمن) بقوة القانون".

وأظهر مقطع فيديو، بثته منصة "أو غلوبو" الإخبارية، بعض الضباط يضحكون ويلتقطون الصور سويا بينما يظهر في الخلفية المتظاهرون الذين احتلوا حرم البرلمان.

وحطم متظاهرون نوافذ، بينما وصل آخرون إلى قاعة مجلس الشيوخ، حيث راحوا يقفزون على المقاعد.

وانتقد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ما سماه اعتداء على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في البرازيل، وتعهد بايدن، في تغريدة بموقع تويتر، بدعم واشنطن الكامل للمؤسسات الديمقراطية البرازيلية.
وأبدى الاتحاد الأوروبي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الدعم للرئيس البرازيلي.
وكان أول رد فعل لأنصار بولسارنو، على خسارته الانتخابات الرئاسية البرازيلية، في الأول من نوفمبر الماضي، حينما أغلق سائقو الشاحنات الموالون للرئيس المنتهية ولايته، الطرق في جميع أنحاء البرازيل، ما تسبب في اضطراب كبير وأثر على سلاسل الإمداد الغذائي، ويرجع تمسك سائقي الشاحنات ببولسارنو إلى استفادتهم من انخفاض تكاليف وقود الديزل، خلال حكمه.
وفاز لولا دا سيلفا بنسبة على 50.9% من الأصوات الصحيحة مقابل 49.1% لبولسونارو، وذلك في جولة الإعادة التي جرت بينهما أكتوبر الماضي، ولم يعترف بولسارنو بهزيمته وغاب عن حفل تنصيب دا سيلفا الذي جرى في الأول من يناير الجاري.

بولسارنو النسخة الرخيصة من ترامب
وقبل أن تنطلق الانتخابات الرئاسية في البرازيل، أدلى "دا سيلفا" بتصريح في أغسطس الماضي وصف فيه منافسه آنذاك "بولسارنو" بـ"النسخة الرخيصة" من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بسبب انتقاده الدائم لنظام التصويت في البلاد.

وانتهج بولسونارو سياسات متطابقة مع ترامب أبرزها انتقادهما الشديد للتعددية، واعتمادهما نهجا معاديا للصين وتنديدهما باتفاق باريس حول المناخ.