الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

توظيف المؤسسات الصحفية لتطبيقات الميتافيرس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يستهدف مدخل الدراسات المستقبلية "استشراف المستقبل" Foresight Approach على المدى الطويل إلى استكشاف صورة المستقبل المحتمل، والتنبؤ بما قد يبدو عليه تطوير التقنيات التكنولوجية الجديدة، وفقًا لمنهجية علمية تعتمد على قراءة الحاضر وبالتالي الماضي وذلك للتنبؤ على المدى الطويل بإمكانياته وأحداثه ومشكلاته، وبالتالي العلاقة بينه وبين المتغيرات في المجتمعات، وذلك من خلال رؤية الخبراء واستطلاعات الرأي والتي على أساسها تبنى الرؤية والنماذج الاستشرافية والقرارات والسياسات.
فهناك أكثر من سيناريو تم وضعه في ظل امتلاك المؤسسات تقنية الميتافيرس وهنا لن تتطرق الي المؤسسات الصحفية العالمية بل ما يشغلني هو المؤسسات الصحفية الخاصة في مصر حيث أن الوضع الاقتصادي الحالي لمؤسسات الصحافة التقليدية والرقمية لن يتغير كثيرا ويمكن أن تستمر المنافسة بين الصحف التقليدية والمنصات الرقمية طوال فترة تقترب من 3 سنوات، أما على مستوى التطور التكنولوجي يمكن للمؤسسات الصحفية أن تستمر بتقنيات مماثلة يتم استخدامها حاليًا، والتي في حالة حدوث تغييرات، سيتم تقييدها في ظل الظروف الاقتصادية الحالية والمتوقعة في المستقبل وأن هذه المؤسسات لن توفر التقنيات اللازمة للدخول إلى عالم الميتافيرس على الأقل في المستقبل القريب، خاصة في ظل الغموض الذي يكتنف هذه التقنيات حتى الآن، وعدم وجود الإمكانات المادية والكوادر المدربة.
وعلى المستوى الاجتماعي إن موقف مستخدمي الصحافة الرقمية، الذي يعتمد على فئة الشباب، لن يتم تعديله أو تطويره  خلال فترة قليلة تقترب من ثلاث سنوات قادمة، وأيضًا سيستمر اقتراب الشباب أكثر من الصحافة الرقمية ورفضه التقنية الحديثة حتي تظهر أكثر ويتم استخدامها بالعالم العربي بشكل اكبر وتتيحها الجامعات وتدرب الشباب علي أدواتها بشكل أكبر ومؤثر وهو ما يحدث بالفعل بشكل فردي من رواد تلك التقنية في الشركات العالمية حيث ما يعرقل استخدام الميتافيرس في بعض الدول العربية ومنها مصر استمرار الأوضاع الاقتصادية الحالية للمؤسسات الصحفية وعدم وجود تغييرات جذرية فيها من حيث تدريب الشباب علي كيفية مواكبة التكنولوجيا الجديدة وبالتالي ستظل استمرار المؤسسات الصحفية في الاعتماد على نسخها الورقية والمنصات الرقمية التقليدية والاقتصار على التقنيات التقليدية في إنشاء المنصات الرقمية وعدم تطوير محتواها وذلك سيؤدي لنتيجة متوقعة وهي لن يتفاعل الجمهور مع صحافة الميتافيرس جراء عدم توافرها بشكل كامل بسبب ضعف الامكانيات المادية.
والامر هنا يختلف لدي بعض المؤسسات الصحفية في دول الخليج الذي ستتيح تقنيات الميتا فيرس علي مواقعها الاليكتروني تماشيا مع المؤسسات العالمية ولكن بغرض الترفيه واتاحة بعض الألعاب الإلكترونية الجديدة والمبهرة للشباب العربي بغرض المكاسب المادية والمتوقع ان يجني منها مبالغ طائلة حسب استطلاعات الراي من الشباب في دول الخليج ولن يكون توظيف الميتافيرس فيها لغرض الأخبار والمعرفة، كما هو الحال مع المنصات الرقمية الحالية أو القديمة التي لن تغير شكل المحتوى الذي تقدمه ولكنها ستستفيد بطرق اخري 
ولكن ماذا عن القائم بالاتصال الذي يمثل أهم مرحلة من منظومة التقنيات الحديثة من المتوقع  أن تستمر حالة عدم الاهتمام من جانب المؤسسات الصحفية التي قد لا تدرب الصحفيين على دخول كوكب ميتافيرس، ولا يمكنها تعيين صحفيين جدد لهذه المهمة، والتي يمكن أن يعتمد ذلك على التطوير الذاتي للمواهب من الصحفيين، ولا سيما الشباب منهم.
هناك بعض التحديات التي ستواجه الميتافيرس في العالم العربي المحافظ علي التقاليد والاعراف ولاسيما فيما يتعلق بالاخلاقيات  والتحديات التكنولوجية فلن تتمكن المؤسسات الصحفية الخاصة في مصر من تقديم البرامج والتقنيات المطلوبة لدخول عالم Metaverse بفضل سعره المرتفع ونقص مصادر التمويل وبالتالي إدارة الشركات الأجنبية له، وضعف البنية التحتية الفنية للمؤسسات الصحفية وعدم توافر سماعات الرأس والنظارات الذكية والبرامج اللازمة لاستخدام تقنيات الميتافيرس، وصعوبة الربط الفني بين المؤسسات الصحفية وتطبيقات الميتافيرس وعدم وجود صحفيين قادرين علي التعامل مع تلك التفنيات الحديثة حيث لدي القوي الفاعلة في المؤسسات الصحفية تخوف واضح وصريح من سرعة التطورات التقنية الحديثة وتأثيرها المحتمل علي مستقبل الصناعة الصحفية الامر الذي ييتطلب منهم العمل بجد علي مواكبة هذة التطورات ووضع التصورات اللازمة للتعامل معها بما يسهم في استقطاب الفئات الشابة من المستخدمين وتطوير المحتوي المقدم بالشكل الذي يساعد علي الاستمرار في ظل ما يشهده العالم من تحولات تكنولوجية متلاحقة وهنا ستحاول القوي الفاعلة تطويع هذة التحولات علي مستقبل الصحافة حيث بما لا يدع مجالا للشك وأصبح من المؤكد أن الميتافيرس ستكون بديلا للصحافة والاعلام في شكلهم الحالي وذلك خلال أقل من 5 سنوات من الان.