الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

وزير الأوقاف: الاجتهاد يجب أن ينضبط بميزان الشرع والعقل معا

جانب من الفعاليات
جانب من الفعاليات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انطلقت اليوم السبت، فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثالث والثلاثين تحت عنوان: الاجتهاد ضرورة العصر (صوره.. ضوابطه.. رجاله.. الحاجة إليه).
وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية رحب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بضيوف مصر الكرام، ناقلًا لهم جميعًا تحيات  الدكتور المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وتمنياته للمؤتمر وللحضور جميعًا بكل التوفيق، كما وجه كل الشكر والتقدير  للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على تفضله برعاية هذا المؤتمر ودعمه المستمر والكبير للفكر الوسطي والاجتهاد العصري.
كما أكد وزير الأوقاف، أن الاجتهاد ضرورة العصر، وأن ما نحن فيه اليوم إنما هو نوع من هذا النفير في طلب صحيح العلم، وأن الاجتهاد الذي نسعى إليه يجب أن ينضبط بميزان الشرع والعقل معًا، وأن المساس بثوابت العقيدة والتجرؤ عليها وإنكار ما استقر منها في وجدان الأمة لا يخدم سوى قوى التطرف والإرهاب، وإذا أردنا أن نقضي على التشدد من جذوره فلا بد أن نقضي على التسيب من جذوره.

وبحسب نص  كلمته، قال الوزير: "يقول الحق سبحانه: "فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ".

وتابع: "وما نحن فيه اليوم إنما هو نوع من هذا النفير في طلب صحيح العلم، والوقوف على مستجدات العصر وقضاياه، والبحث عن حلول لمعضلاته ومشكلاته.
ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ".
ونحن إذ نجتمع اليوم إنما نجتمع خدمة لديننا وأوطاننا، نعلِّم ونتعلم ونتدارس العلم معًا، ونبحث عن حلول لقضايانا الحياتية الهامة والشائكة.
وقد صار الاجتهاد ضرورة العصر، بعد أن عانينا في مجتمعاتنا المسلمة وعانى العالم كله من الفتاوى الشاذة والمؤدلجة على حد سواء، كما عانينا من افتئات غير المؤهلين وغير المتخصصين وتجرئهم على الإفتاء والذهاب إلى أقصى الطرف تشددًا وتطرفًا يمينيًّا، أو انحرافًا وتطرفًا يساريًّا.
فإذا أضيف إلى هؤلاء وأولئك محبو الظهور من اللاهثين خلف كل شاذ أو غريب من الآراء، تأكد لدينا أننا في حاجة إلى إرساء وترسيخ قواعد الاجتهاد وضوابطه، وبخاصة الاجتهادُ الجماعيُّ في القضايا التي لا يمكن البناء فيها على الأقوال الفردية، والتي تتطلب الفتوى فيها خبرات متعددة ومتكاملة، ولا سيما في القضايا الاقتصادية والطبية والبيطرية وشئون الهندسة الزراعية والوراثية وغير ذلك من مفردات حياتنا ومستجدات عصرنا التي تحتاج إلى رأي أهل الخبرة لتبنى عليه الفتوى، فالرأي الشرعي في القضايا الحياتية المستجدة يبنى على الرأي العلمي ولا يسبقه.
وقد فتح الإسلام باب الاجتهاد والتجديد واسعًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ الله (عز وجل) يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا".
وطبيعيّ أن هذا التجديد لا يكون إلا بالاجتهاد والنظر ومراعاة ظروف العصر ومستجداته، فباب الاجتهاد مفتوح بل مشرع إلى يوم القيامة، غير أن له أصوله وضوابطه ورجاله الذين أفنوا حياتهم في طلب العلم الشرعي وفهم أصوله وقواعده ومآلات الأمور ومقاصدها ممن يدركون فقه المقاصد والمآلات والأولويات، ومتى تكون المصلحة مقدمة على المفسدة، ومتى تحتمل المفسدة اليسيرة لتحقيق المصلحة العظيمة، وكيف يكون الترجيح بين مصلحة ومصلحة باختيار أعظمهما نفعًا، وكيف يكون الترجيح بين مفسدة ومفسدة باختيار المفسدة الأخف منها.
فالاجتهاد الذي نسعى إليه يجب أن ينضبط بميزان الشرع والعقل معا، وألا يُترك نهبًا لغير المؤهلين وغير المتخصصين أو المتطاولين الذين يريدون هدم الثوابت تحت دعوى الاجتهاد أو التجديد، فالميزان دقيق، والمرحلة في غاية الدقة والخطورة ؛ لما يكتنفها من تحديات في الداخل والخارج.
فالمتخصص المؤهل إذا اجتهد فأخطأ له أجر، وإن اجتهد فأصاب فله أجران، الأول لاجتهاده والآخر لإصابته، أما من تجرأ على الفتوى بغير علم، فإن أصاب فعليه وزر، وإن أخطأ فعليه وزران، الأول لاقتحامه ما ليس له بأهل، والآخر لما يترتب على خطئه من آثار كان المجتمع والدين معًا في غنى عنها، في ظل أوقات تحتاج إلى من يبني لا من يهدم.
كما نؤكد أن المساس بثوابت العقيدة والتجرؤَ عليها وإنكار ما استقر منها في وجدان الأمة لا يخدم سوى قوى التطرف والإرهاب وخاصة في ظل الظروف التي نمر بها؛ لأن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه السقطات أو الإسقاطات لترويج شائعات التفريط في الثوابت؛ مما ينبغي التنبه له والحذر منه، فإذا أردنا أن نقضي على التشدد من جذوره فلا بد أن نقضي - كذلك - على التسيب من جذوره، فلكل فعلٍ ردّ فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه".

