الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خامنئى.. من التهديد والوعيد إلى التودد للمحتجين.. المظاهرات ضد النظام الإيرانى أصبحت من أكبر التحديات للقيادات منذ أربعة عقود

مظاهرات في إيران
مظاهرات في إيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد نبرة التهديد والوعيد التي اتخذها المرشد الإيراني علي خامنئي منذ اندلاع الاحتجاجات، نجد أن خامنئي اتخذ موقفًا تصالحيًا تجاه المتظاهرين، عندما قال إن الحكومة ليس لديها نزاع مع الشباب في الشوارع، حيث سبق أن أكد على أن الولايات المتحدة وقوى أجنبية أخرى كانت تنظم الاضطرابات المستمرة منذ شهور.

وتحدث خامنئي قبل يومين من يوم "الطالب"، وهو الاحتفال السنوي باستيلاء الطلاب الإيرانيين على السفارة الأمريكية عام ١٩٧٩، وهي الذكرى السنوية التي تشهد معارضة جماهيرية للولايات المتحدة.

وقال خامنئي بنبرة تصالحية مع المحتجين في كلمة ألقاها أمام مجموعة من الطلاب في طهران: "هؤلاء أطفالنا وليس لدينا أي خلاف معهم". وأضاف "الأحداث الأخيرة كانت حربا مختلطة وليست مجرد أعمال شغب في الشوارع"؛ مشيرا إلى الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

جاءت النبرة التصالحية بعد تصريحات متناقضة سابقة قال المرشد الأعلى خلالها، "أولئك الذين يرتكبون الجرائم -من هم ومن أين يحصلون على التوجيه "بالطبع، هؤلاء بالتأكيد ليسوا أطفالنا وشبابنا." وحذر من أن أي شخص يرتكب جرائم سيعاقب؛ مضيفًا أنه "إذا قام الجميع بعملهم فسيتم حل جميع المشاكل".

وشدد على أن هذه الاحتجاجات كانت مزمعة ولم ينظمها "إيرانيون عاديون"، في أول تعليق له على الاضطرابات التي تجتاح البلاد منذ ١٧ سبتمبر الماضي. وتابع قائلاً إن "بعض الناس تسببوا في انعدام الأمن في الشوارع"، مضيفاً أنه كانت هناك "أعمال شغب" مخطط لها.

كما أعرب خامنئي عن دعمه القوي لقوات الأمن، قائلاً إنهم واجهوا إجحافاً خلال الاحتجاجات.

وعلى الرغم من القمع وإغلاق الإنترنت، نمت المظاهرات ضد النظام الإيراني لتصبح واحدة من أكبر التحديات لقيادات النظام منذ أربعة عقود.

ويصعد علي خامنئي الادعاءات بأن الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا تحرض على حركة احتجاجية استمرت لشهور ، دون تقديم أدلة ، فلم يقدم أي دليل على مزاعمه بالتورط الأجنبي، لكنه اتهم الولايات المتحدة وآخرين بشن شكل من أشكال الحرب غير التقليدية ضد إيران، وهو تصعيد في خطاب طهران مع استمرار الاعتصامات والاحتجاجات الأخرى في مدن متعددة.

ووصف المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي الأربعاء الماضى، المسئولين الأمريكيين الذين يدعمون الاحتجاجات أنهم "وقحون".

وقال خامنئي إن "المسئولين الأمريكيين الذين يدعمون الاحتجاجات وقحون. أولئك الذين يعتقدون أن الولايات المتحدة قوة لا يمكن المساس بها مخطئون، فهي معرضة للخطر تماماً كما يتضح من الأحداث الجارية"، على حد تعبيره. كما اتهم مسئولون إيرانيون ومنهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، واشنطن بدعم المحتجين في البلاد، معتبراً أن تصرفها هذا يتعارض مع مساعيها الدبلوماسية والرسائل التي تبعثها إلى طهران بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي.

على الرغم من أن الاضطرابات كانت منتشرة على نطاق واسع وجذبت في بعض الأحيان الآلاف من الناس يرددون شعارات مناهضة للحكومة، إلا أنها كانت أيضًا سلمية إلى حد كبير وقادها الشباب، في كثير من الأحيان في مجموعات من العشرات أو أقل.

واندلعت حركة الاحتجاجات وتصاعدت في سبتمبر الماضي بوفاة مهسا أميني البالغة من العمر ٢٢ عامًا في حجز شرطة الآداب في ١٦ سبتمبر، بعد أن تم اعتقالها بدعوى انتهاك قواعد اللباس الإسلامي الصارمة في إيران.

وأثار مصرع الشابة الإيرانية غضبا كبيرا في البلاد، فالشابة التي كانت برفقة أخيها قرب محطة مترو أثناء رحلة عائلية للعاصمة طهران، انتهى بها المطاف ميتة أثناء احتجازها، إثر اعتقالها لمخالفتها قانونا عمره أربعة عقود تقريبا يفرض زيا موحّدا على نساء إيران.

وقد أشعلت وفاتها نار الغضب في البلاد، حول عدة قضايا من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.

كما قصت أخريات شعرهن على الملأ، فيما دعت حشود غاضبة إلى سقوط المرشد، علي خامنئي.

وشكلت تلك التظاهرات التي عمت عشرات المدن في كافة أنحاء البلاد خلال الأيام الماضية ولا تزال، شاملة مختلف الأعراق والطبقات، الاحتجاجات الأكبر منذ تلك التي خرجت اعتراضا على أسعار الوقود في ٢٠١٩، وأفيد وقتها بمقتل ١٥٠٠ شخص في حملات قمع ضد المتظاهرين، مما دفع السلطات إلى التشدد في التعامل مع المتظاهرين، والتوعد بالضرب بيد من حديد على من وصفتهم بـ "المشاغبين".