الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الكوارث الطبيعية الأكثر فتكًا بالبشر.. 15 مليار دولار حجم الخسائر المادية بأمريكا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة "نورث وسترن" الأمريكية أن تغير المناخ تسبب في مزيد من الأمطار الغزيرة والأعاصير التي تؤثر بشكل كبير على العالم في السنوات الأخيرة.

وأظهرت الدراسة، التي نقلتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني، أن هطول الأمطار أصبح أكثر غزارة في معظم أنحاء العالم، بعدما تم ربط النتائج المرتبطة بتغير المناخ مع قدرة الهواء الأكثر دفئًا على الاحتفاظ بمزيد من الماء.

وأوضحت الصحيفة أن نتائج الدراسة تعكس القوانين الأساسية للفيزياء والديناميكا الحرارية، بالإضافة إلى الأدلة المستمدة من البحث العلمي، وتسلط الضوء على التأثير الذي يحدثه البشر على الطقس والمناخ في الوقت الفعلي وعلى المدى القصير، تُقدم تأكيدًا جديدًا لما كان علماء الغلاف الجوي يحذرون منه لسنوات.

وأبرزت "واشنطن بوست" أن ما توصلت إليه الدراسة يتوافق مع مبدأ أساسي لفيزياء الغلاف الجوي، وهو أنه لكل درجة فهرنهايت ترتفع فيها درجة حرارة الهواء، يمكن للغلاف الجوي أن يحتفظ بكمية أكبر من الماء بنسبة 4 في المئة، يُعرف هذا الأمر علميًا باسم معادلة كلاوزيوس - كلابيرون التي تكشف حقيقة أنه عندما تتزايد الغيوم ويكون الغلاف الجوي رطبًا بدرجة كافية، فإن المناخ الأكثر دفئًا سيدعم هطول الأمطار بشكل أكثر كثافة.

وأشارت الدراسة إلى تحولات ثابتة من القليل إلى الكثير في شدة هطول الأمطار اليومية، خاصة في وسط وشرق الولايات المتحدة.

وقال الباحث المشارك في إعداد الدراسة رايان هارب، في تصريح نقلته الصحيفة،" عندما تمطر، فإنها تمطر أكثر، ولكن ما فعلناه أيضًا مكَنا من التحقق من بعض التوقعات التي كانت لدينا بناءً على دراسات النمذجة السابقة".

وأوضحت الدراسة أنه في شرق الولايات المتحدة على سبيل المثال، لاحظ الباحثون زيادة بنسبة 4.5 إلى 5.7 في المئة في متوسط ​​هطول الأمطار اليومية، وقال رايان هارب"هذا لا يعطينا بالضرورة القصة كاملة، فقد تكون هناك أماكن تزداد فيها كثافة هطول الأمطار، ولكن تواتر هطولها يتناقص، قد لا نعرف ما إذا كانت هناك زيادة عامة أو نقصان، هذا شيء نعمل عليه حتى الآن".

كما أعلنت الهيئة الوطنية الأمريكية المعنية بشئون المحيطات والغلاف الجوي، أن حجم الخسائر المادية التي خلفتها الأعاصير هذا العام في البلاد بلغ 15 مليار دولار.

أشارت السلطات في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أن ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار "إيان" الذي ضرب جنوب شرق البلاد أواخر سبتمبر الماضي إلى 107 قتلى.

وفي مقاطعة لي التابعة لفلوريدا ما زال عناصر الإنقاذ والمواطنون العاديون يحاولون إنقاذ آخر السكان العالقين في جزيرة ماتلاتشا، وتناثر الحطام والمركبات المهجورة والأشجار التي اقتُلعت في الشارع الرئيسي ومحيطه، وانقطعت الجزيرة التي تعد حوالى 800 نسمة عن البر الرئيسي بعدما دمّر جسران، بينما بدأ الأشخاص الذين فروا منذ بداية الإعصار بالعودة ومر "إيان" في فلوريدا والمحيط الأطلسي قبل أن يصل إلى اليابسة مجددًا في الولايات المتحدة هذه المرة على ساحل كارولاينا الجنوبية كإعصار من الفئة الأولى مصحوبًا برياح بلغت سرعتها القصوى 140 كلم في الساعة، وتم لاحقًا خفض مستواه إلى "إعصار ما بعد استوائي" قبل أن يتلاشى فوق فيرجينيا.

وذكرت شركة "كور لوجيك" المتخصصة في التحليلات المرتبطة بالعقارات أن الخسائر الناجمة عن الرياح بالنسبة للممتلكات السكنية والتجارية في فلوريدا قد تكلّف شركات التأمين مبلغًا يصل إلى 32 مليار دولار، بينما قد تصل الخسائر الناجمة عن الفيضانات إلى 15 مليار دولار، وتعتبر العاصفة الأكثر كلفة التي تضرب فلوريدا منذ وصل الإعصار آندرو إلى اليابسة عام 1992.

وأفادت السلطات، أن الأغلبية العظمى من الضحايا سقطوا في فلوريدا الولاية الأكثر تضرّرا من الإعصار المدمر بمعدل 102 ضحية، في حين سقط الخمسة الباقون في ولاية نورث كارولاينا، متوقعة في الوقت نفسه أن يستمر عدد القتلى في الارتفاع جراء استمرار هطول الأمطار الغزيرة والسيول بسبب إعصار إيان.

وارتفعت طلبات إعانة البطالة في أمريكا لأعلى مستوى منذ 6 أسابيع، ويرجع ذلك جزئيا إلى تداعيات إعصار إيان في ولاية فلوريدا.

وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن بيانات وزارة العمل أظهرت ارتفاع طلبات إعانة البطالة بواقع 9000 طلب لتصل إلى 228 ألف طلب خلال الأسبوع الذي انتهى في الثامن من أكتوبر الجاري.

كان محللو بلومبرج قد توقعوا أن يبلغ إجمالي الطلبات 225 ألف طلب.

ويعد "إيان" من الفئة الرابعة في تصنيف الأعاصير، والذي تسبب، عندما بلغ اليابسة في فلوريدا، في إغراق أحياء بأكملها ودمر منازل وجسور وخطوط كهرباء، ومع تقدمه نحو المحيط الأطلسي تراجعت حدته قبل أن تشتد مجددا مع وصوله إلى ساوث كارولاينا، وكذلك جارتها نورث كارولاينا.

وذكرت الهيئة، في بيان، أن إعصار إيان دمر مناطق عديدة في طريقه إلى ولايتي كارولينا الشمالية والجنوبية، كان الأحدث في سلسلة من هذه الأعاصير التي ضربت الولايات المتحدة هذا العام.

وأوضح تقرير أعده المراكز الوطنية للمعلومات البيئية التابعة للهيئة، وفقا لصحيفة ذا هيل الأمريكية، أن هذا الإعصار المدمر كان واحدا من بين ست كوارث جديدة وباهظة التكلفة على الولايات المتحدة منذ يونيو من العام الماضي.

ونوه التقرير إلى أن هذا يجعل عام 2022 هو العام الثامن على التوالي الذي يشهد 10 أو أكثر من الكوارث المناخية والجوية التي تكلف الميزانية الأمريكية أكثر من مليار دولار لكل منها.

وإلى جانب إعصار إيان كان هناك إعصار فيونا الذي ضرب بورتوريكو في منتصف سبتمبر الماضي إلى جانب عاصفتين شديدتين أخريين خلال صيف العام الجاري فضلا عن حرائق الغابات في الغرب والفيضانات في يوليو في كنتاكي وميزوري.