وختم الوزير: "وهذا المؤتمر سيناقش بإذن الله تعالى قضايا في غاية الأهمية، كما سيناقش بحوثًا لنخبة من كبار علماء الأمة ومفكريها حول العملات الافتراضية وقضايا البيئة وغيرهما من القضايا الملحة في واقعنا المعاصر، وآمل أن تسهم توصياته ومخرجاته في وضع حلول لها أو إضاءات حولها على أقل تقدير."

C1E08AF0-31C6-470D-9B5B-03B3AEDFF1D6
C1E08AF0-31C6-470D-9B5B-03B3AEDFF1D6
4C972A93-3F4A-4824-ACBF-765D7FE7B6CA
4C972A93-3F4A-4824-ACBF-765D7FE7B6CA
7461C51D-EA58-4AE0-A514-3A9FFE523507
7461C51D-EA58-4AE0-A514-3A9FFE523507
AF8E2D12-B8A4-44FE-98A0-E5B1CFAAD264
AF8E2D12-B8A4-44FE-98A0-E5B1CFAAD264
F2BF1747-B50F-4931-940C-2D8E5A9F3AC2
F2BF1747-B50F-4931-940C-2D8E5A9F3AC2
EFDA0634-5D2C-40BD-AA2F-EBB7BDA67EE9
EFDA0634-5D2C-40BD-AA2F-EBB7BDA67EE9
04015B37-03F5-4F16-9A46-F6C3151CA4A9
04015B37-03F5-4F16-9A46-F6C3151CA4A9
BC28CC1B-C009-41BE-BA06-B13F3C7C84D3
BC28CC1B-C009-41BE-BA06-B13F3C7C84D3
3008CD17-5036-46FF-82CF-60FDD8CC5839
3008CD17-5036-46FF-82CF-60FDD8CC5839
0F5CA286-6844-4B60-8BFB-B6660FA448E1
0F5CA286-6844-4B60-8BFB-B6660FA448E1
F1E3EB8E-4E82-4720-B73B-D15784318BB2
F1E3EB8E-4E82-4720-B73B-D15784318BB2
3AA5C96F-7550-4E19-840E-8A4E949CF65E
3AA5C96F-7550-4E19-840E-8A4E949CF65E
5440BD6E-1B75-4973-BD11-79557FF37121
5440BD6E-1B75-4973-BD11-79557FF37121
9142FC1C-8203-4458-AC68-AB57BB2B7FF8
9142FC1C-8203-4458-AC68-AB57BB2B7FF8
E38EEF66-D4D7-4BAE-9B16-B4B239D16EE0
E38EEF66-D4D7-4BAE-9B16-B4B239D16EE0
05CA4F25-C9D9-4016-8C62-26304D587511
05CA4F25-C9D9-4016-8C62-26304D587511
7027C2D9-E329-4165-9B1B-0B69BDF64529
7027C2D9-E329-4165-9B1B-0B69BDF64529
B899DD95-2650-493B-A38A-A3CE27D2947C
B899DD95-2650-493B-A38A-A3CE27D2947C
2E30DD56-4973-47FA-8493-6AECA69F93FE
2E30DD56-4973-47FA-8493-6AECA69F93FE
1D0554FD-1742-4AD6-AF19-293842AA0A72
1D0554FD-1742-4AD6-AF19-293842AA0A72
1D2148B0-A2DC-4044-8EE2-EE7C1649D14D
1D2148B0-A2DC-4044-8EE2-EE7C1649D14D
FE405AE6-C591-481C-985D-2D1C94BB5DD4
FE405AE6-C591-481C-985D-2D1C94BB5DD4
B85842CF-3769-4EC3-8396-C103A54ADB6C
B85842CF-3769-4EC3-8396-C103A54ADB6C