الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

ً فاينانشيال تايمز: الاقتصاد العالمى يزداد سوءا بـ «تحول العملات»

العملات
العملات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استهلت صحيفة فاينانشيال تايمز بالإشارة إلى أبرز المشكلات التي يعاني منها الاقتصاد العالمي، مثل  أزمــة الـطـاقـة وارتفاع معدلات التضخم لمستويات قياسية لم يشهدها منذ نحو أربعة عقود، بينما أضيف إليها مؤخرا عمليات إعادة ترتيب كبيرة في أسعار صرف العملات الرئيسية.

وكتبت الصحيفة تقول: "بعد عقدين من كونه أقـوى من الــدولار، أصبح اليورو الآن على قدم
المساواة مع الدولار، انخفض الجنيه الإسترليني الأسـبـوع الماضي إلـى أدنــى مستوى لـه مقابل
الــــدولار مـنـذ عــام  ،1985ويـتـوقـع الـعـديـد من المحللين أن ينخفض أكثر. في غضون ذلك،
واصـل الين انخفاضه السريع مقابل الــدولار،ويتجه لأسوأ عام له على الإطلاق."

وترى الصحيفة أن جزءا من هذه القصة يسيروفق نمط مألوف، وهو أنه في أوقات الاضطرابات
يهرع متداولو العملات والمستثمرون إلى الدولاركملاذ آمن، وحدث ذلك حتى في الأزمة المالية
العالمية لعام  2008 عندما كان الانهيار المالي للولايات المتحدة هو مركز الزلزال.

وفي الوقت الحالي، هناك العديد من العوامل التي تدفع الطلب على الأصول الأمريكية ومنها الحرب في أوكرانيا، وأزمـة الطاقة في أوروبـا، وعدم الاستقرار بشأن كيفية إدارة بعض الأسواق الناشئة لأسعار النفط والغذاء المرتفعة. و"تعتبر الــولايــات المتحدة فـي الأســـاس الخيار الأقـل خـطـورة، لا سيما بالنظر إلـى موقعها كمصدر صافٍ للطاقة".

الاندفاع نحو الدولار

كما تدعم الأساسيات الاقتصادية الاندفاع نحو الدولار، فضلا عن تصريحات رئيس الاحتياطي
الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، خلال منتدي جاكسون هول الاقتصادي مؤخرا والتي أوضح
فيها أن البنك "لن يتردد في رفع أسعار الفائدة أكثر في سعيه لخفض التضخم، الـذي لا يزال
يتزايد بأكثر مـن أربـعـة أضـعـاف المستهدف.

ويـؤدي هذا إلى زيـادة السحب النسبي للأوراق المالية بالدولار."

واعـتـبـرت الصحيفة أن سـيـاسـات البنوك المركزية في الـدول المتقدمة الأخـرى متخلفة عـن مسايرة نظيرها الأمـريـكـي، كما أن آفـاق اقتصادات منطقة اليورو والصين قاتمة، بينما تشير البيانات الأخيرة إلـى بعض المرونة في الاقتصاد الأمريكي فضلا عـن الـدعـم المالي الذي وفره الرئيس جو بايدن.

وتـــرى الصحيفة أنــه لا حـلـول سريعة لهذه المشكلة، فالسبيل الوحيد للاقتصادات المتقدمة لكي تستعيد قوتها أمـام الـدولار هو "من خلال سياسات موثوقة وحكيمة ستقودها خلال أزمة اليوم وإلى مسارات نمو أعلى مستقبلا. بالنسبة للعالم الناشئ، فإن إعادة هيكلة الديون متعددة الأطراف المنسقة بشكل أفضل أمر أساسي."

وعلى الـرغـم مـن الإشـــارة إلـى عـوامـل كثيرة كأسباب لانتهاء محتمل لعصر الــــدولار، مثل
تــراجــع حـصـة الـــولايـــات الـمـتـحـدة مــن الناتج العالمي، وصعود العملات الرقمية، واستخدام
العملة الخضراء كسلاح في العقوبات ضد روسيا "لكن لا يزال للدولار تأثير كبير على الاقتصاد
الـعـالـمـي، نـظـرًا لـــدوره المهيمن فـي الـتـجـارة والتمويل العالميين".

واختتمت الصحيفة "فــي عــام  ،1971حذر وزيـــر الـخـزانـة الأمـريـكـي آنـــذاك جــون كونالي
نظراءه الدوليين بقوله إن الدولار (عملتنا ولكنه مشكلتكم). وبعد أكثر من  50عامًا، لا تزال كلماته
صحيحة".